يمكن لأداة عبر الإنترنت أن تساعد في الكشف عما إذا كان الشخص يعاني سراً من ميول نفسية لم يكن يعلم بوجودها من قبل أم لا، كما يُمكن أن يكشف إن كان مريضاً عقلياً وما إذا كان يتوجب عليه اللجوء إلى الطبيب على الفور أم لا.
وقال تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، إنه استناداً إلى عمل البروفيسور مايكل ليفنسون، الخبير في علم النفس بجامعة ولاية أوريغون، فإن الاختبار المكون من 27 نقطة يغطي كيفية تعاملك مع الحب وأهداف حياتك والتفاعل مع الآخرين.
ويمكن أن تساعد النتائج، التي تتضمن نسبة مئوية، الأشخاص على فهم ترتيبهم على مقياس الاعتلال النفسي.
وتُظهر الدراسات أن أولئك الذين حصلوا على نسب مئوية عالية هم أكثر عرضة بست مرات لارتكاب جرائم عنيفة، على الرغم من أن الخبراء يقولون إن ليس كل المختلين عقلياً ينتهي بهم الأمر إلى أن يكونوا مجرمين.
ويسأل الاختبار أولاً عن مدى موافقتك أو عدم موافقتك على أن النجاح يعتمد على بقاء الأصلح، كما يقيم ما إذا كنت تجد نفسك في نفس النوع من المشاكل، مرة بعد مرة.
وتتضمن الأسئلة الأخرى حول نمط الحياة والرفاهية مدى أهمية المال لأهدافك، وما إذا كان الغش مبرراً ومدى استمتاعك بالتلاعب بمشاعر الآخرين.
وبعد إكمال الاختبار، يكتشف المشاركون ما إذا كانت لديهم ميول أكثر سيكوباتية أو اجتماعية.
وتتميز الشخصيات السيكوباتية بالسلوك المتهور وغير المسؤول والإجرامي في كثير من الأحيان. يشار إليها أحيانًا باسم اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.
ووفقاً لبعض الخبراء، يولد الأشخاص السيكوباتيون، بينما يتم صنع السيكوباتيين.
ويسجل الاختبار أيضاً مدى اندفاعك مقارنة بالمشاركين الآخرين في الاختبار. ومع ذلك، فإنه يلاحظ أن النتائج يجب استخدامها فقط كدليل، وليس «الوسيلة الوحيدة لتقييم السمات السيكوباتية للفرد».
وبشكل عام، يُظهِر الأشخاص الذين يوصفون بأنهم مرضى نفسيون سمات مثل السلوك المعادي للمجتمع، والكذب، وعدم المسؤولية، والافتقار إلى الندم أو التعاطف.
وقد وجدت الدراسات أن المرضى النفسيين غالباً ما يُظهِرون استجابات عاطفية متضائلة للمحفزات المروعة أو المزعجة، ما يسمح لهم بالتفاعل مع مثل هذا المحتوى من دون الشعور بعدم الراحة أو الاشمئزاز الذي يشعر به معظم الناس.
ويُعتقد أن حوالي 0.6 في المئة فقط من البالغين البريطانيين لديهم مستويات ذات دلالة سريرية من السمات النفسية.
ويتم تشخيص الاضطراب باستخدام قائمة هير للاعتلال النفسي المكونة من 20 عنصراً، والتي تتميز بصفات مثل الافتقار إلى التعاطف، والمرضية، والاندفاعية.
ويتم تسجيل كل منها على مقياس من ثلاث نقاط، حيث يشير الصفر إلى عدم التطبيق وينطبق اثنان بشكل كامل.
وفي وقت سابق من هذا العام، حذر باحث بريطاني من أن عدد النساء المصابات بالاعتلال النفسي أكبر مما يُعتقد عادةً.
وقال الدكتور كليف بودي من جامعة أنجليا روسكين إن علامات الاعتلال النفسي لدى النساء تختلف عن تلك لدى الرجال وقد تأتي في شكل سلوك جنسي متلاعب.
وتشير الأدلة العلمية الحالية إلى أن عدد المصابين بالاعتلال النفسي الذكور يفوق عدد الإناث بنحو ستة إلى واحد. لكن الدكتور بودي يعتقد أن النسبة الحقيقية للاعتلال النفسي لدى الذكور إلى الإناث تبلغ حوالي 1.2 إلى واحد، ما يصل إلى خمسة أضعاف الاعتقاد السائد.
واعتاد الخبراء على الاعتقاد بأن اضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع هي حالات تستمر مدى الحياة. لكن الآن، يعتقد البعض أنه يمكن علاجها وحتى الشفاء منها.
ووفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا فإن الأدلة تشير إلى أن السلوك يمكن أن يتحسن بمرور الوقت بالعلاج، حتى لو ظلت الخصائص الأساسية مثل الافتقار إلى التعاطف قائمة.
وتُستخدم العلاجات بالكلام، مثل العلاج السلوكي المعرفي «CBT» أحياناً لعلاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.
ويقول الأطباء إن البرامج القائمة على المجتمع يمكن أن تكون أيضاً طريقة علاج فعالة طويلة الأمد للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الشخصية المعادية للمجتمع.
ويعالج العلاج الاجتماعي خطر ارتكاب الشخص للجرائم ويعمل على تلبية احتياجاته العاطفية والنفسية. ومع ذلك، لا يوجد دليل يذكر يشير إلى استخدام العقاقير لعلاج اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، كما تقول هيئة الخدمات الصحية. وقد تكون بعض الأدوية المضادة للذهان ومضادات الاكتئاب مفيدة في بعض الحالات.