آخر حوار مع رئيس المجلس الوطني للصحافيين الجزائريين قبل وفاته: يبقى للإعلام دور كبير جدا في حلحلة الأزمات والتقريب بين الشعوب لأجل إشاعة القيم الانسانية..

admin
2021-08-13T23:21:05+02:00
حوارات وبروفيلات
admin13 أغسطس 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات
آخر حوار مع رئيس المجلس الوطني للصحافيين الجزائريين قبل وفاته: يبقى للإعلام دور كبير جدا في حلحلة الأزمات والتقريب بين الشعوب لأجل إشاعة القيم الانسانية..

انجاز الدكتورة: فريدة بن سليم ” رسبريس” الجزائر..

صحفي ورئيس أول مجلس وطني للصحفيين الجزائريين. أكسبته مهنة المتاعب خبرة وبصيرة  وحنكة مكنته من حظوة رئاسة  مجلس وطني من أولى أولوياتهالدفاع عن حقوق الصحفيين الجزائريين، بوخدشة صحفي واعلامي لامع ومناضل حتى النخاع  همّه الأول الإرتقاء بشروط مهنة الصحافة والدفاع المستميت عن حرية الرأي والتعبير مهما كلّفه ذلك من ثمن..

الحوار أجرته جريدتنا “رسبريس” مع الصحفي رياض بوخدشة قبل أشهر قليلة،من وفاته مُتأثرا بإصابته بفيروس “كورونا”..وننشره في هذا الظرف العصيب، عربون ودّ انساني، وتقديرا لصرح اعلامي شامخ، قليلا ما يجود مخاض الإعلام بمثله..رحمه الله..

–بداية، ما المسؤولية الملقاة على عاتق المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين؟، من حيث المهام و الأنشطةوالبرامج؟          

* المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين، هو منظمة نقابية وطنية معتمدة في قطاع الاتصال تهتم أساسا بالدفاع عن المصالح المادية والمعنوية للصحفيين، وتتطلع إلى تطوير مهنة الصحافة وترقيتها بشكل دائم، وتحقق اسهاماتها الفعالة في التنمية الشاملة.

تأسس المجلس في 02 ماي 2019 بعد 15 سنة تقريبا من النضال والنشاط المطلبي الميداني، وهو الآن في مرحلة بناء هيكلته الداخلية وهذا عمل كبير وجد معقد، اذا انتهينا منه سوف نجد انفسنا امام واقع جديد مشرف للصحافة وللصحفيين رجالا ونساء.

-قطاع الإعلام و الصحافة الجزائرية يتخبط في مشاكل عديدة انطلاقا من الضائقة المالية: آلاف الصحفيين بلا مرتبات ومنهم من  هو مهدد بالتسريح ناهيك عن انعدام الحماية القانونية و الاجتماعية للصحفي أثناء أداء مهامه.فما تعليقك على ذلك؟ .وبصفتك رئيسا للمجلس الوطني للصحافيين الجزائريين، ألن تكون هناك بوادر لتحسين وضعية الصحفي و الصحافة من قبل مجلسكم؟  

* بلا شك سوف تتحسن أوضاع الصحفيين المادية والمهنية، وهذه نتيجة حتمية للجهد النضالي للمجلس ونتوقع ظهور ثمار نضالنا قريبا، رغم التحديات الكبيرة الماثلة في الواقع المعاش.                                                                                                      

 -وسائل الإعلام  الخاصة وبمختلف أنواعها فتحت أبوابها على مصرعيها أمام من لا علاقة لهم بالإعلام مما تسبب في تطويق ومحاصرة حظوظ خريجي معاهد الصحافة والاعلام، فكيف ترى هذه الظاهرة الجديدة وكيف يمكنكم وضع حدّ لدخلاء المهنة، وما هي بوادر تدخلكم ، لضبط هذا المجال؟

* سوف تتفعل عملية تطهير المهنة من الدخلاء تدريجيا، سيقوم المجلس في ظل قيامه بتنصيب هياكله بالتعرف على مختلف المشكلات عن قرب، وسيتم اعداد تقارير على ضوئها يتم توجيه العمل الذي تقوم به الحكومة ووزارة الاتصال نحو فرض الانضباط ووضع شروط صارمة للاندماج في مهنة الصحافة، وعلى رأس هذه الشروط، المؤهل العلمي، والخضوع للتدريب والتأهيل، والتربصات الميدانية المستمرة، والالتزام بأخلاقيات المهنة وآدابها، وتفعيل جهاز الانضباط، ومع جهود أخرى سوف لن يبقى في المهنة الصحفية تدريجيا إلا من يقدسها.  

