رسبريس – أ ف ب
اختار الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن، الإثنين، السياسي المخضرم أنتوني بلينكن وزيرا للخارجية، كما قرر إسناد إدارة الاستخبارات الوطنية لامرأة وذلك للمرة الأولى في تاريخ البلاد، وتعيين وزير الخارجية الأسبق جون كيري موفدا رئاسيا خاصا لشؤون المناخ، متعهّدا اعتماد نهج يقوم على الخبرات بعد سنوات الاضطراب التي طغت على عهد الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.
وفي حين واصل ترامب مساعيه للطعن بنتائج الانتخابات، أعلن بايدن سلسلة تعيينات في الإدارة التي سيرأسها بعد تنصيبه رئيسا، وذلك في أكبر خطوة له على خط استعداداته لتولي الرئاسة في 20 يناير.
ولائحة الأسماء التي أعلنها فريق بايدن قبل الموعد الرسمي المحدد الثلاثاء تعكس سعيه إلى تهدئة الصخب السياسي في واشنطن واستعادة البلاد دورها القيادي على الساحة الدولية.
وجاء في بيان لبايدن “لا وقت لدينا لنخسره على صعيد أمننا القومي وسياستنا الخارجية”.
وقال الرئيس المنتخب إن “هؤلاء الافراد اختبروا الازمات وامتحنتهم بقدر ما هم مبدعون وخلاقون”.
وبلينكن (58 عاما) هو أحد مستشاري بايدن الرئيسيّين في مجال السياسة الخارجيّة وكان المسؤول الثاني في وزارة الخارجيّة الأمريكية في عهد الرئيس السابق باراك أوباما.
وسيقود بلينكن عملية متسارعة الوتيرة لاستبدال النهج السياسي الذي اعتمده ترامب الرافع شعار “أمريكا أولا”، وسيبدأ مسار إعادة البلاد إلى اتفاقية باريس للمناخ ومنظمة الصحة العالمية وإنعاش الاتفاق النووي المبرم مع إيران.
واختار بايدن أفريل هاينز (51 عاما) لتتولى إدارة الاستخبارات الوطنية، بحيث تنسق بين مختلف الوكالات الفدرالية النشطة في هذا المجال، مع الإشارة الى أنها المرأة الاولى التي تتسلم هذه المسؤولية.
وعلى رأس وزارة الأمن الداخلي، سمى بايدن للمرة الأولى الإسباني الأصل اليخاندرو مايوركاس (60 عاما) المولود في هافانا والذي سيشرف خصوصا على قضايا الهجرة.
ومايوركاس مدع سابق مناهض للعنصرية، ويلم بشؤون الوزارة التي سيتولاها كونه كان مساعدا للوزير بين 2013 و2016.
وفي مؤشر إلى وفائه بوعد أطلقه خلال الحملة الانتخابية بالإضاءة على مخاطر الاحترار العالمي، اختار بايدن وزير الخارجية الأسبق جون كيري موفدا رئاسيا خاصا لشؤون المناخ.
وستكون الأمريكية من أصل أفريقي ليندا توماس غرينفيلد (68 عاما) التي شغلت منصب مساعدة وزير الخارجية لشؤون أفريقيا، سفيرة لدى الأمم المتحدة.
وسمى بايدن ايضا مستشارا مقربا هو جايك سوليفن (43 عاما) ليكون مستشاره للأمن القومي.
وعمد بايدن إلى اختيار سياسيين متمرسين على عكس النهج الذي اعتمده ترامب الذي اختار غالبا شخصيات غير متمرسة في السياسة تبيّن لاحقا أنها غير مناسبة للمنصب وخرجت فجائيا من الإدارة.
وتأتي هذه التسميات في وقت يتواصل فيه رفض ترامب الإقرار بالهزيمة وعدم تعاون إدارته مع فريق بايدن في التحضير لعملية انتقال السلطة.
