بالمستشفى الحسني الإقليمي بالناظور، رأت مبادرة إنسانية لمساعدة الأشخاص المصابين بأمراض القلب والشرايين ، النور أوائل سنة 2022، تمثلت في ميلاد مؤسسة أصدقاء القلب والشرايين للناظور والدريوش.
وجاءت هذه المبادرة لتعزز قصة نجاح حقيقية متمثلة في قسم أمراض القلب بالمستشفى الحسني ؛ الوحيد من نوعه بمستشفى إقليمي في المغرب الذي يتوفر على قاعة للقسطرة القلبية ، التي تؤدي نفس الخدمة المشابهة المقدمة على مستوى المستشفيات الجامعية.
وقال الدكتور عزيوز مصطفى، المتخصص في أمراض القلب والشرايين وقسطرة القلب بالمستشفى الحسني بالناظور والرئيس المؤسس للمؤسسة، إنه “منذ إنشاء مصلحة أمراض القلب قبل سنة ونصف، تمكننا من إجراء حوالي 1000 عملية قسطرة القلب وزراعة مُنَظِّم لضربات القلب، وهو نفس العدد الذي يتم إنجازه في المستشفيات الجامعية”.
ويستفيد من هذا الإنجاز العديد من المرضى المصابين بأمراض القلب والشرايين في عمالتي إقليمي الناظور والدريوش، الذين كانوا يضطرون لتحمل عناء السفر إلى مدينة وجدة للاستفادة من العلاجات في مجال طب القلب التداخلي.
اليوم وبفضل هذه المبادرة أضحى قسم أمراض القلب بالمستشفى الحسني، يستقبل المرضى من الناظور والدريوش ، وكذلك الوافدين من مناطق أخرى بجهة الشرق.
ويتعلق الأمر أيضا بالأشخاص المصابين بمرض السرطان، الذين يجب عليهم إجراء تخطيط صدى القلب قبل بدء العلاج الكيميائي، حيث المعدات متوفرة حاليا في هذا المستشفى.
وأكد عزيوز، في تصريح للقناة الإخبارية (M24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “قسم أمراض القلب يحتوي على تجهيزات حديثة سواء في طب القلب التداخلي ويتعلق الأمر بقاعة القسطرة القلبية وزراعة جهاز تنظيم ضربات القلب ، أو من حيث تخطيط صدى القلب، بالإضافة إلى وحدة إنعاش تتوفر على أربعة أسرة مجهزة”.
وأضاف أن إحداث هذه المصلحة جاء نتيجة تفكير مشترك بين مختلف الشركاء، وخاصة وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، وعمالة إقليم الناظور ومجلس جهة الشرق، وذلك بسبب النقص المسجل حتى الآن في هذه الجهة في مجال القسطرة القلبية ، بينما عدد المرضى في تزايد مستمر.
وشدد على أن “قاعة القسطرة في الناظور هي الأولى من نوعها على مستوى المستشفيات الإقليمية بالمغرب، لأن هذا النوع من التجهيزات تتواجد عادة في المستشفيات الجامعية أو في القطاع الخاص”، معربا عن شكره لجميع الشركاء الذين ساهموا في تحقيق هذا الحلم، وخاصة عمالة إقليم الناظور، ومجلس جهة الشرق، والمحسنين والفاعلين الجمعويين.
لكن ضمان حسن سير هذه المصلحة يتطلب أطرا مؤهلة، في وقت تتحدث تقارير عن وجود نقص عام في الموارد البشرية في قطاع الصحة. وهذا بالتحديد هو الهدف الرئيسي لمؤسسة أصدقاء القلب والشرايين للناظور والدريوش.
وأوضح عزيوز، أن “المؤسسة ، التي أُنشئت بمساهمة عدة فاعلين من المجتمع المدني ورجال أعمال من الناظور والدريوش ، تروم دعم المستشفى الحسني، وخاصة مصلحة القلب والشرايين ، من حيث الموارد البشرية اللازمة، بالإضافة إلى توفير المعدات الطبية والأدوية، وفق مقاربة تشاركية مع الوزارة الوصية بهدف تعزيز العرض الطبي المحلي”، مشيرا إلى أن المؤسسة لحد الآن تتكفل برواتب 11 ممرضا وممرضة.
ولم يتوقف عمل هذه المؤسسة الحديثة العهد عند هذا الحد ، بل يمتد إلى تنظيم أيام طبية وعلمية ، بهدف تعزيز التكوين المستمر للأطباء والممرضين بمصلحة القلب والشرايين ، بالإضافة إلى إبرام شراكات وطنية ودولية مع مؤسسات ومنظمات عاملة في هذا المجال، وبشكل عام المساهمة في توعية المجتمع بمخاطر وتأثيرات ووسائل مكافحة أمراض القلب والشرايين.
كما يتعلق الأمر بتنظيم حملات طبية للكشف عن الأمراض المزمنة، وخاصة أمراض القلب، في المناطق القروية.