فكرت شهرزاد في أن تغير قواعد اللعبة؛إذ لايمكن أن تكون الضحية دائما وأبدا،فأحضرت لعبة شطرنج ودعت شهريار ليشاركها اللعب،واشترطت أن يتحول الملك إلى مجرد مقاتل بسيط إلى جانب زملائه.رفض شهريار العرض بشدة وصاح في وجهها:”كيف تجرؤين وأنت مجرد خادمة تؤمر فتنفذ”.تسمرت شهرزاد في مكانها،وتحرك بؤبؤ مقلتيها الصغيرتين مثل ذبالتين أوشكتا على الانطفاء.حيت الملك برأسها،ثم انسحبت كالماء من تحت الباب.
تلك الليلة لم تنم شهرزاد،وكذلك شهريار كان طوال الليلة يتقلب في فراشه كأن صخرة جثمت على صدره،وأوشك على الاختناق،فاستغاث بشهرزاد،وماهي سوى لحيظات حتى حضرت بوجهها المنير كالثريا.كان يبدو السلطان مثل طفل غرير لأول مرة ينام لوحده، سرعان ما افتقد أمه في ليلة مظلمة غاب فيها القمر،وتحركت فيها الأشجار بفعل الرياح،وسمعت فيها أصوات،وبمجرد ما رآها زحف نحوها يطلب الصفح،ويقدم الولاء والطاعة.ابتسمت شهرزاد،وأدركت أن الحيلة انطلت عليه،وبإمكانها أن تطلب ما تشاء،وماعليه إلا التنفيذ.همس شهريار كأنه ابتلع لسانه،وقال:” رفضت عرضك؛لأنني لا أتقن لعبة الشطرنج”.ردت عليه:”لا عليك مولاي،لدي مقترح آخر،نتبادل الأدوار في السرد،وتصبح أنت الحاكي،وأنا المستمعة،ما رأيك؟”.لم يقل الملك شيئا،وإنما حرك رأسه وزم شفتيه إيذانا بالقبول مبدئيا،ثم قال:”سوف أحاول أن أكون راويا لكن ليس مثلك ههه”.انفجرت أسارير شهرزاد،وأعلنت استعدادها للاستماع.
فكر السلطان مليا،وطفق يسرد،لكن شهرزاد كانت توقفه بدعوى أن القصة مستهلكة،وغير ممتعة إلى أن وقف حمار جحا في العقبة،وجن جنون شهريار،وفي النهاية أعلن استسلامه لأعظم ساردة عرفها التاريخ،ثم قالت له شهرزاد:”سيدي ومولاي.ا ماحكم من توقف في أول الطريق ولم يكمل”.فهم الملك الرسالة،وأحس لأول مرة أنه عاجز أمام امرأة.عشرات النساء،بل مئات منهن كنَّ ضحيات سلوكه الأرعن،وشرطه المعجز لمجردأن امرأة خانته وكأنه ملاك.نسي أنه كان في كل ليلة يضاجع إماءه،ويترك زوجته”شجرة الذر” أم ولي العهد لهواجس السؤال ،ووساوس الهوى والشيطان.استمرت اللعبة ،لكن في هذه المرة أن يقدم الملك للمحاكمة،وتتولى ذلك زوجته الملكة إلى جانب إمائه …رفض الملك في البداية،لكن شهرزاد أقنعته بأن المحاكمة صورية ومغلقة لن يحضرها أحد.
أخيرا وافق الملك أن يقف أمام القضبان ،فاستشعر الإهانة،والمذلة،ونادى على شهرزاد قائلا:”لم يكن هذا اتفاقنا بأن تحضري زوجتي،و إمائي”.
حاولت شهرزاد طمأنته،والتمست منه الصبر والاستماع فقط،لكن الزوجة والإماء بالغن في الاتهامات و التهديد والوعيد،فلم يكن بد من أن يستسلم ،ويدعو شهرزاد بأن تتوقف وأنه مستعد للمحاكمة حالا.
لأول مرة يقدم سلطان للمحاكمة،ولأول مرة ترى دموعه،ولأول مرة تنجح العدالة في زمن قل فيه الوفاء،وندرت فيه المودة.