لكن إلى الآن لم ترفض إلا قلة من القادة الجمهوريين نظريات المؤامرة التي يطلقها ترامب والتي يزعم فيها بحصول تزوير واسع النطاق حرمه الفوز في الانتخابات، من دون أن يقدم اي دليل على ذلك.
وسيتعيّن أن يصادق مجلس الشيوخ، حيث يحظى الجمهوريون بغالبية ضئيلة، على عدد كبير من التعيينات التي قررها بايدن، لكن الأمور قد تنقلب في حال فاز المرشحان الديموقراطيان في انتخابات ولاية جورجيا.
خيارات متضائلة
لا يزال ترامب مصرا على موقفه على الرغم من عدم تمكّن فريقه القانوني من إثبات مزاعم التزوير أمام المحاكم.
في الأثناء، توقف ترامب بشكل كبير عن ممارسة المهام التي تتطلب ظهورا علنيا، وبات يتوجّه بشكل متكرر إلى نادي الغولف الذي يملكه في فرجينيا لممارسة هوايته، وهو ما فعله ست مرات منذ الثالث من نوفمبر.
والإثنين، أعلن البيت الأبيض مرة جديدة أن لا لقاءات علنية مدرجة على جدول أعمال ترامب.
وهو لم يتح المجال أمام الصحافيين لتوجيه أسئلة إليه منذ الانتخابات، ملتزما صمتا غير اعتيادي خصوصا أنه أمضى غالبية أوقاته في السجال مع الصحافة بشكل شبه يومي. لكن خياراته تتضاءل سريعا.
ومع تحقيق بايدن فوزا صريحا، يسعى ترامب إلى عرقلة مسار مصادقة الولايات على النتائج والذي يعقبه تصويت كبار الناخبين في المجمع الانتخابي في 14 ديسمبر رسميا لانتخاب الرئيس.
ومؤخرا تسعى حملته إلى إرجاء المصادقة على نتائج الانتخابات في ولاية ميشيغن التي فاز فيها بايدن بفارق 155 ألف صوت.
ومن المقرّر أن يجتمع الاثنين مجلس خبراء التدقيق في ميشيغن، الذي يضمّ اثنين من الديموقراطيّين واثنين من الجمهوريّين، للمصادقة على النتائج.
وفي بنسلفانيا حيث فاز بايدن، يتوقّع أن تصادق السلطات على النتائج بعدما رد قاضٍ في الولاية السبت دفوع ترامب.
وفي الحزب الجمهوري، ازداد الشرخ في نهاية الأسبوع بعدما قال حاكم ولاية نيوجرسي السابق كريس كريستي الذي عمل في 2016 مستشارا خلال الفترة الانتقاليّة لترامب، لشبكة “إيه بي سي” إنّ سلسلة الطعون القانونيّة التي قدّمها الرئيس تشكّل “إحراجا وطنيا”، وإنّ الوقت حان كي تصرف إدارة الخدمات العامّة التمويل المخصّص لإنجاز عمليّة انتقال السلطة.
ودفع القرار القضائي في بنسلفانيا السناتور الجمهوري عن الولاية باتريك تومي إلى الإقرار بفوز جو بايدن. وقال إن محامي ترامب “استنفدوا كل السبل القضائية للطعن بالنتائج” في هذه الولاية.
والإثنين، قال السناتور الجمهوري روب بورتمان إن “الوقت قد حان لإيجاد حل سريع لكل المسائل العالقة والمضي قدما”.
وجاء في مقال له في صحيفة “ذي انكوايرر” الأمريكية “لا عملية دستورية أكثر قدسية في ديموقراطيتنا من الانتقال المنظم للسلطة بعد الانتخابات الرئاسية”.
كذلك اعتبر ستيفن شوارتزمان الذي يرأس مجموعة “بلاكستون” الاستثمارية الخاصة أن “البلاد يجب ان تمضي قدما”.