حال فلسطين نتيجة حال العرب..

admin
كتاب واراء
admin31 أغسطس 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
حال فلسطين نتيجة حال العرب..

حسوني قدور بن موسى

” ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” ( الرعد 11) ” و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم” ( الشورى 30 )، مناسبة سوق الايتين الكريمتين هو واقع حال العرب منذ أكثر من 14 قرنا مضت المتسم بالنفاق و المكائد والدسائس و الاتهامات المتبادلة والنزاعات و الخلافات و الاقتتال و الذبح والحروب الدامية فيما بينهم وغلق الحدود في وجه الرعايا العرب و فتحها في وجه الأجانب ما أدى الى الفشل الذريع في اقامة الوحدة العربية المنشودة والخيانة لقضية فلسطين و التطبيع العلني و السري مع اسرائيل دون مقابل و ما رافق ذلك من انتشار ظاهرة الفساد و الرشوة و نهب المال العام و سرقة خيرات الشعوب العربية و انعدام الديمقراطية و قمع الحريات الفردية و الجماعية و فتح عدد كبير من السجون للمعارضين السياسيين و سيطرة العائلات الحاكمة على ثروات البلاد العربية و الخصوع و الركوع للهيمنة الأجنبية،وأخطرمن هذا كله الخيانة العظمى لقضية فلسطين و بيع القدس للصهاينة، حيث أصيب العقل العربي بالخرف و فقدان الذاكرة و نسوا أن القرأن الكريم خصص للقدس الشريف مكانة مقدسة، فالبيت الحرام و كذلك المسجد الأقصى خاصان لله سبحانه و تعالى ، ليس للبشر حق الادعاء بأنهما ملك له و قد اتضح ذلك في القرأن الكريم من خلال ربط المسجد الحرام بالمسجد الأقصى في بداية سورة الاسراء حيث يقول الله تعالى:” سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى” ( الأية 1) ، و طالما أن القرأن الكريم كلام الله الذي أنزل على الرسول (ص) فان ذلك يعني أن التقديس الالاهي للقدس يخص عقيدة التوحيد دون سواها و بشكل أخص فانه يخص الأمة التي أنزل القرأن لها و هي أمة الاسلام ، و كل مقدس الاهي اتضح أمره في القرأن الكريم فهو مقدس اسلامي يخص كل من أمن بأن” لا اله الا الله محمد رسول الله ” و من انتقض هذا التقديس فانه يتناقض مع قدسية الله، و ما من محب لله و رسوله الا و يكون حذرا من أن يقع في معصية الله ، فالقدس لله و لرسول الله و لأمة محمد ، فرض على كل مسلم أن يحافظ عليها و يدافع عنها و يستشهد في سبيل الله من أجلها ، و لهذا فان كل من خان قضية القدس الشريف و باع فلسطين لليهود الصهاينة وابرم معهم صلحا أو اتفاقا فانه يعتبر خارجا عن دين الاسلام و تجب محاربته شرعا مثل اليهود الصهاينة المغتصبين للقدس الشريف، فالتنازل عن القدس خيانة لله و لرسوله و للمؤمنين،و لقد حرم المفتي العام للقدس و الديار الفلسطينية رئيس مجلس الافتاء الأعلى  الشيخ محمد حسين، عملية تسهيل تمليك القدس و أرض فاسطين للأعداء الصهاينة و أضاف قائلا :” أثم من يبيع أرضه لأعدائه أو يأخذ تعويضا عنها لأنه يعد بذلك مظاهرا على أخراج المسلمين من ديارهم و قد قرن الله تبارك و تعالى الذين يخرجون المسلمين من ديارهم و الذين يظاهرون على اخراجهم بالذين يقاتلون المسلمين في دينهم “

 لم يخص القرأن الكريم سوى مكانين مقدسين تقديسا الاهيا هما المسجد الحرام و المسجد الاقصى و هما في ذلك رمزان وحيدان للتقديس الالهي  و ما يخص الله سبحانه من المحتم أن يكون توحيديا نظيفا من أية علامة للشرك و الوثنية، و اقتضت الحكمة الالاهية أن ينظف المسجد الحرام من مظاهر كل تلك الوثنية، أما المسجد الأقصى فقد دخله المسلمون أول مرة زمن الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه و أزيلت كل معالم الشرك بالله و الوثنية منه حيث ان مظاهر الفساد عادت مرة اخرى الى الأرض المباركة على أيدي المتهودين الذين هم أشد عداوة من كل الأطراف لدين التوحيد الاسلامي، و من الناحية الشرعية ، فان الحكام العرب الذين استسلموا للعدو الصهيوني و أبرموا معه  اتفاقات خلافا لارادة شعوبهم يكونون  بذلك قد خرجوا من ملة الاسلام  و أعلنوا عداءهم للاسلام و للمسلمين و تجب محارتهم شرعا.

ليس ثمة قضية معاصرة من قضايا الشعوب المستعمرة و المضطهدة أشد ظلما و قساوة و جرما من قضية فلسطين ، فهي ليست مجرد صراع بين الحق و الباطل أو بين أكثرية مظلومة و أقلية عنصرية استيطانية أو بين قوة استعمارية و شعب يريد الحرية ، بل هي صراع له خصوصية استثنائية، فقد حملت طابع صراع ضد حركة صهيونية عالمية جاءت من شتى أنحاء العالم لتطرد شعب اصيل من أرضه كليا و تقتل و تبيد ما تبقى من هذا الشعب ليحل محله صهاينة غرباء يرفضون وجود الفلسطينيين تطبيقا للقاعدة التي قالها “بيغن” :  “أنا أقتل فلسطيني اذن أنا موجود ” ،هذا يعني ان الحركة الصهيونية المتسلطة على الشعب الفلسطيني تؤمن بابادة هذا الشعب كليا و احتلال أرض فلسطين والقدس الشريف و جعلها عاصمة لاسرائيل و محو الوجود الاسلامي من فلسطين كليا ، و رغم ذلك يهرول الحكام العرب الى التطبيع مع الكيان الاسرائيلي لابرام اتفاقات صلح معه على حساب القضية القلسطينية و القدس الشريف ،أما الشعب الفلسطيني والمنظمات الجهادية في فلسطين و معها الشعوب العربية فانها تعتبر التطبيع مع الكيان الصهيوني كارثة و صفقة خطيرة تهدف الى ضرب الحركة الجهادية الوطنية الفلسطينية بأيدي انظمة عربية خائنة تخدم سياسة الاحتلال و أن أي تنازل عن أي جزء من حقوق الشعب الفلسطيني هو غير شرعي و باطل و محرم سياسيا و دينيا ، كما اعتبرت الحركات الاسلامية في الدول العربية و منها  مصر أن اتفاق العار بين الامارات و الكيان الصهيوني لن تكتب له الحياة و سيقبر تحت أقدام المجاهدين في سبيل الله من أبناء فلسطين و من كل المسلمين.   

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.