تواجه العلاقة الحميمية مشكلات متعددة تهدد العلاقات الزوجية، وتؤدي إلى الكثير من المشاحنات، وقال الخبراء إن أسباب المشكلات الجنسية الفيزيولوجية أو البيولوجية والطبية تؤدي دورا بارزا في حياة الإنسان الجنسية.
ويشكل البرود الجنسي عند الرجل والمرأة على حدّ السواء، واحدا من أهم المشكلات التي يعاني منها الزوجان. وأشار الخبراء إلى أن الأمراض الجنسية تسبب اضطرابا في العلاقة الرومانسية بين الشريكين، وتؤدي إلى المشكلات بينهما وتوتر العلاقة ويكون الزوج والزوجة شريكين في خلق هذا الاضطراب. فالزوجة التي تهتمّ فقط بأطفالها وتهمل زوجها يمكن أن تجعل منه شخصا باردا، والزوج الذي يمضي معظم وقته في العمل ويبتعد تدريجيا عن زوجته قد يهمل تلبية حاجاتها.
ولفتوا إلى أن الضغوط الاجتماعية مثل المشكلات العائليّة، وسوء التفاهم وغيرها، تؤثر بشكل مباشر في نفسيّة الرجل الذي يصبح ضحية للبرود الجنسي. وأكدوا أن البرود الجنسي يقتل العلاقة ويؤدّي إلى مشكلات زوجية كثيرة، ونصحوا بتغيير المظهر الخارجي، إذ يسهم في زيادة الثقة بالنفس وتحسين العلاقة مع الزوج. وقراءة الكتب التي تُعنى بموضوع العلاقات الجنسيّة ومشكلاتها، لفهم الجسم والتأثيرات الهورمونية التي تفرز خلال العلاقة الجنسية.
وقال الدكتور كورت زايكوفسكي إن الصدفية قد تؤثر سلبا على العلاقة الحميمية للمرضى؛ مشيرا إلى أنه إذا كانت الأعضاء التناسلية مصابة بهذا المرض الجلدي، فإن المريض يشعر بآلام في هذه المنطقة الحساسة، فضلا عن الشعور بالخجل والإحراج أمام شريك الحياة بسبب ظهور قشور ومواضع احمرار بهذه الأعضاء.
ونصح أخصائي الأمراض الجلدية النفسجسدية المرضى بالحرص على علاج الصدفية جيدا، الأمر الذي يتمتع بتأثير إيجابي على الحياة الجنسية أيضا. ولهذا الغرض ينبغي أيضا استشارة اختصاصي نفسي أو استشاري علاقات زوجية لمناقشة الاحتياجات الجنسية أو القيود، التي تعيق ممارسة الحياة الزوجية بشكل طبيعي.
وأشار الخبراء إلى أن إصابة شريك الحياة بمرض سلس البول يجعله يسعى إلى تجنب العلاقة الحميمية بالكامل تجنبا للحرج، موضحين أن سلس البول هو التسرب اللاإرادي للبول والذي قد يحدث نتيجة للضغط على البطن والمثانة أثناء ممارسة العلاقة الحميمية، وقد يحدث أيضا للرجال الذين خضعوا لنوع من العلاج لمشكلات البروستاتا.
وقال المختصون إن العلاقة الحميمة تشكل جزءا أساسيا في الحياة الزوجية ولا يمكن الاستغناء عنها، ولكن يمكن أن تظهر بعض الأسباب التي تحول دون ممارسة العلاقة الحميمية حتى لا تشكل خطرا على صحة الشريكين.
وأشاروا إلى أن هناك العديد من الفوائد الناتجة عن ممارسة الجنس بين الزوجين، بل ويمكن أن تحدث بعض الآثار السلبية في حالة التوقف عن الممارسة الحميمة. ولكن في بعض الحالات، يكون التوقف عن الجنس أمرا ضروريا، حتى لا يشكل خطورة على الصحة أو تكون له تأثيرات سلبية على الحالة النفسية.
وأوضحوا أن الإصابة بأي مرض من الأمراض المنقولة جنسيا سوف يلزم الزوجين بالتوقف عن ممارسة الجنس، مثل مرض الزهري ومرض الكلاميديا ومرض الهربس التناسلي، وكذلك مرض نقص المناعة البشرية، وذلك لأن هذه الأمراض تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي، وبالتالي لا يجب القيام بهذه الممارسة إلا بعد علاج هذا المرض، مما يؤثر سلبا على استقرار العلاقة الزوجية وتنجر عنه الكثير من المشكلات.
