نشرت صحيفة “الموندو” الإسبانية مؤخرا تقريرا هاما، استعرضت من
خلاله جملة من الجرائم السياسية التي حدثت خلال سنة 2018 في العالم، والتي لم
يتعرض مرتكبوها إلى أي نوع من أنواع المساءلة أو المحاكمة.
وقالت الصحيفة في تقريرها ، إن سنة 2018 قد انتهت في خضم تراشق الاتهامات بين
العديد من الحكومات حول ارتكاب بعض الجرائم السياسية دون أن يدفع أحد هذه الأطراف
ثمن أخطائه. وعلى سبيل المثال، أزّمت قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق، سيرجي
كريسبال، العلاقات بين روسيا من جهة وأوروبا والولايات المتحدة من جهة أخرى.حيث تم
العُثور على سيرغي سكريبال فاقدا للوعي
رفقة ابنته في بداية شهر مارس الماضي في مدينة ساليسبري البريطانية. وفي
ظل كل هذه الاتهامات المتبادلة، لم يُحاسب أي شخص في هذه القضية، بل إنها تحولت
إلى حادث هزلي في روسيا.
ونوّهت الصحيفة بأن الكثير من دول العالم طردت دبلوماسيين روس على خلفية
قضية محاولة تسميم سيرغي سكريبال، وهو الأمر الذي لم يحدث بعد الجدل الذي أثارته قضية
مقتل الصحفي جمال خاشقجي.وأوردت الصحيفة أن الرئيس الأمريكي علّق على قضية الصحفي
قائلا: “على أي حال، يعتزم البيت الأبيض الحفاظ على علاقاته مع المملكة
العربية السعودية، باعتبارها حليف قوي له”.
وأردفت الصحيفة أن سنة 2018 شهدت على العديد من ضحايا الجرائم السياسية بين صفوف
الصحفيين.وفي هذا الصدد، أكدت منظمة “مراسلون بلا حدود” في بيان لها أنه
“قُتل أكثر من نصف الصحفيين بشكل متعمد سنة 2018”. علاوة على ذلك، ندّدت منظمة لجنة حماية الصحفيين الأسبوع الماضي بزيادة عدد
القتلى بين صفوف الصحفيين سنة 2018، والذي بلغ عددهم نحو 53 حالة.
كما اشارت نفس الصحيفة الى انتهاكات روسيا لحقوق الانسان على سبيل المثال الهجوم
الوحشي الذي تعرض له سراج الدين داتسييف، مدير مكتب جمعية ميموريال لحقوق الإنسان
في جمهورية داغستان.فضلا عن ذلك، اختطفت الصحفية والناشطة الشيشانية الروسية
ناتاليا إستيميروفا والمنتمية لنفس الجمعية، بالقرب من منزلها والتي اغتيلت خلال
سنة 2009، ولم يعثر على مرتكبي هذه الجريمة إلى حد اليوم.
ختاما، أوردت الصحيفة أن دول أمريكا اللاتينية شهدت سقوط أكبر عدد من الضحايا بين
صفوف الصحفيين خلال السنوات الأخيرة على الصعيد العالمي. في هذا الخصوص، صرحت
فيفيانا كرستيسفيك، رئيسة مركز العدالة والقانون الدولي، أنه اغتيل أكثر من 400
شخص في كل من نيكاراغوا وكولومبيا.
وتعتبر 2018 سنة عنيفة بالنسبة للزعماء الاجتماعيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في كولومبيا، حيث بلغ عدد القتلى بين صفوفهم على أيدي الجماعات المسلحة غير الشرعية نحو 164 ضحية.