-يعير وزير الاتصال اهتماما كبيرا لقطاع الصحافة والإعلام، إذ طرح مؤخرا بادرة إعادة تفعيل صندوق دعم الصحفيين المجمد منذ 2015، كما لأكد بالواضح إلى ضرورة اعادة النظر في الإشهار العمومي .فما رأيك في مثل هذه المبادرات ؟ 

* صندوق دعم الصحافة مجمد منذ سنوات طويلة، ومن الصعب جدا تفعيله خارج قوانين، كما من الصعب جدا تحقيق عدالة في الإشهار في ظل غياب قوانين ولجان عمل، وفي ظل تسيير يعتمد على الاجتهاد، يجب أن نتحول إلى اعلام تسيره هيئات يشارك فيها الصحفيون وأهل الاختصاص، ونمنع استثمار أموال الإشهار خارج قطاع الإعلام، حتى تبقى هذه الأموال تضخ في أنشطة تؤدي بالضرورة تطور المؤسسات الإعلامية.

– كيف  ترى واقع الصحافة الالكترونية في الجزائر ؟ وهل يسعى المجلس لضمان عضوية صحفيين إلكترونيين  ضمن المجلس؟

* الصحافة الإلكترونية إلى حد الساعة تظهر بطرق غير محترفة وبدأنا نخشى من أن تلقى نفس مصير الصحافة المكتوبة والسمعي البصري، ولذلك من الضروري جدا، فتح ورشات نقاش جادة قبل الذهاب لإصدار أية قوانين قد لا تستجيب للمشكلات الحقيقية الموجودة على أرض الواقع.

أما نحن كمجلس فلا فرق بين صحفي في المكتوب او المرئي او المسموع أو الاعلام الحديث المعروف بالصحافة الإلكترونية والتي هي في الحقيقة صحافة مكتوبة تنشر فقط عن طريق الأنترنت، بيت المجلس مفتوح للجميع وبإسهامات الجميع.

– هل ترى أن هناك ضرورة في تعديل قانون الإعلام في الوقت الحالي؟ ولو تم ذلك ما هي النقاط التي وجب تغييرها؟

* من الضروري جدا تعديل قانون الاعلام لسنة 2012، اولا لانه ضعيف وفيه ثغرات كبيرة، وثانية لأنه لم يطبق أصلا، وثالثا المرحلة الجديدة التي دخلتها الجزائر تقتضي تحيين هذا القانون شأنه شأن باقي قوانين الدولة الأخرى، وتعديل الدستور يفرض مراجعة لاحقة لكل القوانين.

-كثيرا ما نشاهد بعض التجاوزات والإختلالات المهنية في القنوات الخاصة والتي لا تمت بصلة لأخلاقيات المهنة. ألا تر ون أنه لا بد من صرامة في تطبيق الميثاق، وفرضه على المجال السمعي البصري ؟

* فعلا الاعلام السمعي البصري أحيانا يعبث بالأخلاق والأداب ويؤدي ادوارا جد سلبية، ويجب الاهتمام بهذه المسألة الخطيرة، فإعلامنا أصبح هزيلا ولا يرقى لحماية المجتمع من مختلف المخاطر.

-تمر الجزائر اليوم بمرحلة جديدة ، فكيف ترى دور وسائل الإعلام و الصحافة في هذه المرحلة؟  ومادور المجلس في مسألة المسودة و التعديل الدستوري الجاري؟

* المشروع التمهيدي لتعديل الدستور من حيث النصوص جاء بمكاسب قد تكون نظريا كافية لإحداث تطور ولو جزئي في الساحة الإعلامية، ولكن عمليا لا يمكن الحكم إلا بعد صدور قوانين تطبيقية تفسر ما جاء  به الدستور، وأن تحترم هذه القوانين وتخضع دوريا للتحيين حتى نحقق المطلوب.

– هل لذى مجلسكم علاقات تعاون وتبادل معارف وخبرات وتجارب مع اطارات اعلامية على وجه الخصوص في المغرب وتونس؟

* نحن ننسق ونتواصل مع منظمات مهنية شبيهة في المغرب العربي وفي افريقيا وفي اوربا والخليج، ومع الاتحاد الدولي للصحفيين، وسنعطي للنشاط الخارجي أهميته مستقبلا.

-كيف يمكن للإعلام ان يكون وسيلة لمدّ جسور الوحدة والتفاهم والأخوة بين شعوب دول المغرب العربي؟

* صعب جدا ان يحقق الإعلام ما عجزت عنه السياسة، ولكن يبقى للإعلام دور كبير جدا في حلحلة الأزمات والتقريب بين الشعوب لأجل إشاعة القيم الانسانية التي هي جزء من التزامات الجزائر الدولية كبلد يقدس قيم العدالة والحرية واستقلال الشعوب ونمائها وازدهارها.

-وفي الختام يشكركم  منبر “رسبريس“على رحابة صدركم وسعة خاطركم .

شكرا وخالص الأمنيات لكم بالنجاح الدائم

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.