الروائية والأكاديمية الجزائرية  فريدة بن سليم في لقاء مع جريدتنا “رسبريس” :الكاتب وهو يلهث وراء الشهرة والمال وزيادة عدد المعجبين فهو لا يختلف عن أي عارض للسلع..

admin
2023-01-26T00:17:24+01:00
حوارات وبروفيلات
admin26 يناير 2023آخر تحديث : منذ سنتين
الروائية والأكاديمية الجزائرية  فريدة بن سليم في لقاء مع جريدتنا “رسبريس” :الكاتب وهو يلهث وراء الشهرة والمال وزيادة عدد المعجبين فهو لا يختلف عن أي عارض للسلع..

حاورها ابن علي

 1-بداية هل يمكن التعريف بك ؟

فريدة بن سليم هي  دكتورة جامعية ،كاتبة صحفية وروائية جزائرية.

انتقلت مابين الكتابة الأكاديمية، الصحفية وصولا للتفرغ للكتابة الإبداعية الأدبية. وتنوعت مابين كتابة الخواطر،المجموعات القصصية و الرواية .وكانت روايتي محرقة الذاكرة أول عمل أدبي مطبوع يشارك للمرة الثانية على التوالي في معرض القاهرة الدولي للكتاب مع الدار المصرية السودانية للنشر والتوزيع.

2-حدثينا عن هذا المنتوج الأدبي؟

 الرواية مقتبسة عن قصة حقيقية كانت قصتي، وقصص الكثير ممن عرفتهم، وعاشرتهم في حياتي.فالكاتب وجب أن يكون جريئا، ويتبادل الأدوار من راوي لبطل قصته لو مرة في حياته الأدبية. لذلك تجرأت ،وفتحت صندوق حياتي،ونبشت عن تلك القصص ونقلتها كما هي دون تجميل ولا تحريف.

فالرواية رومانسية اجتماعية تتحدث عن علاقات مؤذية ندخلها بطريقة اختيارية أو اضطرارية ونستمر فيها، ونستهلك فيها سنوات العمر فلا ننشد حروب ضد أنفس تهوى الجلد والجلاد.وذلك لاعتبارات عدة من مجتمعية، الخوف من الوحدة، المستقبل وغيرها. ومابين مرحلة إيذاء الغير            وإيذاء النفس نبقى عالقين،وهذا ما عاشته بطلة روايتي “حنين” حتى تقرر وضع حد لكل ذلك،والتعافي من خلال كتابة قصتها على الورق.

3- ماذا تعني لك الكتابة؟

الكتابة بالنسبة لي حياة .وقد ساعدتني كثيرا في التعافي في مراحل من حياتي.

 4-وما هي العقبات التي قد يتلقاها الكاتب عموما، والتي تلقيتها أنت ككاتبة ؟

أي عمل إبداعي  يمر بصعوبات من كتابته حتى خروجه إلى النور. ولكن تبقى صعوبات النشر الورقي هي الشائعة .فحين تفكر في طباعة أي عمل في الجزائر ستواجه جملة من العراقيل.أولها اختيار دار النشر لأن معظم دور النشر الجزائرية ذات تكلفة مبالغ فيها مقارنة بدائرة مشاركتها في المعارض إذ أن معظمها لا يخرج عن حدود المشاركة وطنيا في بعض المعارض المحلية ومعرض سيلا الدولي للكتاب.فدور النشر الجزائرية  للأسف تقوم على البزنسة ،وبنود العقود لا تساعد  المواهب الشابة .

 مما جعل الكثير يتوجه نحو دور النشر العربية، وهذا ما ساعد كثيرا في انتشار الرواية الجزائرية.

5- كيف ترين واقع الرواية، والساحة الإبداعية في الجزائر؟ وما مكانة الرواية الجزائرية في خارطة الكتابة الإبداعية العربية؟

 صراحة وللأسف الشديد، وكلنا نعلم أن المناخ في الجزائر لا يساعد على الإبداع. فكيف تتوقع من كاتب يعاني من الظروف المعيشية الصعبة، ومهدد بالطرد من بيته، والفواتير المتكدسة على رفوف مكتبه أن يكتب؟.فالكاتب يعاني من التهميش.ومجال الإبداع غير مربح، وبدوره يخضع لقوانين العرض والطلب، وباتت العملية الإبداعية لا تختلف عن السلعة المادية مع جشع دور النشر ،واحتكارها للعملية الابداعية. وعادت التنافسية بين ما يسمون كتاب يقاس بعدد الاعجابات وقراء افتراضيين يتم شراؤهم ، لتخضع الكتابة بمختلف طبوعها لمنطق العرض والطلب.

