التكنولوجيا الصاروخية الصينية تقلب الموازين .. الأساطيل الأمريكية “في مأزق”

admin
منوعات
admin18 سبتمبر 2024آخر تحديث : منذ شهرين
التكنولوجيا الصاروخية الصينية تقلب الموازين .. الأساطيل الأمريكية “في مأزق”

رسبريس – د.ب.أ

على مدى قرون، كانت الدول تتفاخر بسفنها الحربية الضخمة التي تمخر عباب البحار، حاملة الجنود والأسلحة والطائرات، وقادرة على فرض الحصار على الدول المعادية. ومع ذلك، يبدو أن هذا العصر يقترب من نهايته، إذ أصبحت تلك القطع البحرية الكبيرة أهدافاً سهلة لأنظمة “منع الوصول/المنطقة الممنوعة” (A2/AD) الصينية، التي تعتمد على صواريخ فرط صوتية وصواريخ مضادة للسفن لتحييد هذه القطع الضخمة باهظة التكلفة.

أكد براندون جيه وايشرت، محلل عسكري أمريكي محلل سابق في الكونغرس، في تحليل نشرته مجلة “ناشونال إنتريست”، أن السيطرة البحرية الأمريكية باستخدام حاملات الطائرات أصبحت مهددة بفعل التكنولوجيا الصاروخية الجديدة. وأوضح أن الحرب الروسية الأوكرانية، وبالأخص حادثة إغراق السفينة الروسية موسكفا، كشفت هشاشة السفن الكبيرة أمام المخاطر الصاروخية.

وأضاف وايشرت أن اعتماد البحرية الأمريكية على حاملات الطائرات والسفن الكبيرة أصبح عبئاً في ظل النمو السريع لقدرات البحرية الصينية، وشدد على ضرورة إعطاء الأولوية للغواصات والسفن غير المأهولة، محذراً من أن أي تخفيضات في الإنفاق الأمريكي قد تؤثر سلباً على تعزيز أسطول الغواصات وتطوير أنظمة لمواجهة التهديدات الصينية.

وتساءل وايشرت: “هل انتهى عصر حاملات الطائرات الأمريكية في مواجهة الأنظمة الصاروخية الصينية؟”، مشيراً إلى أن حاملات الطائرات هيمنت على القوات البحرية العالمية منذ الحرب العالمية الثانية، ولكن اليوم، مع تطور الأنظمة المضادة للسفن، أصبحت تلك القطع الضخمة عبئاً.

وأوضح أن بناء حاملة طائرات من فئة “فورد” يكلف الولايات المتحدة حوالي 13 مليار دولار، بالإضافة إلى مئات الملايين سنوياً لصيانتها. ومع ذلك، فإن صاروخاً صينياً من طراز “دونج فينج 26” يمكنه إما إغراقها أو على الأقل تحييد فعاليتها.

ورغم ذلك، فإن حاملات الطائرات تظل الوسيلة الأساسية لاستعراض القوة الأمريكية. وغيابها قد يُحدث فجوة استراتيجية كبيرة، يمكن لمنافس مثل الصين استغلالها، بحسب وايشرت، الذي أشار إلى أن التهديد الصيني لا يقتصر على حاملات الطائرات فحسب، بل يشمل القطع البحرية السطحية الأخرى.

الصين تطور مجموعة متنامية من الأسلحة فرط الصوتية القادرة على استهداف السفن الأمريكية، ورغم وجود أنظمة دفاعية ضد الصواريخ التقليدية، إلا أن البحرية الأمريكية لم تطور بعد تدابير فعالة للتعامل مع الصواريخ فرط الصوتية.

وايشرت أكد أن حرب أوكرانيا أظهرت المخاطر التي تواجهها السفن الكبيرة، فقد تم إغراق الطراد الروسي “موسكفا” باستخدام طائرة مسيرة أوكرانية. وأضاف أن روسيا لم تجد ما يمكن أن تفعله لمواجهة هذه التهديدات الحديثة، رغم قوتها البحرية الكبيرة.

لذلك، يرى وايشرت أن دروس حرب أوكرانيا يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار من قبل البحرية الأمريكية، خاصة فيما يتعلق بأي صراع محتمل مع الصين. فالقدرات الصاروخية الصينية المتقدمة تفوق تلك التي استخدمتها أوكرانيا ضد روسيا.

رغم أن أسطول الغواصات الأمريكي قد يكون مجدياً في مواجهة هذه التهديدات، إلا أن وايشرت حذر من أن هذا الأسطول ظل مهملًا لسنوات. وفي ميزانية 2025، تم تخفيض المخصصات المقترحة لهذا القطاع، مما يشير إلى وجود عقبات أمام تعزيز قدرات الغواصات.

وخلص وايشرت إلى أن الغواصات تظل أصعب استهدافًا من القطع البحرية السطحية، ولهذا يجب على البحرية الأمريكية تعزيز حجم أسطول الغواصات. كما أشار إلى أن من الضروري امتلاك قدرات هجومية لضرب الأنظمة الصينية من مسافات بعيدة.

إلى جانب الغواصات، تحتاج البحرية الأمريكية إلى الاستثمار في الطائرات بدون طيار والأسلحة فرط الصوتية، لتدمير مواقع الأنظمة الصاروخية الصينية. ومع ذلك، ما زالت وزارة الدفاع الأمريكية تستثمر في القطع البحرية الضخمة وحاملات الطائرات، على أمل ألا تكون الأنظمة الصاروخية الصينية بالفعالية التي تدعيها بكين.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.