حياة جبروني
في إطار أنشطتها الثقافية والفلسفية واحتفاء بالإصدار الأخير للكاتب الناقد المسرحي لحسن قناني، نظمت الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة فرع وجدة، مساء الأحد 2 فبراير 2020 بالمقهى الفلسفي حفل توقيع الجزء الثالث من مؤلفه “حوار المسرح والفلسفة وجدلية الفن والتفكير” الموسوم ب”من تفلسف المسرح إلى تمسرح الفلسفة”.
شهدت الأمسية حضورا معتبرا من مهتمين بالشأن الفني والفلسفي: نقاد وكتاب فنانين وعدد كبير من متذوقي الفن والأدب.
دارت الفعالية من خلال محاورات ومناقشات أدارها الأستاذ عبد الله مرضي الذي رحب بالحاضرين منوها بالدور الهام الذي تلعبه هذه الأنشطة الثقافية في سياق افتتاح المقهى الفلسفي برسم موسم 2020 والذي أصبح تقليدا سنويا منفتحا على كل المجالات المعرفية، الإنسانية، الشعرية، والفلسفية…. في نفس الوقت نوه بضيف الحلقة الفكرية والفنية التي تزامنت مع إصداره الأخير من مشروعه الفلسفي الضخم والمعنون ب”من تفلسف المسرح إلى تمسرح الفلسفة”، بعد الجزء الأول وهو عبارة عن بحث في المرحلة اليونانية في العصر الإغريقي القديم والجزء الثاني شمل الحديث فيه عن اختلاف الذات وتماثل الصفات والتي حظيت بدراسة تحليلية تفصيلية للدكتور بنيونس بوشعيب من خلال مناقشته للمستوى الفلسفي التأسيسي النظري، بما فيها الفلسفة الغربية بمدارسها الوجودية والبنيوية وغيرها والفلسفة العربية القديمة والحديثة والمعاصرة، ثم واصل حديثه عن النماذج الجمالية مفهوما وتطبيقا كذلك علاقات النظريات الفلسفية الجمالية بالفن المسرحي، كما أشاد بإنجازه الجديد الذي سينضاف إلى مشروعه المسرحي لقيمه المتميزة إنجازا وإنتاجا لأنه حسب نفس المحاضر إضاءة لما هو جوهري وكامن.
ثم أعطيت الكلمة للدكتور مصطفى السلاوي من خلال ورقته النقدية التي عنونها ب”الأستاذ لحسن قناني جمع بصيغة المفرد”. قبل أن يبدأ محاضرته وقف عند اللوحة التي اختارها المحتفى به لجزئه الثالث من مؤلفه والتي تعود للفنان جاك لوي دافيد تعرض صورة سقراط ومجموعة من الفلاسفة توحي إلى الانجداب والتماثل والتقارب الفلسفي المسرحي المترسخ في ذهن الناقد لحسن قناني لا على مستوى العتبات ولا على مستوى الكتابة. فمن خلال مناقشته للكتاب أكد الأستاذ سلاوي للحضور أن هذا الإنجاز هو المشروع العربي الوحيد الذي عمل مؤلفه على الوقوف عند الالتزام بين الفكر والفن والنموذجان لهذا الالتزام هما الفلسفة ممثلة للفكر والمسرح ممثلا للفن. ثم تطرق إلى مجموعة من نماذج ومرجعيات مؤسستية ناقشها و تناولها بالدراسة والتحليل. فالبرغم من أن الكتاب يطرح قضية معقدة ومشروعين معقدين (الفلسفة والمسرح)، إلا أنه كُتب بلغة سهلة للغاية وبسيطة ارتبطت بالتنوع الثقافي الجميل انطلاقا على المرجعيات العربية القديمة إلى المرجعيات العربية الحديثة إلى المرجعيات الغربية إلى المرجعيات القديمة الموغلة في القدم في الفلسفة اليونانية. ناهيك توظيف مصطلحات فلسفية وفكرية وذهنية وفنية وأدبية جاءت منحوتة وفي موضعها ووقتها.
وفي هذا الصدد قال الدكتور مصطفى سلاوي في معرض كلامه، “…مجموعة من الأمور تختلط بانتظام في ذاته ويتم تنزيلها في وقته” وأضاف “لحسن قناني يجمع بين الفيلسوف والفنان والأديب لا يطغى أحدهما على الآخر هو يجسد الالتزام بين الجانب الفكري والفني”.
عز العربمنذ 5 سنوات
كاتب ومفكر وفيلسوف وفنان جدير بالدراسة والتحليل
شكرا للجريدة الغراء على هذه المواكبة الهادفة
Nawfalمنذ 5 سنوات
مدينتنا تزخر بالأدباء والفلاسفة والفنانين والمثقفين
مدينة وجدة كانت وستظل إشعاعا علميا ومعرفيا
فدام لنا البهاء والتميز