في ما يلي ثلاثة أسئلة تم طرحها على الأخصائي في أمراض الرئة والتنفس، جمال الإدريسي البوزيدي، الذي تحدث في حوار مع (و م ع )، عن المعايير الصحية المعتمدة في تنفيذ خطة تخفيف الحجر الصحي، والتحديات الرئيسية للمرحلة الحالية، وكذا المعايير الواجب مراعاتها من أجل رفع تام للحجر الصحي:
في رأيكم، ما هي المعايير الصحية المعتمدة لتنفيذ خطة تخفيف الحجر بإحداث المنطقتين 1 و2؟
استفاد المغرب من التجارب الدولية الناجحة في التصدي لجائحة فيروس كورونا المستجد، على غرار تجارب بلدان مثل الصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة وحتى ألمانيا، وتجنب بذلك العواقب الكارثية للتجارب الفاشلة، وبالتالي فإن المعايير المعتمدة لتنفيذ هذا المخطط كانت علمية وموضوعية بحتة.
بيد أن بعض البلدان لم تطبق الحجر الصحي في كافة أنحاء البلاد، على غرار الصين التي فرضته فقط على المناطق والجهات التي شهدت تفشي كوفيد-19. وهكذا، فقد اعتمد المغرب خطة مماثلة خلال هذه المرحلة الثانية من خلال تخفيف الحجر الصحي بشكل أكبر في الجهات التي تنعدم فيها أو تشهد عددا ضئيلا من الإصابات والحالات النشطة وكذا عدد التكاثر الأساسي (R0)، فضلا عن عدم وجود حالات في العناية المركزة، على غرار المنطقة 1.
أما بخصوص المنطقة 2 “فلا يزال عدد الحالات النشطة مرتفعا، كما أنها تواصل تسجيل الحالات الإيجابية المصابة بفيروس كورونا، ولا يزال عدد التكاثر الأساسي (R0) مستقرا في مستوى معين. لحسن الحظ، فإن معدل التكاثر الأساسي (R0) بالمغرب لا يتجاوز حاليا 0,7 في المائة، ويجمع الخبراء الدوليون على أنه عندما لا يكون الفيروس شديد الضراوة، كما هو الحال في المغرب، يمكن الشروع في رفع الحجر الصحي اعتبارا من معدل يتراوح ما بين 0,7 في المائة و0,9 في المائة”.
هذا التوزيع “جدير بالثناء” كذلك بالنظر إلى أنه يسمح بـ”قدرة تنافسية إيجابية” بين مختلف الأقاليم، وذلك بشكل يجعل تلك الخاضعة للمنطقة 2 تبذل “المزيد من الجهود” للاستفادة من نفس تدابير المرونة المعتمدة في المنطقة 1، في حين تسعى هذه الأخيرة للحفاظ على مكتسباتها حتى لا تتدحرج إلى المنطقة 2.
من جهة أخرى، أعتقد أنه يتعين الذهاب إلى “أبعد من ذلك” من خلال تطبيق هذه الخطة نفسها على أحياء المدن من قبيل الدار البيضاء والرباط وسلا وغيرها، مع الإبقاء على الحجر الصحي والقيود المصاحبة له في الأحياء التي تظهر بها بؤر عدوى، وتخفيفها في تلك التي تنعدم فيها حالات الإصابة.
ما هي، في اعتقادكم، التحديات الكبرى المرتبطة بالمرحلة الحالية؟
إن المرحلة الحالية مهمة للغاية، في حين ستكون المرحلة التالية حاسمة وحساسة. وهذا يتطلب منا تخطي هذه المرحلة بنجاح على غرار ما فعلناه مع سابقتها.
وتتمثل المرحلة الحالية، أيضا، في اجتثاث المرض من خلال انعدام عدد التكاثر الأساسي (R0)، وعدم تسجيل أية حالات نشطة أو إصابات جديدة.
كما يجب أن يتم الإقلاع الاقتصاد الوطني بشكل محدود ومتحكم فيه مع استشراف المرحلة المستقبلية، من خلال اعتماد السلوكات الفضلى التي ستصبح تقليدا في حياتنا اليومية والمتمثلة في احترام مسافة الأمان ووضع الكمامة وقواعد النظافة، خاصة في الأماكن المغلقة حيث يكون معدل الإصابة أعلى من 4 إلى 10 مرات، على عكس الفضاءات المفتوحة حيث يكون منخفضا للغاية.
ما هي المعايير التي يجب أخذها في الاعتبار من أجل رفع تام للحجر الصحي؟
الأرقام المسجلة بالمغرب إلى حدود الآن تسمح، في الواقع، برفع الحجر الصحي. بيد أنه لتجنب التداعيات الخطيرة المحتملة، حرصت المملكة على إعطاء الأولوية لصحة المواطن، على الرغم من أن عدد التكاثر الأساسي (R0) بالمغرب لا يتجاوز 0,7 في المائة، في حين أن رفع الحجر الصحي يصبح ممكنا انطلاقا من معدل لا يتعدى 0,9 في المائة.
كما أن قرار وزارتي الداخلية والصحة بتجميع حالات كوفيد-19 النشطة والحالات الإيجابية المستقبلية في مؤسستين صحيتين متخصصتين في كل من بنسليمان وبن جرير، مهم للغاية على اعتبار أنه يسمح باستئناف الأنشطة الاستشفائية والصحية الأساسية ويحد بشكل كبير من تفشي الفيروس.