الشاعرة الفلسطينية شادية حامد في حوار لـ “رسبريس” عن أوجاع المرأة وهموم الكتابة وأشجان الوطن الجريح..

admin
حوارات وبروفيلات
admin26 فبراير 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
الشاعرة الفلسطينية شادية حامد في حوار لـ “رسبريس” عن أوجاع المرأة وهموم الكتابة وأشجان الوطن الجريح..

أنجزت الحوار حياة جبروني

إنها اغتراب يسعى للوصول إلى المثالية، تحمل ألم وأمل بين ضلوعها، حفرت في أرضها الموجوع شعرا تحت وطأة تلبية حاجات مشاعر وأحاسيس وانفعالات زفره قلبها الموجوع ينزف دما يسري في نصوصها إرواءً لأرض الشهداء.

إنها سفيرة السلام والحرية، الشاعرة القادمة من حيفا إلى وجدة حاملة هموم أمة تعاني التسلط والاستبداد والمؤامرات والصفقات آخرها، الصفقة المشؤومة التي أطلق عليها “صفقة القرن” والتي تزامنت زيارتها مع احتجاجات حاشدة بالعاصمة الرباط رافضة التسليم بكل المطالب الصهيونية التوسعية التي أرادت إقفال القضية الفلسطينية.

كان لنا لقاء وحوار مع الشاعرة الحيفاوية شادية حامد، الباحثة عن الشجن وكرم الروح والفكر والجمال والتواقة إلى العدل والحرية، ليس من قبيل الصدفة، ولكن لما لامسته عن هذه الشخصية الفريدة التي نجحت في تكسير الصورة النمطية للمرأة السائدة في الذهن  الإنساني والانتهاك المفروض على النساء في العالم العربي. شخصية تحدت كل أنواع القيود وكل أنواع القمع والاستبداد، شخصية تحدت الرصاص والموت، شخصية صنعت كينونتها ووجدانها من عمق تصور ورؤى عرجاء جرت المرأة إلى الخلف والتخلف.

 حامد2 - رسبريس - Respress
الشاعرة شادية حامد والصحافية حياة جبروني

س: من هي الشاعرة شادية حامد القادمة من أرض الشهداء: فلسطين؟

ج:  أهلا وسهلا ومرحبا بكم قارئين ومستمعين. أنا شبيهة بإنسان بسيط، إنسانة مثل كل الفلسطينين في حيفا الذين تربّوا على معاني العزة والكرامة، ورضعوا حب الوطن مع حليب الام فكبرت قيمة ترابه في وجدانهم 
أنتمي إلى عائلة شهداء من الطرفين: الوالدة والوالد . جدي لامي شهيد وجدتي بطلة رفَضَت مغادرة حيفا، عند سقوط حيفا ودخول المحتل وتشبتت بالأرض رغم كل المخاطر والظروف الصعبة. التي المّت بها وبفضلها بقينا في قلب فلسطين . 
شادية سفيرة الراية المغربية للسلام والتعايش، شاعرة ومترجمة وباحثة في الأدب العربي وفنانة ومديرة عيادة للسكري، خريجة جامعة بوسطن بالولايات المتحدة حاصلة على ماجستير في ادارة المرافق الطبية والتمريض كذلك باحثة في موضوع الأدب والنقد بجامعة لايدن تحضر حاليا للدكتوراه أي خامس القابها الاكاديمية.

شادية عقيلة طبيب أخصائي بأمراض الكبد وأم لثلاث طبيبات ومحامية فضلا عن اربعة أحفاد. تعيش في حيفا، وتهتم بالشعر والفن.

س: ماهي أكثر الحالات التي تلح على الشاعرة شادية لكتابة الشعر، هل هي حالات الحزن أم النشوة أم الإحباط أم هي حالات الشرود؟

ج: الشاعر بحسب رأيي: يعيش بشخصيتين: شخصية اجتماعية سافرة متواجدة مع المحيط والبيئة ومتناسقة مع المحيطين بها وشخصية أخرى مضمرة خلفية باطنية أكثر، وهي في حالة قلق وانشغال وشرود دائم. وعليه فكل شاعر يخفي في دواخله شخصية أخرى لا تقتصر على الشرود والانشغال فحسب،  بل هي شخصية مفكّرة، تحمل هموم ومعاناة أمتها ، فالشاعر منذور لقدر مختلف لان قدره مقرون بالالتزام، كلمته كلمة شرف، وحرفه حرف أصالة ، لا معنى له أن لم يكن مسخّراً لخدمة الأمّة والوطن. وهذا يعني بكل بساطة ووضوح أن الالتزام: قرين الشعر.

