لاحظت أسبوعية “الأيام” ضمن عددها الأخير أن هناك ظاهرة ملفتة للنظر في المغرب، خاصة في العقد الأخير، وهي أن الكل يبدو معارضا، مضيفة إلى أن الملك محمد السادس أضحى “أكبر معارض ” على حد وصف “الايام”، وأن خطاباته كلها تحمل أبعاد النقد، وإبراز الاختلالات والفساد في كل مناحي الحياة، ومجالات التدبير، من الإدارة إلى التعليم، ومن الوزراء إلى المنتخبين.
وذكرت أيضا أن الرئيس السابق للحكومة عبد الإله ابن كيران، اعترف في أحد تصريحاته بهذه الحيرة الكبيرة حين قال:” لا أعرف هل أنا في الحكومة أم في المعارضة؟”.
أضف إلى ذلك أن الأحزاب السياسية لم تعد تميز بين موقعها السياسي وهويتها الإيديولوجية، فأحزاب الغالبية الحكومية مثل التجمع الوطني للأحرار والتقدم والاشتراكية أضحت معارضة وهي في الحكم، والإعلام في عمومه يمارس المعارضة السياسية بحكم الفراغ العام واختلاط الأدوار، والمجتمع المدني أضحى معارضا، والمواطن البسيط حتى في المداشر البعيدة والقرى المقصية، أصبح معارضا حقيقيا.
وفي تفسير لهذه الظاهرة السياسية استعانت أسبوعية “الأيام” برأي المفكر عادل حدجامي، في شرح الأبعاد السيكولوجية والسوسيولوجية للميل نحو المعارضة، أوضح أن المغرب على حدّ قوله ” دخل منذ فترة، في سياسة تعتمد تكريس الرأي الواحد والسياسة الواحدة، وهو ما أدى إلى “اغتيال” المعارضة السياسية “الواعية”، وحين تغيب المعارضة المؤسسية، تحضر المعارضة السائبة، لهذا فما نراه، من الناحية السياسية على الأقل، هو نتيجة مباشرة لأزمة السياسة في المغرب، أي للتفكيك الذي تم للأطر التي كانت تنظم المعارضة “الانفعالية” والغريزية والسيكولوجية، و”تموضعها” في مطالب سياسية واضحة.”