رسبريس – وكالات
لطالما شكلت بطولة كأس العالم لكرة القدم فرصة ثمينة لإنعاش سوق أجهزة التلفاز. فهي مناسبة خاصة لعشاق كرة القدم من أجل اقتناء أجهزة تلفاز حديثة بحثا عن تجارب غامرة ومشاعر قوية. إلا أن لهذه المتعة ثمنا، في وقت أخلفت فيه المبيعات موعد هذه المنافسة التي تجري كل أربع سنوات وتستقطب مئات الملايين من المشاهدين.
ومع ذلك، لا يوجد نقص في العروض الترويجية. فالمحلات التجارية الكبرى ومواقع التجارة الإلكترونية والأسواق الممتازة تبذل قصارى جهودها منذ عدة أسابيع لجذب عشاق كرة القدم، من خلال تقديم منتجات أكثر تطورا وبأثمنة مناسبة. إلا أن أجنحة التكنولوجيات المتطورة بالأسواق الممتازة، المزينة بالهدايا الإشهارية والأدوات الحاملة لشعار “مونديال قطر 2022″، تبدو غير مواكبة لحمى كرة القدم.
ومن الواضح أن الظروف الاقتصادية الحالية المتسمة بانكماش القدرة الشرائية لم تعد تسمح للأسر بالسخاء في النفقات. علاوة على ذلك، وعلى الرغم من أن العرض يتجاوز الطلب، فإن الأسعار تظل مرتفعة قليلا على الرغم من التخفيضات.
ونظرا للنقص الحاصل في المكونات الإلكترونية، فإن اقتناء تلفاز ذكي من الجيل الجديد، وذي أبعاد متوسطة الحجم (43 بوصة)، يتطلب ما لا يقل عن 5000 درهم، وفقا للوحات الإشهارية.
بالنسبة لهشام، المسؤول عن قسم “الأجهزة السمعية والبصرية” في سوق ممتازة تعرف إقبالا كبيرا بالعاصمة الاقتصادية، فإن مستوى مبيعات أجهزة التلفاز لم يعرف أي ارتفاع على عكس فترة كأس العالم 2018.
وأوضح أنه منذ نمو المبيعات المسجل خلال فترة الحجر الصحي والذي استمر حتى سنة 2021، تلاشى الإقبال على الشاشات الصغيرة منذ بداية هذه السنة بالرغم من العروض الترويجية.
ووفقا للوكيل التجاري، فإن التضخم العام المسجل منذ بداية السنة قد يكون السبب في عدم الإقبال على الأجنحة المخصصة لأجهزة التلفاز بالأسواق الممتازة، أو حتى في سلاسل التوزيع المتخصصة في التجهيزات المنزلية، مشيرا إلى أن “الانخفاض المحسوس للقدرة الشرائية يوجه الزبناء نحو الضروريات بدلا من الكماليات”.
ومع ذلك، يلفت هشام الانتباه إلى وجود العديد من العروض الترويجية على الشاشات المسطحة، والمتاحة لجميع الأذواق والقدرات الشرائية، مع مراعاة امتيازات العلامة التجارية للمنتج.
ولتسهيل الولوج إلى الأجهزة الجديدة، تتعدد المبادرات التجارية من خلال قروض مصممة على المقاس، مع الاستجابة الفورية المطبقة بهذه المناسبة على مجموعة واسعة من أجهزة التلفاز، وبأسعار فائدة منعدمة على امتداد فترة تصل إلى 24 شهرا.
ولجعل هذه العروض أكثر جاذبية، فإن معظم الأجهزة الإلكترونية تكون مصحوبة بهدايا تحمل ألوان المنتخب الوطني، أو حتى باقات للبث التلفزيوني الرقمي، تتيح الولوج المجاني إلى القنوات المشفرة، المالكة لحقوق بث مباريات كأس العالم، علاوة على منصات أخرى للبث.
وهو وضع يجده البائعون أكثر تناقضا، لكون المونديال، المبرمج في شهر نونبر لأسباب مناخية متعلقة بالبلد المضيف بدل التوقيت المعتاد المتمثل في شهري يونيو ويوليوز، يتزامن مع تخفيضات أعياد نهاية السنة، ومناسبة “بلاك فرايداي” الشهيرة، أي الموسم التجاري الأهم خلال السنة.
ومع ذلك، وعلى الرغم من هذه الظرفية الاقتصادية المتذبذبة والقاتمة نوعا ما، فإن سنة 2021 مثلت سنة تجارية غير مسبوقة بالنسبة لمبيعات أجهزة التلفزيون، وفقا لدراسة أجراها (GFK)، المكتب الدولي لتحصيل وتحليل بيانات الأسواق.
وتكشف هذه الأرقام بالفعل عن اقتناء الأسر المغربية أكثر من 554 ألف جهاز من الجيل الجديد، مع إجراء نسبة 91 في المائة من المعاملات على مستوى المتاجر الكبرى.
ويمكن تفسير الوضع الحالي المتسم بانخفاض المبيعات، بكون المستهلكين، الذين اشتروا جهاز تلفاز قبل عام على الأكثر، لا يرون فائدة في اقتناء جهاز جديد، في حين لم تتطور التكنولوجيا كثيرا منذ ذلك الحين.
وإذا كانت كأس العالم لا تغري الكثيرين لاقتناء التجهيزات المنزلية، فإنها وبخلاف ذلك، ستدفع أرباب المقاهي والمطاعم، دون شك، إلى بذل جهد استثماري من أجل شراء أجهزة جديدة لتمكين زبنائهم من مشاهدة مباريات المونديال في أحسن الظروف.