يعد الاكتئاب أكثر من مجرد اعتلال للحالة المزاجية؛ فهو مرض نفسي يحتاج إلى العلاج، وفق ما أفادت به مجلة “هيلبراكسيسنت” الألمانية.
وأشارت المجلة إلى أن الاكتئاب له أعراض رئيسية تتمثل في تغير نمط النوم وتناول المزيد من الطعام بشكل مفاجئ أو الإقلال منه بشدة، فضلا عن الشعور بالحزن الشديد والعزلة الاجتماعية والانهزامية وفقدان الإحساس بقيمة الذات وتضاؤل الشعور بالأمل وفقدان الاهتمامات.
وللاكتئاب أيضا أعراض أخرى ثانوية تتمثل في ضعف التركيز والتعب المستمر وفقدان الشهية وآلام غير واضحة السبب في الرأس والبطن والخوف والقلق وسرعة الاستثارة.
وقالت المجلة “في البداية لا بد من اتخاذ بعض الإجراءات لمنع تطور الحالة المرضية، وذلك بمقاومة هذه الأعراض قدر الإمكان واتباع إستراتيجيات من شأنها أن تتصدى للاكتئاب بشكل أفضل”.
وتضم هذه الإجراءات إعادة العلاقات الاجتماعية؛ حيث يلعب الأهل والأصدقاء هنا دورا كبيرا في المساعدة على مواجهة الاكتئاب، والعودة إلى نمط النوم الصحي بتقليل تناول الكافيين قبل النوم والبعد عن الشاشات قدر الإمكان واتباع نظام غذائي صحي.
وإذا توقف المرء عن تناول الطعام عند الإصابة بالاكتئاب، فيمكنه الاعتماد في هذه الفترة على الحساء والوجبات التي يستمتع بها، مع الالتزام بنظام الوجبات المعتادة.
وبالنسبة إلى الأشخاص الذين يتناولون الطعام بشكل مفرط، فإنه يمكنهم تناول الطعام الصحي الغني بالألياف كالخضروات وبعض الفواكه، كما أوصت المجلة الألمانية بممارسة الرياضات الخفيفة، لاسيما التي تجلب معها متعة أثناء ممارستها، والمشاركة في النشاطات الإبداعية كالرسم والكتابة، وكذلك النشاطات الاجتماعية التي تعلي من الإحساس بالذات وبالالتزام المجتمعي وتحفّز الإنسان.
والاكتئاب هو اضطراب مزاجي يسبب شعورًا دائمًا بالحزن وفقدان الاهتمام. ويسمى أيضًا “اضطرابا اكتئابيا رئيسيا” أو “اكتئابا سريريا”، وهو يؤثر على شعور الفرد وتفكيره وسلوكه ويمكن أن يؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل العاطفية والجسدية. وقد يواجه الفرد صعوبة في القيام بالأنشطة اليومية العادية، وأحيانًا قد يشعر كما لو أن الحياة لا تستحق العيش.
ويعتبر الاكتئاب أكثر من مجرد نوبة من نوبات الحالة المزاجية السيئة، فهو ليس نقطة ضعف، ولا يمكن الخروج من هذه الحالة خروجا ميسورا. وقد يتطلب الاكتئاب العلاج على المدى الطويل. ولكن يجب ألا يثبط عزيمة الفرد. وقد يتحسَّن معظم الأشخاص المصابين بالاكتئاب بالأدوية أو العلاج النفسي أو كليهما.
