الأناضول / رسبريس
ما إن يتحدث رئيس الحكومة السابق، عبد الإله بنكيران، في السياسة حتى تتصدر تصريحاته الصحف والمواقع الإخبارية.
وبقدر ما تثير تلك التصريحات جدلا ونقاشا سياسيا، بقدر ما يساهم بنكيران (64 عاما) بشكل كبير في تحريك اللعبة السياسية، التي تبدو رتيبة أحيانا.
تحدثت صحف ومواقع محلية مؤخرا عن استفادة بنكيران من المعاش الاستثنائي، مما أثار جدلا حول الأمين العام السابق لحزب “العدالة والتنمية”، قائد الائتلاف الحكومي.
وهو ما دفع بنكيران إلى تنظيم ندوة في منزله، أعلن فيها مواقفه في عدد من الملفات الشائكة. والأهم أنه أعلن خلال الندوة عودته إلى الحياة السياسية.
يمثل بنكيران رقما صعبا في المعادلة السياسية بالمملكة، إذ قاد حزبه، للمرة الأولى في تاريخه، عام 2011، إلى تصدر الانتخابات البرلمانية، ليترأس الحكومة فترتين متتاليتين.
وبينما تراجعت أسهم الإسلاميين في المنطقة، تحت وطأة التحركات المناهضة لثورات “الربيع العربي”، قاد بنكيران حزبه مجددا إلى تصدر الانتخابات، عام 2016.
بأمر الملك
بنكيران أقر، خلال الندوة بداية الشهر الحالي، باستفادته من معاش استثنائي أمر به العاهل المغربي، الملك محمد السادس، وقال: “لم أطلب المعاش، ولن أرفض من الملك أي شيء”.
وأضاف: “المعاش شرف لي ولحزبي، ومن حق أي أحد ألا يعجبه ذلك، لكن لا يجب أن ينسى إنجازات بنكيران كرئيس للحكومة”.
ويستفيد وزراء مغاربة سابقون، خاصة إن كانت مواردهم المالية ضعيفة، من معاش استثنائي، مما يثير الكثير من الجدل بين رفض وتأييد.
رفض التقاعد الإجباري
قال الصحفي عبد الصمد بنعباد، إن “بنكيران حسم قراره من رفض إجباره على التقاعد السياسي، وإن لم تخرج صورته سليمة مائة بالمائة كما المرات السابقة، لكن الأهم أنه انتصر للمرة الثالثة على قرار السلطة المركزية إبعاده عن التعاطي مع الشأن العام”.
وتابع بنعباد، في صفحته على “فيس بوك”: “فالرجل (بنكيران)أراده أكثر من 2 مليون مصوت في الانتخابات رئيسا للحكومة للمرة الثانية على التوالي، ورفضت الدولة هذه الإرادة الشعبية، ومن ثم أحالته على التقاعد الحكومي الإجباري، لكنه رفض الاستجابة للقرار”.
وتابع: “وأخيرا، من خلال الحملة الضخمة حول التقاعد الاستثنائي، حيث تجري محاولة ثالثة لإجبار الرجل على التقاعد من السياسة والشأن العام”.
واعتبر أن بنكيران “حتما رفض الاستسلام لمشيئة السلطة، قرار (العودة) لا يرضي إخوانه وخصومه على حد سواء”.
ورفض جناح في “العدالة والتنمية” تعديل لوائح الحزب، بما يسمح لبنكيران بتولي أمانة الحزب لفترة ثالثة، مما أشعل خلافات وأحدث انقسامات داخل الحزب؛ نظرا لمكانة بنكيران.
اختباء وراء الملك
بالمقابل انتقد عمر الشرقاوي، محلل سياسي، حصول بنكيران على التقاعد النسبي، وتصريحاته الإعلامية مؤخرا.
وقال الشرقاوي، في صفتحته بـ”فيسبوك”، إن بنكيران “أكد صحة وثيقة معاش 7 ملايين في الشهر، مدة الاستفادة من شهر مارس 2017”.
ورأى أن بنكيران أظهر “ممارسة لعبته المفضلة الاختباء وراء الملك واظهار انه مفعول به وليس فاعلا”.
ووجه حديثه إلى بنكيران قائلا: “أنا لا اتهمك بالفساد أو السرقة فلي اليقين أن يدك بيضاء، أنا لدى مشكل بسبب اعتداءك على معاشات الفقراء واستفادتك من معاشات الأغنياء، عندي مشكل مع سياساتك الفاشلة التي نؤدي ثمنها اليوم”.
عودة إلى السياسة
عبد الرحمان اليوسفي، رئيس الحكومة الأسبق، اختار الصمت بعد مغادرته الحكم، وعلى نهجه سار عباس الفاسي، وإدريس جطو، الذي يترأس حاليا المجلس الأعلى للحسابات، وهو يُعنى بمراقبة المال العام. لكن بنكيران على عكس هؤلاء ما يزال يثير الجدل سواء صمت أو تحدث.
بنكيران قرر العودة إلى الشأن السياسي، بعد حوالي سنتين من إعفائه من رئاسة الحكومة، عام 2017.
وقال، خلال الندوة، إن قراره يأتي بعد “ملاحظات حول نوع تأطير المواطنين وكثرة الكذَّابين”.
وقال عبد الصمد بلكبير، الناشط السياسي، إن “هناك اهتمام من طرف المواطنين بخطاب بنكيران، عكس زعماء أحزاب آخرين، لا يكاد يلتفت إليهم أحد”.
وأضاف بلكبير أن “بنكيران يرمز إلى فكر معين، وكان له دور كبير في الساحة السياسية بالبلاد منذ بدايته، فهو الذي ساهم في إنقاذ الحركة الإسلامية ببلاده من عدد من الأخطاء”.
وتم انتخاب بنكيران أمينا عاما لـ”العدالة والتنمية”، عام 2008، وأعيد انتخابه في 2012.
عودة بنكيران إلى الحياة السياسية تزامنت مع الجدل حول استفادته من المعاش الاستثنائي.. فهل سيستمر في معترك السياسة أم سيخرج من المضمار في ظل سباق محفوف بالحواجز حتى الانتخابات البرلمانية، عام 2021؟.
بن عربية الطيبمنذ 6 سنوات
ان لم تستحي فعد للسياسة ووزير اول ورئيس حكومة. … ولو كان يستحي وكان يعلم كم من أيادي ترفع لله داعية اياه أن يقتص منه على ما اقترف من شرور في حق شعب بكامله
وجدي قحمنذ 6 سنوات
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ومن هذا المنبوذ و المشؤوم الذي لا يستحي