قد يبدو القضاء على كوكب الأرض بواسطة صخرة فضائية ضخمة تضرب الأرض بسرعة آلاف الأميال في الساعة وكأنها قصة تستحق فيلماً هوليودياً، لكن صخرة فضائية تم اكتشافها حديثاً، تسمى «2024 YR4» تتجه بالفعل نحو كوكب الأرض وقد تؤدي إلى إحداث دمار هائل وكبير.
وحسب تقرير نشرته جريدة «دايلي ميل» البريطانية، واطلعت عليه «القدس العربي»، فقد قدم أحد العلماء تحديثاً مرعباً عن الكويكب الذي وصفه بأنه «مدمر للمدن» وقال إنه يتجه حالياً نحو الأرض، وحذر من أن وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» قد تأخرت كثيراً في تحويل مساره.
وتم اكتشاف الكويكب «2024 YR4» في نهاية العام الماضي فقط، ويبلغ قطره ما بين 130 إلى 300 قدم (40 إلى 90 متراً)، وهذا يعني أنه من المحتمل أن يكون أكبر من تمثال الحرية في نيويورك.
وفي الأسبوع الماضي، رفع العلماء من خطر اصطدام الكويكب «2024 YR4» بالأرض إلى 1 من 43 (2.3 في المئة)، مع تحديد تاريخ الاصطدام المتوقع في 22 كانون أول/ديسمبر 2032.
وفي آخر تحديث مرعب بشأن الكويكب يقول أحد العلماء «قد لا نتمكن من منع 2024 YR4» من الاصطدام بالأرض، حتى مع محاولات الانحراف الجارية له.
ويشير الدكتور روبن جورج أندروز، عالم البراكين والمؤلف المقيم في لندن، إلى أن «لدينا أقل من ثماني سنوات للتعامل معه». وقال: «تحتاج إلى 10 سنوات أو أكثر لبناء وتخطيط وتنفيذ مهمة انحراف الكويكب». وتابع: «ليس لدينا الكثير من الوقت».
وأثبتت مهمة اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج «DART» التابعة لوكالة «ناسا»، والتي تعد بالتأكيد واحدة من أعظم إنجازاتها على الإطلاق، كيف يمكن أن تنحرف صخرة فضائية عن مسار تصادمها مع الأرض عن طريق اصطدام مركبة فضائية بها.
وانطلقت مركبة الفضاء «DART» من كاليفورنيا في تشرين الثاني/نوفمبر 2021 وأكملت رحلتها التي استغرقت 10 أشهر عندما اصطدمت بالكويكب ديمورفوس في 26 أيلول/سبتمبر 2022.
ويدور ديمورفوس، الذي يبلغ قطره حوالي 560 قدماً، حول كويكب أكبر يسمى ديديموس، وكلاهما يبعد حوالي 6.8 مليون ميل عن كوكبنا.
وأدى الاصطدام إلى تقصير مدار ديمورفوس بأكثر من نصف ساعة، مما جعله نجاحاً أكبر مما توقعته وكالة «ناسا». ومع ذلك، لم يشكل ديمورفوس ولا ديديموس أي خطر على الأرض؛ حيث بدلاً من ذلك، كانت «DART» مجرد بروفة لما قد يكون مطلوباً إذا هددت صخرة فضائية كوكبنا يوماً ما.
وعلى الرغم من اعترافه بأن المركبة «DART» قد «أنجزت العجائب» فقد قال الدكتور أندروز «قد لا نكون قادرين على إيقاف 2024 YR4» بطريقة مماثلة. وقال «هذا لا يعني أنه يمكننا استخدام مركبات صدم حركية مثله لصد أي كويكب متى أردنا». وتابع: «قد يحدث الكثير من الخطأ إذا حاولنا ضربه بشيء مثل DART».
