قدم الخبير الاقتصادي الرئيس للبنك الدولي “خافيير دياز كاسو”، التقرير الخاص برصد الوضع الاقتصادي في المغرب ، والذي يركز على سوق العمل والتحديات التي يجب على المغرب مواجهتها لخلق المزيد من فرص الشغل.
وأشار التقرير الذي عرض في ندوة عقدت أمس الثلاثاء، أن أزمة كورونا كان لها تأثير كبير على زيادة عدم المساواة، حيث كانت التفاوتات واضحة للغاية في جميع أنحاء العالم، بما فيها المغرب، حيث كان للحجر الصحي تأثير شديد على سوق العمل المغربي.
وأضاف “أنه رغم ذلك يبقى المغرب حالة مختلفة عن معظم البلدان المحيطة به ، لأن الحكومة اتخذت تدابير مهمة للتخفيف من انخفاض دخل الأسرة، عبر صرف المساعدات المباشرة، مؤكدا أنه لولا هذا الدعم كان من الممكن أن يرتفع معدل الفقر من 1.7٪ في عام 2019 إلى 11.7٪ خلال فترة الإغلاق.
وأوضح التقرير أنه بالرغم من الإصلاحات التي أعلن عنها المغرب، والتي تهدف إلى الحد من التفاوتات وغياب المساواة، فإن هناك تحديات كبيرة في سوق العمل المغربي.
وقال كبير الاقتصاديين في البنك الدولي إن السمة الرئيسية لسوق العمل في المغرب هو عدم استطاعته خلق وظائف كافية، فبينما نما عدد السكان في سن العمل في المتوسط بنحو 372 ألف شخص سنويًا بين عامي 2001 و 2019 ، كان الاقتصاد قادرًا فقط على خلق 112 ألف وظيفة إضافية في المتوسط سنويًا.
وأبرز التقرير أنه من بين أكثر من 26 مليون شخص في سن العمل بالمغرب ، هناك 2.4 مليون فقط موظفون في القطاع الرسمي بما في ذلك 1.5 مليون في القطاع الخاص، مؤكدا أن المغرب لا يستغل قوته الديمغرافية.
ولفت إلى أن عدة عوامل تفسر عدم قدرة سوق الشغل بالمغرب على استيعاب السكان في سن العمل، حيث يمكن النظر إلى تحدي التوظيف من زاويتين مختلفتين: أحدهما مرتبط بنقص الوظائف اللازمة لتلبية قوة العمل العرضية ، والآخر يتعلق في الأصل بجودة فرص الشغل التي يتم خلقها.
ونبه التقرير من ارتفاع مستوى المديونية العمومية في المغرب، مؤكدا أن تغطية احتياجات التمويل قد تصبح صعبة في المستقبل مع ارتفاع الفوائد على المستوى العالمي.
وأكد البنك أنه على المغرب مواجهة مجموعة من التحديات المرتبطة بسوق الشغل وخلق فرص العمل، وذلك عبر تسريع التحول الهيكلي لخلق وظائف أكثر وأفضل في قطاعات إنتاجية أعلى، وتشجيع إضفاء الطابع الرسمي وتحسين نوعية الوظائف، وتعزيز مشاركة المرأة في سوق الشغل، ودعم الشباب في انتقالهم من التعليم إلى سوق العمل وتقليل الأعداد الكبيرة من الشباب العاطلين عن العمل.