نام الناطور الأمريكي
جو بايدن لهنيهات فقط في مؤتمر المناخ العالمي فأصبح حديث
الشاشات. لم تتركه كاميرات التصوير، إذ راحت تحصي هَجْعَتَه ثانيةً ثانية. غفوة
استعيدت معها غفواته السابقة، من بينها واحدة جاءت (أو هكذا صُوّرت) أثناء لقاء مع
رئيس الحكومة الإسرائيلي، كما غفوات زعماء آخرين، من بينهم بوريس جونسون، رئيس الحكومة البريطاني.
كانت فرصتنا، كمشاهدين، يقول الكاتب راشد
عيسى معلقا، لنضحك، لنشعر بالرضا
أو بالشماتة، كما لو أننا نِلْنَا من جبروت ظالم لا يقهر، حاكم ثري في إمكانه أن
يزيل بلاداً عن الخريطة، ويحلّ أخرى مكانها، لكنه لا يستطيع أن يغالب النعاس، رغم
أنه نعاس متلفز.
نضحك من إغفاءة الرئيس الأمريكي، لكننا نعرف جيداً أنها لا تؤخر ولا تقدم، فحين ينام الرجل الثمانيني، ستبقى كاميرات وطائرات وغواصات واستخبارات وصواريخ وسفارات بلاده صاحية، تحصي على الناس نومهم وصحوهم.
لا شك أن لسان حال
الكثيرين حول الأرض يقول “نوم الظالم عبادة”، مع أن نومه ليس مؤكداً تماماً، فلم يُظْهِر السيّد الأمريكي الأول أي علامات الارتخاء المصاحبة
عادةً، بل سرعان ما استجاب لتصفيق المجتمعين، تماماً كما يحدث لنواب مجلس الشعب
السوري، عندما يصفقون بعيون مغمضة، وبحماس كبير أيضاً، يُضيف ذات الكاتب معلقا.
العدل ليس سبباً وحيداً للقيلولة، تحت الشجرة (كما في
حكاية الخليفة عمر بن الخطاب)، أو أمام كاميرات العالم. في الحالة الأمريكية عندما
يكون الرئيس مستغرقاً في النوم تكون طائراته المسيّرة مستيقظة، تحوم في كل مكان.