أثار كتاب “كافر مغربي” للمدون المغربي هشام نوستيك الذي نزل مؤخرا بأروقة المعرض الدولي للكتاب بالدار البيضاء جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي.
المؤلف الذي يقع في 179 صفحة، كتب بـ”الدارجة المغربية”، وطبعته “دار الوطن” المشهورة بطباعتها للكتب المثيرة للجدل ، وقسم إلى 42 فصلا، يستعرض خلالها الكاتب محطات مفصلية من حياته بداية بالولادة والمحيط الأسري، مرورا بالهجرة الى كندا ثم الحب، وختاما بالقرار النهائي بالكفر والإلحاد وخروج من الدين الإسلامي.
ويحكي هشام نوستيك، في كتابه الذي نفد في وقت وجيز من المعرض الدولي للكتاب بالبيضاء، العديد من الظروف التي كونت شخصيته، ونقلته من “مؤمن أعلى درجات الإيمان إلى كافر ينتقد جميع الأديان”، مشيرا إلى أنه رغم تخليه عن المعتقد الإسلامي، إلا أن ذلك لم يغير من نظرته للمسلمين، بل الذي تبدل هو طرق تصنيفه للإنسان، حيث تخلى عن تفضيل أحدهم عن غيره فقط لأنه حامل لدين معين، داعيا إلى عدم التفريق بين الإنسان وأخيه الإنسان.
ويسرد نوستيك، في كتابه المثير للجدل، أنه عاش حياة الطفولة يتيم الأب والأم، كما يحكي عن حلم الهجرة صوب ألمانيا، وطرق استقطاب الجماعات الإسلامية له، وكيفية اقتناعه في فترة سابقة بأفكار مثل الجهاد والاستشهاد،وغيرها، خصوصا إبان حرب البوسنة.
نوستيك درس الأدب الألماني قبل أن يُعرج على تخصص المسيحية، وهو الأمر الذي غير الكثير من أفكاره، كما أن قرار الزواج من ألمانية سيقوده إلى ما يسميه “كفرا” رغم أن الشك كان يساوره على الدوام منذ دراسته بالجامعة.
وهشام نوستيك (اسم مستعار) مغربي مقيم في كندا، معروف على مواقع التواصل الاجتماعي بمناقشة مواضيع الدين بشكل ساخر عن طريق برامج من بينها “خطبة الجمعة”، و”قبسات من حياة الرسول”، كما اشتهر بمناظرته للسلفيين، ومناقشاته مع العديد من الباحثين المغاربة.
وقد قال هشام نوستيك ،- لوسائل اعلام مختلفة في وقت سابق – والذي يرفض الكشف عن هويته ويكتفي باسم مستعار وتسجيلات صوتية: “هل سيتحول الحديث الصحيح إلى حديث ضعيف إذا كشفت وجهي؟”، ودفاعا عن تمثيلياته الساخرة التي تتحدث عن فجر الإسلام يقول إن: “واجبه الإنساني يتمثل في فضح كل ما هو لا إنساني، أظن أن الوقت قد حان لنلتحق بركب من سبقنا“.
والسخرية لدى هشام “أداة مشروعة للنقد، والأديان مثلها مثل جميع الأيديولوجيات، مجرد أفكار لا حقوق ولا قداسة لها إلا عند من يؤمن بها. السخرية تنزع ثوب القداسة عن القبيح وتظهر قبحه“.
هشام نوستيك يؤكد أن السبب الرئيسي لوجود الأديان هو التلقين الديني في الطفولة. “لو تركنا الناس يبلغون سن الرشد ثم حدثناهم لأول مرة عن الأديان وقصصها العجيبة لما آمنوا بها. والدليل على ذلك أنك عندما تحدث مؤمنا بدين ما عن معجزات دين آخر فردة فعله تكون عادة اللامبالاة وقد يضحك أو يسخر منها في بعض الأحيان“.
ويتساءل هشام : “هل من الجيد أن تضيع فرصة عمل بسبب حرام في الدين؟
هل من الجيد أن تتعرف على ثقافات وأديان أخرى وأنت مؤمن بأن أصحابها حطب جهنم؟
هل من الجيد أن تقبل الفشل أو المعاملة القاسية بسبب القضاء والقدر؟
هل من الجيد أن يكون شريك الحياة من دين آخر وتؤمن أنه سيكون في جهنم خالدا فيها بينما أنت تنعم في الجنان؟”
يُذكر أن الفصل 220 من القانون الجنائي المغربي ينص على أن “من استعمل العنف أو التهديد لإكراه شخص أو أكثر على مباشرة عبادة ما أو على حضورها، أو لمنعهم من ذلك، يعاقب بالسجن من 6 أشهر إلى 3 سنوات وغرامة تتراوح 200 إلى 500 درهم. ويعاقب بالعقوبة نفسها كل من استعمل وسائل الإغراء لزعزعة عقيدة مسلم أو تحويله إلى ديانة أخرى
ومعلوم أن دراسة ظاهرة الإلحاد وارقام الملحدين يكتنفها مجموعة من الصعوبات المنهجية، من أهمها انخفاض معدلات الاستجابة لاستطلاعات الرأي الميدانية، بالإضافة الى أن من يعترفون بإلحادهم أقل بكثير من العدد الحقيقي الموجود.
وأظهرت العديد من الدراسات والإحصاءات أن الإلحاد شهد نشاطا كبيرا في السنوات الأربع الماضية، حيث ظهرت عشرات المواقع الإلكترونية التي تدعو للإلحاد وتدافع عن الملحدين، وفي مقدمتها «الملحدين المصريين» و«ملحدون بلا حدود» و«جماعة الإخوان الملحدين» و«مجموعة اللادينيين» و«ملحدون ضد الأديان»، كما ظهرت مواقع شخصية للملحدين، جميعها بأسماء مستعارة منها «ملحد وأفتخر» و«ملحد مصري»، و«أنا ملحد”