عن حلقة الفكر المغربي وضمن سلسلة القراءة المواطنة
صدر للشاعر والناقد المغربي الزبير خياط كتاب نقدي بعنوان: “صنعة الشعر في القصيدة العربية الحديثة”
لوحة الغلاف للفنان السوري المبدع محمد طريفي
نقرأ من مقدمة الكتاب التي دبجها المؤلف:”صنعة الشعر في القصيدة العربية الحديثة كتاب نقدي أعتبره ثمرة علاقتي بالشعر التي تربو على أربعة عقود رواية وكتابة. وهو خلاصات تأملي في قصائد الشعراء التي نادرا ما اقترب النقد من سر صناعتها إما بسبب طغيان النقد الوصفي الذي حول العمل النقدي إلى جداول إحصائية جامدة في النقد الأدبي ومناهج التدريس (انظر كتاب الأدب في خطر لتزفيطان تودوروف)، أو النقد الموضوعاتي الذي ركبه كل من ضَعُفَ زاده في علم أدوات الشعر فلجأ إلى موضوعاته يتحدث فيها، وهي موضوعات مشتركة بين كل أنواع الكتابة وكل أنواع الفنون وكل أنواع المعارف فالمرأة أو المدينة أو الثورة مشترك بين الشعر والقصة والرواية والمسرحية، ومشترك بين الأدب والموسيقى والرسم والتمثيل، ومشترك بين الأدب والفلسفة والتاريخ ..
كتاب أردته كذلك متحررا من صرامة البحث الأكاديمي وقيوده، فالمراجع غير مذكورة لأنني اعتمدت على المشهور المعروف من القصائد والأحداث و إذا ذكرت غيرَ ذلك فإنني أتحمل المسؤولية الأخلاقية والمعرفية فيه لأنني أعتبر الإحالة في مثل هذا الكتاب فَضْلَة وإعاقة لاسترسال التتبع عند القارئ. كما أنني تحررت من الارتباط بمنهج نقدي خاص يقيدني بمنطلقاته وضوابطه وخلفياته، وآثرت استنطاق النصوص فنيا، والاحتكام إلى ذوقي الشعري الذي لا أطلب من قارئ الكتاب أن يتأثر به وإنما أطلب منه أن يتأمله.
كتاب سيدرس متونا شعرية لستة عشر شاعرا وشاعرة هم حسب ترتيب نصوصهم في الكتاب: نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وصلاح عبد الصبور وأحمد المجاطي وأمل دنقل وأحمد عبد المعطي حجازي ومحمد علي الرباوي ونزار قباني ومظفر النواب وعبد السلام بوحجر ومحمود درويش ومحمد الماغوط وأنسي الحاج وسركون بولص وأدونيس وأمينة المريني.
ومن المفاهيم البسيطة التي أرددها في هذا التأليف : التوطين والتأثيث والتجويد.
فالتوطين هو ذلك الحدس الخاص الذي يجعل الشاعر قادرا على وضع صنعة ما في مكانها المناسب مفردة أو صورة أو تجنيسا أو رابطا لغويا … فلا تنبو عن مكانها. هذا الحدس أو الملكة من أسرار عظماء الشعر الذين يحسنون التوطين في حين يفشل ضعاف المواهب فيه ولو حشدوا كل معرفتهم البلاغية واللغوية والموسيقية.
والتأثيث هو سعي الشاعر إلى ملء القصيدة بما يراه من الصور والرموز والإيقاعات والألفاظ ولا يكون التأثيث ذا وقع في نفس المتلقي إلا إذا ارتبط بحسن التوطين. فليست العبرة بالمؤثثات وكثرتها وإنما بحسن توطينها.
أما التجويد فهو ارتقاءُ الشعراء عبرَ سنواتِ وعقودِ كتابةِ هذا الشعر بجمالياته عن طريق الإضافة والتنقيح. وهو تجويد يرتبط بتطور كتابة شاعر معين عبر فترات إبداعه كما سَيَرِدُ حول تطور تجربة السياب من “هل كان حبا” إلى “أنشودة المطر”، أو تطور التجربة الشعرية عبر تجويد الشعراء لأدواتها كارتقائهم بالرمز من التصريح إلى التلميح، ومن سرد القصة الرمزية إلى محاورتها. وارتقائهم بالعروض من الوقفات القصيرة العروضية والتامة إلى التدوير، والجمل الطويلة.
كما أنني سميت هذا الشعر بالشعر الحديث تعميما وميزت ضمنه بين القصيدة التفعيلية وقصيدة النثر دون رفض التسميات الأخرى كالشعر الجديد أو المعاصر لأن التدقيق في التسمية ليس من أهداف الدراسة، كما أنني أرى تسميات الشعر الحديث والشعر المعاصر والشعر الجديد مناسبة لهذا الشعر.
كتاب أريده مرتبطا بذوقي الخاص وأحكامي الخاصة، وأريده كذلك بسيطا مبتعدا عن تهويمات المعنى، وتحجر المصطلحات وتقعرها”.
وسيتم توقيع الكتاب بمقر مؤسسة الأعمال الاجتماعية لنساء ورجال التعليم بوجدة يوم السبت 2 اكتوبر.
يقدم الكتاب الشاعران رشيد سوسان ومراد المعلاوي وينسق اللقاء الشاعر محمد علي الرباوي.
.