رسبريس – أ ف ب
اقتربت “ساعة القيامة” إلى نحو 100 ثانية قبل منتصف الليل يوم
الخميس، في إشارة رمزية إلى ارتفاع الخطر على البشرية إلى أعلى مستوياته منذ إنشاء
الساعة في العام 1947، بسبب التهديدات الناتجة عن التغيّر المناخي والسباق النووي.
وتفاقم مستوى الخطر بسبب حرب المعلومات والتقنيات التكنولوجية التخريبية التي تبدأ
بفيديوهات وتسجيلات كاذبة وصولا إلى عسكرة الفضاء وتطوير أسلحة تفوق سرعة الصوت.
تقول راشيل برونسون رئيسة “نشرة علماء الذرة” خلال إعلانها عن تقديم
ساعة القيامة: “نحن نختبر الآن مدى اقتراب العالم من الكارثة التي لا يبتعد
عنها سوى ثوانٍ قليلة، لا ساعات ولا حتى دقائق”.
واتخذ القرار بتقريب الساعة من قبل مجموعة من الخبراء من ضمنهم 13 عالما حائزا
جائزة نوبل.
وعند إنشاء الساعة، وضعت عقاربها قبل 7 دقائق من منتصف الليل. لاحقا تمّ تقريبها
وفقا لاشتداد الأخطار التي تهدّد البشرية. وسجل التوقيت الأسوأ السابق الذي وصلت
إليه البشرية في مرحلتين، وهما العام 1953 وخلال الفترة الممتدة بين العامين 2018
و2019 حين وضعت عقارب ساعة القيامة قبل دقيقتين من منتصف الليل.
في حين سجّلت الساعة أبعد توقيت لها بعد انتهاء الحرب الباردة في العام 1991،
مع 17 دقيقة قبل منتصف الليل.
تقويض معاهدات النووي
على جبهة النووي، يقول الخبير شارون سكواسوني إنه “يتم تفكيك منظومة الحد من
التسلح التي ساعدت في منع وقوع كوارث نووية طوال نصف القرن الماضي، ومن المتوقّع
أن يتمّ القضاء عليها بحلول العام المقبل”.
ويأتي ذلك نتيجة إلغاء معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى في العام 2019، بعد
دخول الولايات المتحدة وروسيا في سباق جديد لنشر الأسلحة المحظورة، قبل أن تعلن
الولايات المتحدة عن نيّتها عدم تجديد معاهدة “نيو ستارت” التي وقعت في
العام 2010 وكانت تهدف إلى خفض الأسلحة النووية.
ويشير سكواسوني إلى أن “هذا العام لن يشهد فقط الانهيار الكامل للاتفاق
النووي مع إيران”، وذلك نظرا إلى الجهود التي تقوم بها طهران لتعزيز تخصيب
اليورانيوم.
وتابع سكواسوني بأن “النهج غير التقليدي الذي اتبعه الرئيس الأميركي دونالد
ترامب تجاه كوريا الشمالية ولّد آمالا إيجابية في البداية، لكنها سرعان ما خفتت
بعدما قرّرت بيونغيانغ المضي قدما في تطوير أسلحة استراتيجية جديدة”.
آمال معلّقة على المناخ
أما على جبهة المناخ، فقد فشلت قمّتان عقدتهما الأمم المتحدة في تحقيق الحدّ
الأدنى من الجهود المطلوبة في المدى القريب لمواجهة ظاهرة التغير المناخي،
وبالتالي التزام الأهداف التي نصّ عليها اتفاق باريس للمناخ والتي يقول العلماء
أنها ضرورية لتجنّب الكوارث. في الواقع، كانت هذه الآثار واضحة بعد موجات الحرّ
والفيضانات التي ضربت الهند في العام 2019 وحرائق الغابات التي اندلعت من القطب
الشمالي إلى أستراليا.
في هذا السياق، يقول سيفان كارثا العالم في معهد ستوكهولم البيئي إن “استمرار
الأعمال البشرية بالدفع نحو مناخ معاكس للعصر الجليدي، سيولّد شكوكا حول بقاء هذا
العالم صالحا للعيش”.
لكن في المقابل، يعلّق بعض الخبراء الآمال على النشاط المناخي المتصاعد الذي تقوده
حركة شبابية وتضغط على بعض الحكومات وتحفّزها على التحرّك.
إلى ذلك، تشكّل حملات التضليل والأخبار الكاذبة تهديدا مباشرا للتماسك الاجتماعي.
فيما تتفاقم حالة انعدام اليقين نتيجة نمو الأسلحة التي تعتمد على الذكاء
الاصطناعي، مثل الطائرات المسيّرة التي تهاجم أهدافا محددة.
يضاف إلى ذلك إعلان روسيا عن تطوير صاروخ جديد يتجاوز سرعة الصوت وإجراء الولايات
المتحدة اختبارا على أسلحة خاصّة تحدّ من قدرة الدول المستهدفة على التصدّي لها في
الوقت اللازم.
وقد أصبح الفضاء الذي يعدّ ساحة للتعاون الدولي معسكرا بشكل متزايد، مع قيام دول
عدة باختبار أسلحة مضادة للصواريخ وأسلحة الليزر المضادة للأقمار الصناعية. فيما
عمدت الولايات المتحدة إلى إنشاء فرع عسكري جديد وهو قوات الفضاء.
تقول ماري روبنسون، رئيسة لجنة الحكماء ورئيسة إيرلندا السابقة: “نحن نطلب من
قادة العالم الانضمام إلينا في العام 2020 لإنقاذ البشرية وسحبها من الهاوية. لقد
حان الوقت للالتقاء والتوحد للعمل معا”.