وكالات
في أول تصريح له عقب اختياره زعيمًا لحزب المحافظين ورئيسًا لوزراء بريطانيا، تعهد بوريس جونسون بتحقيق الخروج من الاتحاد الأوروبي “بريكست”، وهي خطوة يؤيدها بشدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
هذا التَعهُّد جعل الكثير من المراقبين ووسائل الإعلام المحلية تعيد وصف قديم لازم جونسون في وقت سابق، باعتباره “قائد بريكست”، كما وصفوه أيضا بأنه “ترامب بريطانيا”، نظرا للتشابه بينه والرئيس الأمريكي سواء في المظهر الخارجي، أوطبيعة الشخصية حيث عرف رئيس الوزراء الجديد بتصريحاته المثيرة للجدل.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن حزب المحافظين، فوز جونسون، بزعامة الحزب ورئاسة الوزراء، خلفًا لـ “تيريزا ماي” التي استقالت رسميًا من منصبها في وقت سابق الشهر الماضي.
وفاز جونسون بحصوله على 92 ألفًا و153 من أصوات أعضاء حزب المحافظين، مقابل 46 ألفًا و656 لمنافسه وزير الخارجية الحالي، جيرمي هنت، حسبما أعلنت لجنة الانتخابات بالحزب الحاكم.
جونسون نسخة بريطانية من ترامب
أظهر مراقبون عددًا من أوجه التشابه بين ترامب وجونسون لدرجة جعلتهم يتساءلون هل الأخير هو نسخة بريطانية من الرئيس الأمريكي.
وعدد المراقبون نقاط التشابه بين الرجلين، فكلاهما بشعر أشقر وتسريحة مميزة، كما وُلدَ كلا الزعيمين في نيويورك.
ومن حيث طبيعة الشخصية، عُرفَ رئيس الوزراء الجديد بتصريحاته المثيرة للجدل و”المتهورة” من أبرزها وصف المسلمات المنتقبات بـ”صناديق البريد” و”لصوص البنوك”، قبل أن يتراجع عنها لاحقًا ويعتذر.
كما شبه المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية الأمريكية، هيلاري كلينتون، “بممرضة سادية تعمل في مصحة للأمراض العقلية”.
كذلك ترامب معروف بتصريحاته المثيرة التي لم يسلم منها حلفائه سواء في دول حلف شمال الأطلسي “ناتو” أو دول الخليج كالسعودية.
كما يستخدم الرجلان لغة “عنصرية” تجاه المسلمين والمهاجرين.
هاجم جونسون الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بسبب أصوله الإفريقية، كذلك لم يتوان ترامب عن مهاجمة برلمانيات متحدرات من أصول إثنية مختلفة، ودعاهن للعودة إلى “البلدان المفلسة التي تتفشى فيها الجريمة والتي أتين منها”.
“الموقف من الإسلام”: كلا الشخصيتان تشتركان في موقفهما من الإسلام والمسلمين، فبحسب الغارديان، كان جونسون كتب أن الإسلام “تسبب في تخلف العالم الإسلامي لقرون”.
ورأى أن “كل بؤرة متوترة في العالم تقريبا لها علاقة بالإسلام، من البوسنة إلى فلسطين والعراق فكشمير”.
كذلك ترامب كان قال: “اعتقد أن الإسلام يكرهنا”، وعقب توليه الرئاسة منع مواطني عدد من الدول الإسلامية من الدخول إلى الولايات المتحدة.
جونسون وصف نفسه قبل أيام بأنه صهيوني حتى النخاع، ونقل عنه موقع ديبكا الاستخباراتي الإسرائيلي قوله إنه صهيوني حتى النخاع، وإن إسرائيل هي البلد العظيم الذي يحبه.
وأخيرًا وليس آخرًا، موقف الزعيمين من الاتحاد الأوروبي، حيث يرى جونسون ضرورة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حتى من دون اتفاق، معتبرا أن بقاءها ضمن الاتحاد سيعود عليها بخسائر كبيرة، وهو ما يتوافق مع وجهة نظر ترامب الذي حث بريطانيا على الخروج بلا اتفاق.
ترامب أيضا كان من أوائل المهنئين بفوز بوريس جونسون، اليوم، وقال في تغريدة إن رئيس الوزراء الجديد سيكون عظيمًا.
أصول تركية
ولد بوريس جونسون عام 1964 في نيويورك، وانتقل والداه إلى بريطانيا وهو طفل صغير. ويفتخر أن والده من أصول تركية، وقد درس في كلية إيتون كوليج الشهيرة، وأظهر ميلا إلى دراسة اللغة الانجليزية والآداب الكلاسيكية، حسب ” بي بي سي”.
هو من أحفاد علي كمال الذي كان صحفيًا وسياسيًا عثمانيًا، وعمل وزيرًا للداخلية لمدة 3 أشهر في حكومة “دامات محمد فريد باشا (1853- 1923 ). كما عرف علي كمال بمعارضته لحرب الاستقلال التركية (1919 – 1923) وعاش في المنفى في أوروبا.
درس جونسون الآداب القديمة في أوكسفورد، وانتخب رئيسا لاتحاد الطلبة عام 1984. بدأ جونسون حياته العملية صحفيا في ديلي تلغراف، ثم أصبح مراسلها للاتحاد الأوروبي، ونائبا للمدير، قبل أن يصبح مديرا لصحيفة سبيكتيتور، عام 1991.
وأكسبته مسيرته الصحفية شهرة ومنحته مكانة اجتماعية، ففتحت له باب العمل السياسي، ليُنتخب عام 2001 نائبا في مجلس العموم، عن حزب المحافظين.
وعين عام 2004 وزيرا للدولة مكلفا بالفنون، ثم اضطر إلى الاستقالة، بعد انكشاف علاقته الغرامية مع بترونيلا وايت، ولكنه عاد إلى الحكومة عام 2005، في منصب وزير للدولة مكلف بالتربية.
وتزوج جونسون زوجته الأولى، أليغرا موستين أوين، عام 1987، وانفصل عنها عام 1993، ليتزوج المحامية، مارينا ويلر، وينجب منها ثلاث بنات.
ألف جونسون العديد من الكتب، بينها كتاب عن حياة رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، ونستون تشرتشل، وكتاب عن تاريخ روما، وآخر عن مدينة لندن.
بريكست
يُعدّ جونسون من أشد المناصرين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وخلال حملته الانتخابية لاختياره رئيسًا لحزب المحافظين، وعد الرجل بتحقيق بريكست في نهاية أوكتوبر المقبل.
وقال آنذاك، إنه لا يخادع عندما يقول إن المملكة المتحدة، ستغادر الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر المقبل، دون اتفاق.
وكان جونسون مرشحا لرئاسة الوزراء بعد ديفيد كاميرون عام 2016 لأنه القائد الأبرز في حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلا أنه انسحب في آخر لحظة، بعدما تخلى عنه زميله، وزير العدل، مايكل غوف، ورشح نفسه لكنه خسر في نهاية المطاف، بحسب ” بي بي سي”.