كما أن اضطرابات الهرمونات لدى المرأة خلال الحمل وتغير شكل جسمها قد يجعلها تشعر بالاكتئاب والتوتر، وتعزف عن ممارسة العلاقة الحميمة، وينصح بعدم قيام الزوج بالضغط على زوجته في هذه الحالة.
وأشاروا إلى أن هذه الأمراض تجعل الزوج أو الزوجة يعانيان من ضغوط تؤثر على حالتهما النفسية، وتجعلهما أكثر ميلا للوحدة والانعزال في بعض الأوقات. وعندما يشعر أحد الطرفين بأن الطرف الآخر لا يرغب بممارسة العلاقة الحميمة، يجب أن يلبي رغبته خلال هذه الفترة، لأن الممارسة الحميمة أثناء الضغوط النفسية يمكن أن تخلو منها المشاعر، وبالتالي لن يشعر الطرفان بالاستمتاع خلالها.
ولفتوا إلى أن المرأة تشعر في بعض الأحيان بآلام أثناء العلاقة الحميمية وذلك نتيجة إصابتها ببعض المشكلات المتعلقة بالأعضاء التناسلية مثل جفاف المهبل. كما أشاروا إلى أن فرص الإصابة بعسر الجماع تزداد خلال فترة انقطاع الطمث لدى المرأة، والتي غالبا ما تحدث في السنوات الأخيرة من مرحلة الأربعينات.
وقال المختصون إن المرأة تمر بمشاعر متناقضة وتقلبات نفسية بعد الولادة، وذلك نتيجة الآلام التي تشعر بها سواء في حالة الولادة الطبيعية أو القيصرية، وكذلك نتيجة المسؤولية الكبيرة التي تتحملها. ولذلك تنخفض الرغبة الجنسية لدى الكثير من النساء بعد الولادة ولا ترغب في ممارسة العلاقة الحميمية، ويجب أن تأخذ فترة من الراحة وتتجنب الجماع الذي يمكن أن يسبب لها الشعور بآلام في منطقة المهبل.
ومن أبرز المشكلات الصحية التي تعيق ممارسة الجنس، الإصابة بالتهاب المسالك البولية، والتهاب البروستاتا. كما أن سلس البول قد يؤثر على الممارسة الجنسية، لأنه يصعب التحكم في نزول البول خلال الجماع، مما يشكل حرجا بين الزوجين.
ولفتوا إلى أن الزوج يؤدي دورا أساسا في مساعدة زوجته على تقبل العلاقة الجنسية، ويمكنه مثلا مساعدتها في أعمال المنزل، ورعاية الأطفال، أو شكرها وتقديرها على ما تقوم به وتبذله من جهود، مؤكدين أن كل هذه الأمور يمكن أن تعزز اندفاعها للعلاقة.
وقالت منظمة الصحة العالمية إن اتساع نطاق الإصابة بالأمراض المنقولة عبر الاتصال الجنسي في أنحاء العالم يجب أن يمثل نداء عاجلا للاستيقاظ لحكومات دول العالم. واستشهد تقرير المنظمة ببيانات وإحصائيات تورد أن شخصا واحدا على الأقل يصاب بمرض منقول جنسيا، من بين كل 25 شخصا حول العالم، أي ما يعادل أكثر من مليون إصابة في اليوم.
وأشارت المنظمة إلى ما وصفه التقرير بعدم إحراز تقدم من جانب الدول في وقف انتشار هذه الأمراض المنقولة جنسيا وغيرها، وحذرت من التأثير العميق الذي سيتركه ذلك على المراهقين والبالغين والأطفال الذين لم يولدوا بعد إن لم تتم معالجته.
وفي تعليق للمدير التنفيذي للتغطية الصحية الشاملة ودورة الحياة في المنظمة الدكتور بيتر سلامة قال إن التقرير يمثل “نداء للاستيقاظ والقيام بجهد منسق لضمان وصول الجميع في كل مكان إلى الخدمات التي يحتاجونها للوقاية من هذه الأمراض وعلاجها”.
ومن آثار الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيا، التي يمكن علاجها والتي يغطيها التقرير وهي (الكلاميديا والسيلان والزهري وداء المشعرات)، التعرض للإصابة بالأمراض العصبية والقلبية الوعائية وزيادة خطر الإصابة بفايروس نقص المناعة البشرية.