رسبريس – أ. ف. ب
نقل رجل دين إيطالي يعمل في الفاتيكان ويقيم في مكان سكن البابا فرنسيس نفسه إلى المستشفى، بعد ثبوت إصابته بفيروس كورونا المستجد، بحسب تقارير اليوم الخميس.
وأفادت صحف إيطالية عدة موثوقة المصادر في الفاتيكان بأن رجل الدين أقام لسنوات في “بيت القديسة مارثا”، وهو بيت ضيافة.
وقالت صحيفة “إيل ميساجيرو” إن الشخص المعني “من أقرب معاوني البابا، ومسؤول في أمانة سر دولة الفاتيكان، وقد أظهر فحص روتيني أنه مصاب بحرارة طفيفة”.
وقالت صحيفة “لا ستامبا” إن هذا الشخص، الذي لم يكشف اسمه، أدخل المستشفى في روما وقد تم تطهير مكتبه.
وبقي البابا معزولا بدرجة كبيرة في مقره إثر إصابته بنزلة برد الشهر الماضي.
والحبر الأعظم، البالغ 83 عاما، يقيم في شقة صغيرة في المبنى، ويتناول وجبات الطعام هناك أيضا.
ويجري أيضا لقاءاته الخاصة وينتقل أحيانا إلى مكتبة الفاتيكان لتسجيل رسائل بخدمة البث التدفقي إلى 1,3 مليار كاثوليكي في العالم.
وقالت “لا ستامبا” إن البابا فرنسيس “يتناول الطعام وحيدا في غرفته منذ بعض الوقت”، كسبيل احترازي. وكتبت: “إنه يمضي الكثير من وقته في شقته، وعندما يتنقل داخل مقره يبقي على المسافة الآمنة الضرورية”. وأضافت: “تم تشديد طوق منع العدوى حول البابا منذ أسابيع”.
وقال المتحدث باسم الفاتيكان، ماتيو بروني، لوكالة فرانس برس، إنه لا يستطيع تأكيد أو نفي التقارير.
وقال موقع “فاتيكان نيوز” الإخباري الرسمي إن عدد الأشخاص المصابين بالفيروس في دولة الفاتيكان ارتفع إلى أربعة.
وذكرت وكالة أنسا للأنباء أن رجل الدين الإيطالي في مقر إقامة البابا هو خامس حالة إصابة لم تعلن عنها المصادر الرسمية.
غير متوقع
والحياة في الفاتيكان تحاط بالسرية عادة، ولا يعرف الكثير عن تفاصيل تمضية الباباوات أيامهم. لكن البابا أرجنتيني المولد سعى إلى التواصل أكثر مع الناس، وتخلى عن بعض تقاليد الفاتيكان الأكثر رسمية.
فقد رفض الإقامة في القصر البابوي الفخم لدى انتخابه خلفا لبنديكتوس السادس عشر في مارس 2013. ومقره في بيت القديسة مارثا عبارة عن مبنى بسيط تم تشييده قرب كاتدرائية القديس بطرس عام 1996. ويقيم هناك الكرادلة في خلوات انتخاب باباوات جدد، وعندها يصبح المبنى مليئا بالأسرار.
وبحسب “إيل ميساجيرو”، يقيم حاليا قرابة 30 شخصا في المقر، و”لم يكن أحد ليتوقع” أن أحدا منهم سيصاب بالمرض نظرا لأن دائرة الاتصالات ضيقة جدا.
ويتمتع البابا بصحة جيدة رغم خضوعه عندما كان شابا لاستئصال جزء من رئته، ومعاناته من داء النسا الذي يسبب له ألما في الورك.
وذكرت تقارير إخبارية إيطالية أنه لا يفكر حاليا في الانتقال إلى موقع أكثر عزلة بسبب الحالات الأربع في الفاتيكان.
وكتبت “لا ستامبا”: “في كل الأحوال، إن البابا حاليا محاط بموظفين مجهزين بوسائل التعقيم”.
التحلي بالشجاعة
وذكرت صحيفة مجلس الأساقفة الإيطاليين “أفينيري”، الأربعاء، أن 67 كاهنا إيطاليا توفوا بوباء “كوفيد-19” منذ بدء انتشار فيروس كورونا المستجد في إيطاليا.
ونشرت الصحيفة أسماء الكهنة، وغالبيتهم متقدمون في السن، وفي بعض الأحيان نشرت صورهم. وكتبت أن “الكهنة يمرضون ويموتون مثل الآخرين، وربما أكثر من الآخرين”.
قبل أسبوعين، طلب البابا فرنسيس من الكهنة التحلي “بالشجاعة للخروج والذهاب لرؤية” المرضى. وجاء هذا الطلب في 10 مارس في وقت طلبت فيه الحكومة الإيطالية من المواطنين الحد من تنقلاتهم وتجنب التواصل مع مرضى كورونا المستجد.
ولمست صلاة البابا اليومية، الخميس، خوف الناس من المرض الجديد. وقال البابا: “كل واحد يعلم مخاوفه”.