س: ما هي القصيدة التي نحتّ كلماتها وأنت في أحلك حالات التذمر وأضيق اللحظات؟

ج: قد لا تكون قصيدة واحدة ففي وطني كما تعلمين تهطل القصائد ثكلى مثقلة بالرصاص ، وفي واقع مثل واقعنا محفوف بالحزن والفقدان لن يُشَكّل هذا إلا دافعا ثرّا في إخراج ما بداخلي من ألم وأمل.

ومع ذلك تحضرني حادثة واقعية ارويها لك كان لها اثرا خلف تجربتي الشعرية: كما تعلمين فحيفا اليوم تحت الاحتلال لم تعد فلسطينية حقة، لكن نحن بقينا فلسطينيين. وذات حنين ذهبت بيَ اشواقي إلى احد أحياء حيفا القديمة الآيلة للسقوط، وكانت مسيّجة، تسللتُ إلى أحد البيوت التي كانت مسوّرة بالأسلاك المعدنية الجارحة ومع ذلك استطعت الدخول، وإذا بي أكتشف أن هذا البيت يعود لآخِرِ رئيس بلدية عربي فلسطيني في حيفا. تأملتُ بدقة ما تبقى آثار داخل هذا البيت من زخارف وألوان ونقوش، السيراميك الاندلسي على الارضيات ، الخشب المنقوش والمنمنم على السقوف ، الاعمدة الرخامية المحيطة بالنوافذ ، الاقواس التي تنحني ألماً فوق واقعنا …..فتدفقت آنذاك دموعي وفاض بي الحزن والوجد ، فاض بي الشوق الى الفردوس المفقود ، إلى مجد فلسطين ، إلى تلك الفترة السماوية الجميلة، لم اقوى اكثر على احتمال الالم والحسرة … وتذكرت جدتي البطلة “صفية” التي يوم سقوط حيفا هي التي نهضت وصمدت وبفضلها بقينا نحن بحيفا في الوقت الذي فرّت به جموع الفلسطينيين تحت قصف وذبح ممنهج، عجّل بتهجيرها، خرجتُ من البيت وأنا أبكي وبقي قلبي يذرف الأسى إلى يومنا هذا. وكانت هذه الحادثة الحزينة بداية لحياتي الشعرية كتبت على إثرها نصا بعنوان “حيفا دمعتي الحزينة”.

س: الشواعر والشعراء كثر في المغرب والوطن العربي، ما هي الأسماء التي أخذت بجماع محبة الشاعرة في تفضيلها لقبيلة الشعراء؟

ج:  لنقل بداية أن كل الشواعر والشعراء على عيني وراسي، إذ كل من يحاول كتابة الشعر لا بد وأن يكون بداخله إحساس وأن يكون له تفكير وأن تكون له رؤى وان يكون منشغلا بمعنى . وانا هنا لا املك إلا ان أنحّي عين النقد جانبا واختار ان لا اصنف الاسماء والنصوص الى قبائل واترك قيمة النصوص الفنية والبلاغية للنقاد لأعلن عن تقديري لكل الشعراء وأحيي فيهم ما حباهم به الله تعالى من روح شعرية ولكن لا بأس في استحضار بعض الأرواح الشعرية الجميلة القديمة مثل الخنساء وابن زيدون وولادة بنت المستكفي ، كيف لا نحب ولادة وهي القائلة:
“أغار عليكَ من عيني ومني
ومنك ومن زمانك والمكانِ
ولو اني خبأتك في عيوني
الى يوم القيامة ما كفاني”

فيرد عليها ابن زيدون ويقول:          
يا من غدوت في الناس مشتهرا
قلبي عليك ِيقاسي الهم والفكرَ
إن غبتِ لن القى انسانا يؤَنّسني
وان حضرت فكل الناس قد حضرا

