الجنوب الجزائري بين مطرقة التهميش الحكومي و سندان ظروف الحياة المزرية..

admin
2020-07-08T02:00:49+02:00
مغاربية
admin8 يوليو 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
الجنوب الجزائري بين مطرقة التهميش الحكومي و سندان ظروف الحياة المزرية..

فريدة بن سليم – الجزائر-

لازالت صرخات الجنوب الجزائري تُدوي في الأفق، لكن ما من مجيب. ففي الوقت الذي تزخر فيه هذه المناطق بالثروات التي كانت من المفروض أن تكون نعمة  تنهض باقتصاد المنطقة ،و تضمن حياة كريمة لقاطنيها، تحولت إلى نقمة ومطمع لعدة أطراف في الحكومة الجزائرية . ليعاني سكان  منطقة الجنوب الجزائري من ويلات الظروف المعيشية المزرية نتيجة التهميش الحكومي الممنهج من قبل النظام الجزائري .ولتكون الاحتجاجات التي تظهر بين الحين و الآخر صرخة واضحة على ذلك.                                                                                 فالسياسة التي اعتمدتها الدولة منذ سنوات في استنزافها الواضح لخيرات منطقة  الجنوب ،وصبّها في مناطق الشمال ، كرّست التوزيع غير العادل للثروة  وما تبع ذلك من تجاهل واضح لأهالي المنطقة، وخيراتها التي تنهب أمام  ناظره  في صورة مثيرة لمشاعر المواطن الذي يناضل من أجل كرامته ، مما يوضح إيديولوجية واضحة المعالم لذلك النظام التي أساسها اغتصاب الثروات مقابل عجز سياسي في استغلال الإمكانيات و الطاقات كأداة للتغيير الاجتماعي ، ولعل هذا ما استطاعت الأوضاع المزرية لأهالي الجنوب فضحه ،إذ لم تستطع الدولة  الاستفادة من الثروات الهائلة للمنطقة بطريقة تخدم أهالي الجنوب، وفي نفس الوقت لم تتح لهم فرصة الاستفادة منها ،و استثمارها لضمان مستقبل أفضل ،وظلت المعادلة الصعبة التي لم تتمكن الدولة من تحقيقها. فبقدر ثراء الجنوب الجزائري بقدر فقر أهالي الجنوب.  وعلى الرغم من حرص المشرع الجزائري على مبدأ العدالة الاجتماعية و تكافؤ الفرص و التوزيع العادل للثروة لكن تظل مناطق الجنوب بمنآى عن كل هذا ، ليعيش المواطن الجنوبي نوعا من القنوط و اليأس و الإحساس بالظلم و الإقصاء ،وليخلق لديه نوع من الاغتراب و اعتباره مواطن من الدرجة الثانية في وطنه. ونتيجة لذلك الاحتقان الذي دام سنوات عديدة في منطقة الجنوب من خلال النظام السابق وممارساته كان الانفجار عنوان الاحتجاجات التي ما تلبث أن تختفي حتى تظهر من جديد في المنطقة، احتجاجا على ظروف معيشية مزرية ،وتهميش حكومي لنظام لم يحقق العدالة و المساواة، وحرم المواطن من أدنى حقوقه من علاج و سكن و عمل وحتى تعليم ، والتي باتت أحلاما لدى المواطن البسيط الذي يعيش مستقبل مجهول في ظل مناطق تزخر بخيرات ملك لفئة معينة و ليست ملكا لهم. ولتبقى مناطق الظل تعاني بصمت مع ضياع فرصة أولادها في حياة كريمة، وليبقى المواطن مطحونا بين مطرقة القوى ذات النفوذ و مطامع لاستغلال ثروات الجنوب و نهبها باسم الوطن وسندان اللهث وراء لقمة العيش في انتظار تدخل منصف للحكومة الجديدة.                                                         

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.