فكرت شهرزاد في أن تغير قواعد اللعبة؛إذ لايمكن أن تكون الضحية دائما وأبدا،فأحضرت لعبة شطرنج ودعت شهريار ليشاركها اللعب،واشترطت أن يتحول الملك إلى مجرد مقاتل بسيط إلى جانب زملائه.رفض شهريار العرض بشدة وصاح في وجهها:”كيف تجرؤين وأنت مجرد خادمة تؤمر فتنفذ”.تسمرت شهرزاد في مكانها،وتحرك بؤبؤ مقلتيها الصغيرتين مثل ذبالتين أوشكتا على الانطفاء.حيت الملك برأسها،ثم انسحبت كالماء من تحت الباب.
تلك الليلة لم تنم شهرزاد،وكذلك شهريار كان طوال الليلة يتقلب في فراشه كأن صخرة جثمت على صدره،وأوشك على الاختناق،فاستغاث بشهرزاد،وماهي سوى لحيظات حتى حضرت بوجهها المنير كالثريا.كان يبدو السلطان مثل طفل غرير لأول مرة ينام لوحده، سرعان ما افتقد أمه في ليلة مظلمة غاب فيها القمر،وتحركت فيها الأشجار بفعل الرياح،وسمعت فيها أصوات،وبمجرد ما رآها زحف نحوها يطلب الصفح،ويقدم الولاء والطاعة.ابتسمت شهرزاد،وأدركت أن الحيلة انطلت عليه،وبإمكانها أن تطلب ما تشاء،وماعليه إلا التنفيذ.همس شهريار كأنه ابتلع لسانه،وقال:” رفضت عرضك؛لأنني لا أتقن لعبة الشطرنج”.ردت عليه:”لا عليك مولاي،لدي مقترح آخر،نتبادل الأدوار في السرد،وتصبح أنت الحاكي،وأنا المستمعة،ما رأيك؟”.لم يقل الملك شيئا،وإنما حرك رأسه وزم شفتيه إيذانا بالقبول مبدئيا،ثم قال:”سوف أحاول أن أكون راويا لكن ليس مثلك ههه”.انفجرت أسارير شهرزاد،وأعلنت استعدادها للاستماع.
فكر السلطان مليا،وطفق يسرد،لكن شهرزاد كانت توقفه بدعوى أن القصة مستهلكة،وغير ممتعة إلى أن وقف حمار جحا في العقبة،وجن جنون شهريار،وفي النهاية أعلن استسلامه لأعظم ساردة عرفها التاريخ،ثم قالت له شهرزاد:”سيدي ومولاي.ا ماحكم من توقف في أول الطريق ولم يكمل”.فهم الملك الرسالة،وأحس لأول مرة أنه عاجز أمام امرأة.عشرات النساء،بل مئات منهن كنَّ ضحيات سلوكه الأرعن،وشرطه المعجز لمجردأن امرأة خانته وكأنه ملاك.نسي أنه كان في كل ليلة يضاجع إماءه،ويترك زوجته”شجرة الذر” أم ولي العهد لهواجس السؤال ،ووساوس الهوى والشيطان.استمرت اللعبة ،لكن في هذه المرة أن يقدم الملك للمحاكمة،وتتولى ذلك زوجته الملكة إلى جانب إمائه …رفض الملك في البداية،لكن شهرزاد أقنعته بأن المحاكمة صورية ومغلقة لن يحضرها أحد.
أخيرا وافق الملك أن يقف أمام القضبان ،فاستشعر الإهانة،والمذلة،ونادى على شهرزاد قائلا:”لم يكن هذا اتفاقنا بأن تحضري زوجتي،و إمائي”.
حاولت شهرزاد طمأنته،والتمست منه الصبر والاستماع فقط،لكن الزوجة والإماء بالغن في الاتهامات و التهديد والوعيد،فلم يكن بد من أن يستسلم ،ويدعو شهرزاد بأن تتوقف وأنه مستعد للمحاكمة حالا.
لأول مرة يقدم سلطان للمحاكمة،ولأول مرة ترى دموعه،ولأول مرة تنجح العدالة في زمن قل فيه الوفاء،وندرت فيه المودة.