ومع عدم وجود قوانين تحمي المبدع من الملكية الفكرية ،الحقوق المادية والمعنوية وغيرها. فمجال الكتابة الإبداعية في الجزائر، والمشهد الثقافي يخضع لفوضى خلاقة مع سيطرة بعض الفئات من أشباه المبدعين، المفكرين وحتى النقاد من جهة.ومع تراجع المقروئية نتيجة لغلاء الكتب،واكتساح منصات التواصل الاجتماعي وتغير القارئ من جهة أخرى.فقارئ اليوم يختلف عن قارئ الأمس .

ومع تغير الذوق الجماهيري اكتسحت الساحة الإبداعية تلك النوعية التي لا ترقى بمستوى الفكر والوعي.

 كما أننا عانينا بما يسمى”أزمة لغة” فمعظم الكتاب الكبار كانت كتاباتهم باللغة الفرنسية مما قلص من دائرة انتشار الإبداعات الأدبية الجزائرية

مع ذلك استطاع الكثير من المبدعين والكتاب تحقيق انتشارا واسعا في الساحة الأدبية العربية             وحتى العالمية كواسيني الأعرج ،أحلام مستغانمي التي ترجمت رواياتها لعدة لغات. كما كان للجزائر نصيبا من جائزة البوكر للرواية في السنوات الأخيرة ،وهناك عدة أعمال أدبية تنافست على عدة جوائز كجائزة كتارا، وجائزة نجيب محفوظ للأدب.

6-هل ترين أن الكاتب في الحقل الأدبي وجب أن يناهض من أجل قضايا معينة؟وماهي القضايا التي قد تهم  الكاتبة فريدة بن سليم؟

 في رأيي الشخصي الكاتب وجب أن يحمل قضية حتى لا يكون كاتب بلا نضال. ولعل هذه المهمة الصعبة أن توجه قلمك لتحمل قضية قد تعود بك منتصر أو قتيلا. كما أن الكتابات الملتزمة هي التي تنتصر للحق، والعدالة وللإنسان تلك التي تصمد أمام الزمن.

 إذ قرأت ذات مرة مقولة للكاتب السوري فاضل السباعي::”إن الكاتب إذا مالاذ بالصمت إزاء أوجاع البشرية .فإن قلمه ومداده والأوراق التي يكتب عليها تهبط إلى ثمن حذاء قديم…

 “فالكاتب إذا لم يحمل هموم أمته ،ودافع عن قضايا وطنه وأبناء جنسه .فما فائدة تفاخره بكتب وروايات تضج بقصص الحب الساذجة. ففي وطننا العربي وجب أن نترفع عن الحب ونحمل قضايا تستحق أن نكتب، وحتى نموت من أجلها.أما من يسمي نفسه كاتبا ،وهو يلهث وراء الشهرة والمال وزيادة عدد المعجبين فهو لا يختلف عن أي عارض للسلع.

وبالنسبة لي مهتمة بقضايا المرأة بالدرجة الأولى، وقضية الهوية الجزائرية. فتواجدي خارج الوطن جعلني أشعر بنوع من المسؤولية تجاه وطني خاصة من ناحية التعريف به..فكثيرا ما تصادفني الأسئلة الفضولية عن الجزائر، وكيف أنها مغيبة عربيا .وللأسف نعاني من ضعف تسويق لكل ما هو جزائري مع أنها البلد القارة .

7-انطلاقا من كتابتك بجريدة “رسبريس” الالكترونية ومساهمتك في إشعاعها وانتشارها على مستوى القطر الجزائري والمغاربي  كيف تقيمين هذه التجربة الإعلامية كأكاديمية وكإعلامية؟

كانت تجربة ثرية بالنسبة لي، وأضافت لي الكثير في مسيرتي الإعلامية.فقد سعدت أنني كنت مع الجريدة منذ البداية،وأتيحت لي فرصة الكتابة في هذا المنبر الإعلامي.فقد كانت الجريدة بمثابة بيتي، وحتى حين أكتب في جرائد أخرى تبقى الكتابة في جريدة “رسبريس” مختلفة. وما قدمت وما تقدمه الجريدة اليوم من حق المواطن في المعلومة لا يستحق سوى الثناء لجريدة تساهم ،وبقوة في صناعة المشهد الإعلامي مغاربيا.

 رواية - رسبريس - Respress
رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.