كشف التقرير الوطني PISA 2018، الذي أصدره المجلس الأعلى للتربية والتكوين، أن 44 في المائة من التلامذة المغاربة قد تعرضوا للتحرش والمضايقات في الوسط المدرسي، مـرة واحـدة عـى الأقـل في الشهر (في الأشهر الإثني عشـرة الماضية).
وحسب التقرير المذكور، فإن هذه الأرقام هي مقارنة بمتوسط 30 في المائة، في المتوسط في بلدان منظمة التعـاون والتنميـة الاقتصاديـة. وبالمقارنـة مـع أشـكال التحـرش الأخـرى، فـإن التحـرش العلائقـي هـو الأكـر انتشـارا وجـلاء نسـبيا في المغـرب.
وأفاد التقرير إذا كان الشـعور بالانتماء للمؤسسة التعليمية يعزز الاندماج الاجتماعي والتربوي للتلامذة، فإن التحرش الذي قد يتعرضون له، يشكل، على العكس من ذلك، عائقا لذلك الاندماج.
وبالفعل يضيف التقرير، فإن التلامذة ضحايا التحرش أكبر عرضة من غيرهم المشاكل الشخصية، وخاصة منها الاكتئاب، والقلق والعزلة، وتغير السلوكات الغذائية، حيث يحتمل جدا حسب ذات المصدر، أن يتغيب هؤلاء التلامذة عن الدروس، أو ينقطعوا عن الدراسة، وأن يحصلوا على نتائج متدنية مقارنة بأقرانهم الذين لم يسبق لهم أن عاشوا تلك التجارب المؤلمة.
وشدد التقرير على أن التحرش الجسدي واللفظي، كالسخرية والشتم والتهديد)، العلائقي (كالإقصاء والتهميش)، هي الأشكال الرئيسية للتحرش، ويمكن أن تكون متزامنة ومتلازمة.
ويقيس بحص “PISA” الآثـر المترتبة عن التحرش استنادا إلى أقوال التلامذة الذين يقولون إنهم ضحاياه، من خلال الإجابة على ستة أسئلة تتعلق بهذه الأشكال الثلاثة.
وأبرز ذات المصدر أن التحرش، يرتبط بمستوى كفاية التلامذة ولكن أيضا برفاهيتهم، ذلك أن التعرض لأفعال التحرش يرتبط بالنتائج الدراسية الأكثر ضعفا، وبالفعل إن الفوارق بين نتائج التلامذ الأكثر عرضة لهذه الأفعال ونتائج التلامذة الأقل عرضة لها تتراوح بين 30 و43 نقطة مئوية، حسب مجال التقييم، وبالمثل، إن التلاميذ الذين يتعرضون مرارا للتحرش والمضايقات يميلون إلى الشعور بالتعاسة والكآبة أكثر من أولئك الذين لا يتعرضون لها عادة.