فكرت شهرزاد في أن تغير قواعد اللعبة؛إذ لايمكن أن تكون
الضحية دائما وأبدا،فأحضرت لعبة شطرنج ودعت شهريار ليشاركها اللعب،واشترطت أن يتحول الملك إلى مجرد مقاتل بسيط إلى جانب زملائه.رفض شهريار العرض بشدة وصاح في وجهها:”كيف تجرؤين وأنت مجرد خادمة تؤمر فتنفذ”.تسمرت شهرزاد في مكانها،وتحرك بؤبؤ مقلتيها الصغيرتين مثل ذبالتين أوشكتا على الانطفاء.حيت الملك برأسها،ثم انسحبت كالماء من تحت الباب.
تلك الليلة لم تنم شهرزاد،وكذلك شهريار كان طوال الليلة يتقلب في فراشه كأن صخرة جثمت على صدره،وأوشك على الاختناق،فاستغاث بشهرزاد،وماهي سوى لحيظات حتى حضرت بوجهها المنير كالثريا.كان يبدو السلطان مثل طفل غرير لأول مرة ينام لوحده، سرعان ما افتقد أمه في ليلة مظلمة غاب فيها القمر،وتحركت فيها الأشجار بفعل الرياح،وسمعت فيها أصوات،وبمجرد ما رآها زحف نحوها يطلب الصفح،ويقدم الولاء والطاعة.ابتسمت شهرزاد،وأدركت أن الحيلة انطلت عليه،وبإمكانها أن تطلب ما تشاء،وماعليه إلا التنفيذ.همس شهريار كأنه ابتلع لسانه،وقال:” رفضت عرضك؛لأنني لا أتقن لعبة الشطرنج”.ردت عليه:”لا عليك مولاي،لدي مقترح آخر،نتبادل الأدوار في السرد،وتصبح أنت الحاكي،وأنا المستمعة،ما رأيك؟”.لم يقل الملك شيئا،وإنما حرك رأسه وزم شفتيه إيذانا بالقبول مبدئيا،ثم قال:”سوف أحاول أن أكون راويا لكن ليس مثلك ههه”.انفجرت أسارير شهرزاد،وأعلنت استعدادها للاستماع.
فكر السلطان مليا،وطفق يسرد،لكن شهرزاد كانت توقفه بدعوى أن القصة مستهلكة،وغير ممتعة إلى أن وقف حمار جحا في العقبة،وجن جنون شهريار،وفي النهاية أعلن استسلامه لأعظم ساردة عرفها التاريخ،ثم قالت له شهرزاد:”سيدي ومولاي.ا ماحكم من توقف في أول الطريق ولم يكمل”.فهم الملك الرسالة،وأحس لأول مرة أنه عاجز أمام امرأة.عشرات النساء،بل مئات منهن كنَّ ضحيات سلوكه الأرعن،وشرطه المعجز لمجردأن امرأة خانته وكأنه ملاك.نسي أنه كان في كل ليلة يضاجع إماءه،ويترك زوجته”شجرة الذر” أم ولي العهد لهواجس السؤال ،ووساوس الهوى والشيطان.استمرت اللعبة ،لكن في هذه المرة أن يقدم الملك للمحاكمة،وتتولى ذلك زوجته الملكة إلى جانب إمائه …رفض الملك في البداية،لكن شهرزاد أقنعته بأن المحاكمة صورية ومغلقة لن يحضرها أحد.
أخيرا وافق الملك أن يقف أمام القضبان ،فاستشعر الإهانة،والمذلة،ونادى على شهرزاد قائلا:”لم يكن هذا اتفاقنا بأن تحضري زوجتي،و إمائي”.
حاولت شهرزاد طمأنته،والتمست منه الصبر والاستماع فقط،لكن الزوجة والإماء بالغن في الاتهامات و التهديد والوعيد،فلم يكن بد من أن يستسلم ،ويدعو شهرزاد بأن تتوقف وأنه مستعد للمحاكمة حالا.
لأول مرة يقدم سلطان للمحاكمة،ولأول مرة ترى دموعه،ولأول مرة تنجح العدالة في زمن قل فيه الوفاء،وندرت فيه المودة.
يحي زروقيمنذ 3 سنوات
الشكر موصول للإعلامية المقتدرة وللجريدة على النشر والدعم.دمتم مشعلا للكتاب الشباب .