في تدوينة لها ألهبت مواقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك” لقت من خلالها الشابة “فاطمة أبو درار” الجامعية المنحدرة من جنوب المملكة ، تعاطفا واسعا وتضامنا من لدن رواد الفايس بوك، الشابة التي دفعها الألم من المرض الفتاك “السرطان” لخوض غمار “الحريك” ، وركوب قوارب الموت نحو المجهول الإسباني أو المعلوم على أصحّ نعت وأبلغ تقدير. بعد عجزها عن العثور على عمل، واكتشافها لإصابتها بورم سرطاني خبيث، فرّت من الوطن والمعاناة من الأهل و انسداد أفق العلاج، فرّت من كلّ شيء، فرت طمعا في” الولادة مرتين” هكذا اسمت “فاطمة” تدوينتها “الولادة مرتين”، وهذا هو نص التدوينة التي دبّجتها حُرقة وألما :
“لطالما قلت ستستمر
الحياة…..رغم كل شيء محبط
ستستمر….رغم كل الظروف القاسية
سأبادلها المضي قدما بتحدي كبير رغم الانتكاسات و الشدائد، سأطارد ما تبقى من
الأحلام المسروقة، رغم الحاضر الموحش و المستقبل المجهول، نعم سأبقى هنا واقفة
أقاوم وأقاتل على ناصية الحلم.. دون استسلام
لست من أصحاب النظرة السوداوية، و لا الذات المتشائمة، لكن أرغمت على حياة فيها
الهوامش للشرفاء، و الرفاهية لسارقي الطموحات و الأماني.
لطالما قلت للحياة انا في انتظار الغد الجميل، رغم انني مثقلة بهدايا الوجع والمرض
في سبيل الأفضل.
لطالما كنت استوعب دروسها القاسية، رغم الأسوأ، رغم أنها رزقت أصحاب الوجوه حبها و
حضنها الدافئ وجعلتني انا خارج المعادلة ” لكن رغم كل شيء فأنا أحب الحياة، متى
استطعت إليها سبيلا”.
فانا سيدتي الحياة لم أجد السبيل سوى في #ركوب_قوارب_الموت والمغامرة
بحياتي لأيام طوال كانت بمثابة زمن من الخوف والموت بدل المرة الف طمعا في النجاة
ليس إلا وافتتاح لحياة جديدة ولولادة روح اقوى ..
فانا سيدتي الحياة أغتيلت أحلامي في مهد بلدي #مرضا وبطالة وعطالة وموتا
واضطهادا .. لم يدفعني حب المغامرة وتغيير الروتين ولا مداعبة التجارب لخوض غمار
المعركة ضد اعتى المحيطات واخطر العوالم الزرقاء في البسيطة..فلقد كان الدافع اكبر
من ان ابقى لاتعذب في مكاني دون نتيجة رغم انني قاومت لتحقيق كل شيء واستمريت
لإثبات ذاتي ولو تكالبت علي محن الزمن حالي حال باقي المنكوبين معي في القارب …
لكن لا حياة لمن تنادي.
كنت أوهم نفسي أن الحياة في بلدي فسحة جميلة تستحق أن تعاش، على أساس أنه سيشرق
الضوء في اخر النفق ولكن تذكرت بعد عناء طويل أنها مقبرة الأحياء ليس إلا.
كل من كان معي كانت عيونه تحكي عن طعم الحياة المر بطعم الحنضل، كانت أرواحهم تغني
سيمفونية الحياة التي تقاوم الموت، في اعتقادنا أننا حتى وإن لم ننتصر ومتنا
فسنكون قد خسرنا ونحن مبتسمين وأرواحنا مشبعة بالتحدي والمغامرة وبهذا الحال نكون
قد إنتصرنا لمجرد أننا لم نلبي رغبة الموت الذي يسكن محيطنا وبلدنا، ألا وهي: أن
نموتوا ونحن معذبين عل قيد الحياة، في بلد لطالما قتلنا ولم يعترف بنا كأبناء
حالمين له, كنا نقول مع كل موجة مفزعة إن الموت لا بد بأنه قادم، وهو نهايتنا
الحتمية لامحالة، لكن في اللحظة ذاتها كنا نأمل مع ارواحنا لربما نستطيع أن نغير
ولو القليل من مشاهد هذه النهاية الحتمية!.
عشت وخضت اصعب واشرش معركة
عشتها مع نفسي دام اتخاد هذا القرار فيها عام من الزمن لأجد عالم لم أتوقعه في تلك
التجربة.. وحوش آدمية أنانية مادية تقول نفسي نفسي من بداية الرحلة الى نهايتها
كلفتني الكثير من الحيطة والحذر والألم والخصام والصراع من أجل البقاء على قيد
الحياة …
كافحت مع كل موجة من اجل صناعة الفارق المهم …. نعم الفارق المهم الذى رضخ امام
جبروته يأس الكثيرين .. اليأس الذي همس فى اذن المستحيل وقال دعها وشأنها.. كانها
وجدت لهزيمتنا دائما …
كافحت أن لا اغرق مع كل موجة عاتية بأن اصنع الفارق المهم الذى اخوض من اجله اشرش
المعارك الضاريه التى لم تعرف لها الانسانية مثيل فوق البحر .
*قاومت لأصنع الفارق بين النجاح والفشل بين التحدي واليأس قاومت من أجل إيجاد ذلك
الفارق ما بين رؤية الأمل والإحباط في صراع كبير من اجل ايجاد ابتسامة تقهر المرض.
كافحت بكل ما أوتي من إيمان ضد كل غمضة عين لإيجاد الفارق بين أن اقول بشجاعة (أنا
لها) وبين أن اقول بنفس منكسرة (غيري لها) حتى وصلت..
* كافحت مع كل موجة برد قارسة من أجل ايجاد الفارق بين أن اكون ممن تشع عينيه
ببريق خاص هو بريق الإصرار والتحدي وعدم الاستسلام وبين ان اكون عينيك حتى لا تقوى
أن تنظر بها على نفسك .
* قاومت مع كل ظلمة حالكة مغامرة في المجهول في إيجاد الفارق بين أن اكون ممن
أرادوا أنفسهم أن يكونوا
أو أن اكون ممن أرادت لهم الحياة أن يكونوا.
* كافحت مع كل دقة قلبي خوفا من الحوت الملتهم في إيجاد الفارق ما بين أن تكون أنت
من يصنع ظروفه ويتلائم معها وبين
من تصنعه الظروف وتسير به كيفما تشاء
قاااااومت من أجل أن اموووت في عمق البحر أو أولد من جديد على أرض جذورها متشبعة
بالإنسانية والرحمة.
قدور سويديمنذ 5 سنوات
مع.هذه القصة. المؤلمة لماذا لم تتكلف وزارة الصحة بهذه الحالة. لماذا تتركها لغيرها لتتولي القيام بالواجب. في الضفة الاخر يعالجون المرضي مجانا. ولو مهاجرين بدون اوراق. هم يرون أن العلاج هو الاول دون بحث الوضعية القانونية للمريض أو جنسيته . هكذا تكون الانسانية . الانسان غال في الضفة اخرى.