كيف لا نعشق شعر الحلاج و المتنبي وكذلك احمد شوقي أمير الشعراء ومحمد الفيتوري ، أما بالنسبة للشعراء الفلسطينيين الذين تركوا أثرا في نفسي ….فبالتأكيد فدوى طوقان وشقيقها الشاعر ابراهيم طوقان ومعين بسيسو وعز الدين المناصرة ومحمود درويش وسميح القاسم وتميم البرغوثي ومراد السوداني… أما في المغرب فأعشق أسماء كثيرة وجميلة جدا من بينها أمينة المريني والمرحوم عبد السلام بوحجر كما أعشق حرف وشخص الشاعر الكبير محمد علي الرباوي كذلك أحمد بلحاج آيت وارهام ، محمد السرغيني ومليكة العاصمي… إنها أسماء مشرّفة وجميلة، يتمنى كل شاعر رصين أن يحذو حذوها ويتشبه بها

س: هل انحرف الشعر عن مساره الإنساني والروحي وسلك طريق الشهرة والبهرجة والتنافس والتباغض متناسيا رسالته السامية؟

ج: سأجيبك بصراحة، وأطلب المغفرة مسبقا لأنني ربما سأغضب البعض، لكن يبقى هذا رأيي الخاص، 
ولا أقصد من خلاله خدش أي كان ، اعترف اني مسكونة بالضاد ومفتونة باللغة العربية ….فهل هناك أجمل من لغة الضاد، ألسنا محظوظين بكوننا مسلمين نقرأ المصحف الشريف الذي علمنا لغة قريش وتفضل علينا بحفظ مفرداتها ؟ 
فضلا عن تجدد القصيدة العربية وتطورها من شكلها العمودي إلى النثر إلى التفعيلة إلى الشعر الحر….. أكُلّ هذه النعم التي نحظى بها، لا تستحق ان نقدّرها ؟ بدلا من أن نحافظ عليها ونستمر بتطويرها نضرب بها عرض الحائط ونذهب لنقلد الآخر تقليدا اعمى ونستهلك كل ما يبتكر ؟ فعلى سبيل المثال – مع التماس العذر من بعض زملائي – ما علاقتنا نحن العرب بالهايكو ؟ لماذا نسارع بالتقليد؟ صحيح انه نوع من الشعر الياباني، (لكنه في الأصل البعيد صيني)، وهو أسلوب شعري من الكتابة يتألف من بيت واحد فقط مكون من 17 مقطعا صوتيا ويكتب عادة في ثلاثة سطور (خمسة سبعة خمسة ) شريطة أن يتحدث عن الطبيعة، كل هذا جيد لكن يحضرني هنا السؤال، هل انتهت الهموم والالتزامات والأزمات لكي أترك التزاماتي كشاعرة وأكتب عن الفراشة أو النهر أو الشجرة…؟ 
وما الجدوى من هذا التقليد الطليس؟ لماذا لا نقوم نحن بالابتكار؟ لماذا نقتصر دورنا على استهلاك ما يبتكره الآخر؟ هل ثقافتنا هي ثقافتهم؟ هل همومنا همومهم؟ هكذا بدا الأمر لي …فقلت ربما أكون على خطأ لكني قررت أن أسأل أحد أعمدة النقد العربي والمشرف على رسالتي عن رأيه في شعر الهايكو، أجابني بالحرف، يا شادية هذا ليس شعرا. 
ونعود إلى سؤالنا الأساس هل انحرف الشعر عن مساره؟ فجوابي المؤسس على رأيي الشخصي : أبدا ان الشعر الحقيقي كان ، ما زال ، وسيبقى على الدوام قرين الروح وقرين الالتزام وبالتالي صادق الولاء والرسالة.

