رسبريس – وكالات
فردت مجلة “الدوحة ” في عددها لشهر دجنبر الجا ري ، ملف ” أدب” ، للكاتب والروائي المغربي عبد الفتاح كيليطو ، الذي احتلت صورته غلاف المجلة ، تحت عنوان “كليطو .. هذه حكايتي !”.
وعبر 24 صفحة ، خصصت المجلة قراءة مستفيضة لرواية كيليطو ” والله إن هذه الحكاية لحكايتي”، الصادرة حديثا عن منشورات «المتوسط» ، إضافة إلى حوارين سلطا الضوء على موضوع الرواية الذي قال عنه الكاتب كيليطو إنه “فرض نفسه علي وكان نقطة انطلاق ، ثم مر بمنعرجات مختلفة ومتشعبة إلى أن بلغت الخاتمة”.
واعتبر الشاعر والكاتب منير أولاد الجيلالي ، في قراءة للرواية ، أنها كسابق تأملات كيليطو، وأنها “رحلة عاشقة لكنوز التراث ، تحدث عـن قصص القصص، وعن تقاطعات وإيحاءات تجاورية، تتطابق إلى حدود كبيرة مع ما نعيشه في الواقع الفعلي “.
يقوم كيليطو ، “المستوعب بشكل كبير للتراث ولجذوره”، وفق أولاد الجيلالي ، بتوظيف المشترك الإنساني في الحكايات المفعمة بالمعرفة الحضارية والميثولوجية، لجعلها تعمل في تناغم أدبي نادر وغني ، خدمة للمعنى المتضمن داخل الموروث العربي ، الأدبي والفكري.
يقول أولاد الجيلالي، الذي حاور الكاتب كيليطو ، أن الرواية، “تعتمد على أحداث غريبة ومتشابكة ، والتي على الرغم من بساطتها ،استطاعت خلق الانزياحات الخيالية والسحرية ،التي يغدو معها السفر إلى عوالم العشق، ومخالطة الجنيات، والغوص في تاريخ الأدب ، شرطا لعودة تنطوي على الكثير من التشويق والمفاجأة” .
مثل كاميرا فيلم سوريالي ، يضيف الكاتب ، يستهل كيليطو عمله الجديد بصورة مجردة لفضاء خارجي ينفتح على السماء ، وعلى الطفولة، وعلى حادثة هروب مأساوية وعجائبية في الوقت نفسه ، معتبرا أن جل كتاباته، هي بناء حوارات مفتوحة وارتيابية مع المتون الكبرى للادب العربي والإنساني ، عـن طريق ما تصنعه الكتابة من تقنيات الغرابة والإندهاش ، والقدرة على الاختراق ، وتقويض المعاني الجامدة والأليفة ، من أجل إعادة تجديد التمثلات المسطحة ، والبائدة لطبيعة علاقة التراث بالفكر واللغة.
وفي قراءة أخرى للرواية يرى الكاتب والناقد خالد بلقاسم الذي حاور هو الآخر الكاتب كيليطو ، أنها تروم ” إعادة كتابة قصة حسن البصري ، ترتب عن ذلك الانتقال من زمن الحكاية إلى زمن الرواية، من سـياق إلى سـياق آخر، ومن لغة إلى لغة مختلفة”.
وفي هذا الصدد ، يضيف الكاتب، ترد مسألة الترجمة ، ومفارقة الترجمة ومآلها ،حيث قام حسن ميرو بترجمة « حسن البصري» إلى الفرنسية ، كما شرع «يوليوس موريس» في ترجمة « مثالب الوزيرين» إلى الإنجليزية ، وفي كلتا الحالتين تصبح الترجمة مستحيلة فتتوقف أو تظل مشروعا لا ينجز إلا جزئيا ، ثم إن ما يصدق على الحكاية لا يصدق على الرواية.
وضمن ما قاله كيليطو ، في حواره ، أن العلاقة بين خطاب العتبة في”والله” ، وعنوان ” في جو من الندم الفكري” في الرواية ، “مقصودة ومخطط لها”، وحاول من خلالها ربط اتصال بين كتبه ، بهدف تكثيف الدلالة العامة وإثرائها ، وقال إن ” كل كتاب لي يحمل صدى لسابقيه ، وفي النهاية أرى أنني مؤلف كتاب واحد لا ينفك يعاد ويعـود”.
وقال كيليطو أيضا ” واضح أننا حين نقرأ رواية نندمج مع جوها فنشاطر شخوصها حياتهم، مشاكلهم ومشاغلهم ، ننسى أنفسنا وباندماجنا معهم، نتقمص هويات جديدة ، نسكنها طيلة مدة القراءة”.
واستحضر الملف من جانب آخر كل مؤلفات كيليطو ، من خلال نشر صور لها ، والتي تبرز مدى تعددها وتوزيعها بين الرواية والدراسة والترجمة ، ومنها على الخصوص ، ” بحبر خفي ” ، و”من نبحث عنه بعيدا، يقطن قربنا ” ، و”المقامات ” ، و”أتكلم جميع اللغات ، لكن بالعربية ” ، و”جدل اللغات ” ، و”الأدب والغرابة ” ، و” الأدب والارتياب” وغيرها .