ويقول تقرير «دايلي ميل» إن معظم الكويكبات ليست صخوراً صلبة ولكنها «أكوام من الأنقاض» تحتوي على مجموعات من الصخور السائبة والحجارة والرمل التي تربطها الجاذبية المتبادلة الضعيفة للفضاء.
وفي الوقت الحالي، لا نعرف الحجم الدقيق للكويكب «2024 YR4»، أو حتى ما إذا كان كويكباً من كومة الأنقاض أيضاً، ولكن ضرب الكويكبات من كومة الأنقاض بمركبة فضائية مثل «DART» يمكن أن يولد سحابة من الحطام يمكن أن تتجه نحو الأرض على أي حال، بحسب ما يقول العلماء.
وقال الدكتور أندروز: «لا أحد يريد أن يعطل كويكباً بطريقة خاطئة، لأن هذه المكونات لا تزال قادرة على التوجه إلى الأرض».
وهناك أيضاً فرصة أن لا تتمكن الجهود الفضائية الضخمة المشابهة لـ«DART» من تغيير مسار الكويكب بشكل كافٍ. وأضاف الخبير: «بعد بضع سنوات فقط، يمكننا أن نحرفه بطريقة خاطئة، ولكن ليس بما يكفي لجعله يتجنب الارتطام بكوكب الأرض».
وتابع: «ثم، سيضرب الأرض مرة أخرى، ولكن في مكان آخر لم يكن ليضربه أحد». وأضاف: «أنا لا أقول إن مهمة الاصطدام الحركي، أو المهام، لا يمكن أن تنجح. لكن ليس لدينا الكثير من الوقت، وليس لدينا معلومات كافية عن هذا الكويكب الذي يتلاشى بسرعة لإبلاغ قرارات دفاعنا الكوكبي بشكل صحيح حتى الآن».
ومن الجدير بالذكر أن الكويكب «2024 YR4» لديه فرصة 1 من 43 (2.3 في المئة) للاصطدام بالأرض في كانون الأول/ديسمبر 2032، حيث أكد الدكتور أندروز أن «احتمالات الاصطدام تظل منخفضة»، مشبهاً الموقف بوجود 43 زراً أمامك ويُطلب منك الضغط على أحدها.
واستدرك أندروز بالقول: «لا أعتقد أنه يجب أن تشعر بالقلق». وتابع: «عندما تأتي المزيد من الملاحظات، فمن المحتمل أن تنخفض احتمالات التأثير إلى الصفر حيث يتم تحديد مدار الكويكب بدقة أكبر».
وإذا كانت نقطة تأثيره في وسط الصحراء، أو في المحيط، فلن «يؤذي أحداً»، ولكن إذا ضرب بلدة أو مدينة، فسوف «يدمر الكثير منها»، حسب ما يؤكد أندروز.
وفي المتوسط، تصطدم الأرض بصخرة بحجم ملعب كرة قدم كل خمسة آلاف عام، كما تصطدم بكويكب ينهي الحضارة كل مليون عام، وفقاً لبرنامج الأجسام القريبة من الأرض التابع لوكالة «ناسا».
وفي العام الماضي، وجد تقرير لوكالة «ناسا» أننا غير مستعدين بشكل جيد لاصطدام كويكب، حتى لو اكتشفنا الجسم قبل 14 عاماً.
ويُعتقد أن الكويكب «2024 YR4» بنفس حجم كويكب تونغوسكا على الأقل، والذي كان قطره المقدر 130 قدماً، وفقاً لوكالة «ناسا».
وتسبب كويكب تونغوسكا في أكبر حدث اصطدام مسجل في التاريخ عندما اخترق الغلاف الجوي للأرض في عام 1908، مما أدى إلى تدمير 830 ميلاً مربعاً (2150 كيلومتراً مربعاً) من الغابات. ووفقاً لدراسة أجريت عام 2019، فقد فقد العديدُ من الأشخاص وعيهم وتوفي ثلاثة أشخاص على الأقل كنتيجة مباشرة لحدث تونغوسكا.