وفي معرض كلامها ألحّ علي سؤال لطالما راودني، فقطعت حديثها وسألتها، هل للنقد دور في تبخيس عملية الكتابة، هل أصبحنا نعيش أزمة نقدية، هل النقد فقد أهم ضوابطه المعيارية التقييمية؟

أجابت: لا طبعا ، إن للنقد رسالة سامية وأنا أتكلم عن النقد البناء طبعا، هذا النقد الذي من شأنه أن يضع الشعر على درب الإبداع الحقيقي من خلال تطوير أدوات الشاعر والأديب. وللحق فوجئت عندما حضرت مؤخرا معرض كتاب دولي ينظم جلسة نقدية عن الهايكو استغربت واستهجنت الأمر، هل أصبح الهايكو شكلا رسميا من أشكال الشعر العربي المعاصر، بحيث صارت تخصص له جلسات نقدية ؟؟؟؟
انما وللحق فالمغرب المجيد يتوفر على قامات نقدية كبيرة جدا مقارنة مع الشرق لانفتاحه على الثقافة الغربية. فالنقد في المغرب قطع أشواطا عظيمة تبدو كأقوى منها في الشرق، بحيث أصبحنا نحن المشارقة نبحث عن المصادر النقدية الرصينة لنقتنيها من المغرب وذلك لانتشار الكتب الجادة التي تُدرّس أسس النقد واللسانيات والسميائيات.

س: كيف يمكن لشادية حامد أن تفصل بين عملها الأسري والإداري وبين عشقها للفن والإبداع وهل يطغى مجال على آخر؟

ج: من حيث يطغى، فهو فعلا يطغى. انني مديرة لعيادة تخصصية لامراض السكري اعمل فيها لساعات طويلة على مدار الأسبوع ناهيك عن منزل جائر اقوم فيه بكل الاعمال بمفردي فضلا عن كوني جدة لأربعة أحفاد لا بد ان يشغلوني او بالاحرى لا يمكن ان يحرروني …. صحيح ان لدي متسع منزلي ومكتبة، ولكن تتعذر علي الدراسة والكتابة وسط العائلة والمطبخ والضيوف والأحفاد والمسؤوليات وووووو. فمسؤوليتي كأي سيدة عربية وربة منزل، كبيرة وثقيلة، ومع ذلك وسط هذا الصخب أحاول أن اتشبث بتلابيب الإبداع إذ رغم كل ذلك يبقى وجدان الشاعر حاضرا.

س: هل الشعر الذي يولد من رحم المقاومة تحت الصواريخ والقمع والقتل واليتم والترمل، كالشعر الذي يعش السلم والهدوء وأحيانا الرتابة والركود؟

ج: الشيء الذي يصنع الشعر هو الألم، والالم هو الكفيل بخلق الأمل، ان الشاعر يعيش المعاناة ،انها معاناة تغسل الصدور ، وعملية الغسيل هذه هي التي تنتج المفردات من خلال الحزن والألم ليظهر الإبداع على الورق. هذا هو الشعر في نظري ، وها هي ماهيته أضف الى ذلك : عامل الحب كيفما كان نوعه ، فالكون قائم على الحب الإلهي ، وجوار الحب إلى جنب الألم والامل هو ما يجعل الشعر يظهر على الورق.

س: من هي المرأة التي كسرت طابوهات الأدب النسائي؟

ج: هنالك الكثير من النماذج الحية لنساء كسرت التابوهات سواء في الادب أم الشعر أم الفن 
هنالك من جرؤن على تكسير الأعراف والتقاليد على سبيل المثال : تلك الكتابات الايروتيكية ….. التي شخصيا لا ارى في نفسي استعدادا لتجربتها ليس لاني لا املك شجاعة وإقداما على خوضها بل لانها تخدش معايير الجمال واللياقة في نظري وتجرح قدسية الروح الشعرية ، ان الشعر قبل كل شيء رسالة خُلق ونبل وانسانية ولا اجد هذا النوع من تكسير التابوهات متناسقا مع مُثلي وذائقتي . وبما ان الشعر روح للانسانية وجوهر لها ، تحضرني هنا روح لشخصية أدبية عظيمة جدا، وهي الاديبة المغربية المتفردة (خناثة بنونة). هذه السيدة استثنائية في العالم، فقد ولدت بالجرعة الدقيقة لكل ما في النساء من ذكاء ورِقّة وكل ما في الرجال من كياسة وصرامة، لهذه السيدة تدين فلسطين بأسرها، كيف لا وهي التي طوال عمرها كانت مناصرة للقضية الفلسطينية ولفلسطين، حين أتكلم عن هذه السيدة يفيض لساني بماء الورد ، وتعتريني رغبة شديدة في البكاء، أتذكر جيدا عندما حازت هذه الاديبة الملتزمة على جائزة “القدس”، ماذا كان اول ما فعلت ؟ تبرعت بكل ريعها لأجل أطفال الحجارة، هذه السيدة تبرعت بكل ما تملك لفلسطين ولأطفال فلسطين، لم تبقِ ببيتها اي شيء لم تُبق الا فراشا ووسادة تتكيء عليهما ، لقد تبرعت بجميع املاكها لاطفال فلسطين …..السيدة الوحيدة التي أغمي عليها حين وطئت أقدامها ثرى فلسطين من شدة قهرها وحزنها على ما رأته من الوضعية اللاإنسانية للفلسطينيين، 
في حضرة هذه الروح العالية وأمامها ، أنزع نياط قلبي قبل قبعتي احتراما وإجلالا وأنحني خفرا أنا وفلسطين بأسرها . هذا هو في نظري رمز المرأة التي كسرت كل التابوهات.

س: هل ترين أن المرأة العربية ما تزال تعيش تحت سياط التقاليد والتمييز التي تحد من انعتاقها من القيود البالية؟

ج: لك الله ايتها المرأة العربية …. سأعطيك معطى من وطني ومن خلال إحصائيات طبية باعتباري مديرة عيادة : إن أقصر الاعمار من حيث سنوات البقاء على قيد الحياة هو عمر المرأة العربية والفلسطينية بالتحديد ، لماذا ؟ 
هل هنالك شحّ في توفر ألأسباب ؟
اكيد لا ، فربما يعود هذا المعطى الى رسفها تحت قيود الاحتلال، او ربما بسبب ما فرض عليها من تقاليد، او بسبب قهر الرجل الشرقي لها ، كذلك الأمر ايضاً في العالم العربي. فالمرأة ما زالت تعيش القمع والحرمان والدونية وطمس الحرية لا تستطيع أن تعبر عن رأيها ولا عن استيائها انها ” قليلة عقل ودين ” وفقا لتعريف الرجل لها… تُقمع باسم الدين وباسم التقاليد، وتظلم تحت نير الاعراف والعادات البالية. المرأة العربية مسكينة يلزمها آلاف السنين حتى تتحرر، والتحرر الذي أتحدث عنه هنا ليس بمعنى الانحلال والميوعة، بل التحرر كمخلوق له الحق في اختيار العيش بكرامة وعزة وتقدير ، فعلى هذه المرأة أن تكون حرة قبل كل شيء لتنشئ أجيالا حرة وإلا لن تنتج مجتمعاتنا سوى المزيد من العبيد . 
أما آن الأوان أن نستعيد سيادتنا وعزتنا ؟؟؟؟

س: هل يمكن حضور الشاعرة شادية في الساحة الأدبية أن يحقق ذاته بمعزل عن القضية الأم فلسطين؟

ج: حتى لو حاولنا أحيانا عزل أنفسنا عن واقعنا الدامي يبقى الشاعر على الدوام منتصرا ووفيا لوطنه لأن بوحه لايصدر إلا عن الوجدان المعجون بفلسطين …مهما حملت النصوص من معان ، او كُتبت القصيدة عن الحب على سبيل المثالز فلا بد بالنهاية ان نكتشف أن هذا الحب ما هو إلا حب الوطن وعشق للموطن الأصل ولفردوسه المفقود والمنشود في آن.

س: على ذكر الوطن والقضية الفلسطينية، هناك بعض الفنانين المغاربة، موسيقيون، وتشكيليون… يشاركون في مهرجانات إسرائيلية تحت مظلة تعزيز التبادل الثقافي والانفتاح بين المغرب وإسرائيل فما رأيك؟

ج: هذا السؤال يحيلنا مرة أخرى على قضية الالتزام 
فكل معنى رصين منوط بالالتزام
أما عن نفسي كوني سفيرة الراية المغربية للسلام والتعايش وأيضا سفيرة السلام الفلسطينية، لست ضد السلام ولست ضد التعايش لكن شريطة احترام واعتراف الجانب الآخر بحق فلسطين المساوي لحقه في كل شيء إذ أن معظم مصائب الدهر نابعة من عدم اعتراف الانا بشرعية الآخر ومن هنا لو رغب الفنانون المغاربة بالمشاركة الفعلية في تلك الديار فما أتوقعه منهم مشاركة تجرؤ على إحضار قضية فلسطين في عقر داره من خلال أعمالهم الفنية المشارِكة . على المبدع العربي حيثما حلّ أن يُبقى فلسطين حاضرة داخل الذاكرة. فهي قضية العروبة بأسرها وها هنا يتجلى التزام الفنان

شخصيا لا يهمني أن يكون المهرجان إسرائيليا أو غير إسرائيلي، المهم أن يُذكر اسم فلسطين وأن يُبقي على فلسطين حية في لب العدو قبل الصديق ، وأن يعرض ما يوحي بصمود فلسطين حتى في بيت المحتل. قد اقبل أن يذهب الزملاء إلى عُقر دار المحتل ، شريطة ان يحضر فلسطين معه الى هناك ولكن إذا غُيّبت فلسطين وقضيتها، فأعتبر ذلك مجرد زيارة تطبيع يخدش الالتزام ، أما المشاركة من أجل فلسطين فأعتبرها شجاعة كبيرة.

س: بما أن الشيء بالشيء يُذكر والمناسبة شرط، كمبدعة فلسطينية وكإنسانة قريبة من الوجع والهم الفلسطيني ماذا تقولين عن “صفقة القرن”؟

ج:إنها “صفاقة القرن” وليست صفقة، ترامب يستطيع فعل كل شيء وأي شيء وقول ما يشاء ، إنها فقط صفاقة لا يمكنها أن تلغي كل ما هو راسخ وثابت، لا يمكنها أن تلغي قرارات وإرادات، لا يمكن أن تلغي شعبا بأسره يؤمن بقضيته حتى الموت ولنقل حتى البعث.

س: آخر كلمة لوجدة وأهلها وأنت تشدين الرحال لفلسطين؟

ج:أقول لوجدة ولأهل وجدة، أني قدمت إليها بكل الوجد، وما جذبني إليها كان الوجد، وعلى الوجد أودعها، وعلى الوجد أبقى دوما على صلة بالمغرب ، وحيثما يكون الوجد، يكون على الدوام الشوق، والشوق لا يصبو إلا إلى اللقاء……
نصر الله المغرب وأدامه على شعار الله الوطن الملك وادامنا تحت ظل الراية المغربية الأبية.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)

التعليقات 4 تعليقات

  • د.علي المطيريد.علي المطيري

    دمت سالمه وبكل خير…
    انسانه راقيه ومبدعه معنيه ومطربه وشاعره ومثقفه عربيه ناشطه دائما في المحافل كافه مع التقدير والاحترام

  • عباس محمد عمارةعباس محمد عمارة

    الهايكو جنس أدبي يكتب بكل لغات العالم ولا علاقة لليابان بالهايكو -ليس الصين مثلما أشارت الشاعرة – إلا من الناحية التاريخية فقط. حيث بدأ في اليابان في القرن السابع عشر ثم انتقل إلى أوروبا وأمريكا في بداية القرن العشرين ثم أصبح جنس أدبي عالمي مثل قصيدة النثر وغيره من الأجناس الأدبية. يعني اي شاعر يستطيع الكتابة ضمن الشروط الفنية التي وضعت له. هذا لا يعني إلغاء قصيدة التفعيلة أو العمودية اوقصيدة النثر. انه خيار جمالي جديد أمام الشاعر العربي وغير العربي.

  • بهاء الدين الخاقانيبهاء الدين الخاقاني

    تحية طيبة
    دوما انها شاعرة متألقة ومبدعة وانسانية
    بانتظار المزيد من العطاء
    بوركتم

  • سناءسناء

    حوار رائع بل أكثر من رائع، حوار جعلني أعيش معاناة لطالما كبرنا معها ومازلنا نعيشها وليس لنا باليد حيلة، دمعة عيني لصدق الشاعرة ولوصفها لموقف يقشعر له البدن و تدمع له العين.
    لك الله يا فلسطين، لك الله يا أمة محمد، لك الله يا امرأة حملت و ولدت وربت و أهينت و قهرت لك الجنة يا أمهات