قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية إن العالم يعيش أجواء تشبه تلك التي سبقت حرب غزو العراق عام 2003، وذلك تعليقاً على نشر الولايات المتحدة طائراتها وسفنها في مياه الخليج العربي؛ رداً على ما قالت واشنطن إنها تهديدات إيرانية لاستهداف مصالحها ووجودها في المنطقة.
وأضافت المجلة أن إدارة ترامب تقول إنها لا تريد الحرب مع إيران، لكن الكثير من أفعالها توحي بخلاف ذلك، فمنذ أن قرر الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران وإدارته تقوم بخلق التوترات مع طهران؛ تارة بإعادة فرض العقوبات الاقتصادية، وتارة بخنق صادرات إيران النفطية، وأخيراً تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية.
وأشارت إلى أن أغلب التقارير تؤكد أن إدارة ملف إيران في يد مستشار الأمن القومي، جون بولتون، الذي دعا مراراً لتغيير النظام في طهران، وهو الشخصية الرئيسية التي دفعت باتجاه الحرب على العراق، قبل سنوات.
ويلاحظ مراقبون أوجه تشابه بين ما يجري اليوم وما سبق غزو العراق؛ ومن بينها وجود بولتون، وهذه المرة بدور أقوى بكثير مما كان عليه عام 2003، عندما كان وكيل وزارة الخارجية، وكان مدافعاً شرساً عن الحرب، إذ اتُّهمت الاستخبارات الأمريكية بتقديم أدلة غير حقيقية لتبرير الغزو.
خلال الأسبوع الماضي، كان بولتون قد أعلن نشر حاملة الطائرات “أبراهام لنكولن” في الخليج العربي، إضافة إلى قاذفة بي 52 التي أُرسلت إلى الشرق الأوسط في إطار ما قالت الإدارة الأمريكية إنه جاء رداً على تهديدات إيرانية تستهدف مصالحها.
دور بولتون في التهديدات الأمريكية الأخيرة لإيران فاجأت الكثير من المراقبين، وهو أمر اعتبره غريغ ثيمان، المسؤول السابق في المخابرات الأمريكية، “سابقة من نوعها”؛ وهو أن يرسل مستشار الأمن القومي بيانات لسلطته الأعلى، حتى إبان الحرب على العراق لم يفعل ذلك.
وقال ثيمان: “بعد مرور 16 عاماً على غزو أمريكا للعراق، فإننا نتوجه مرة أخرى إلى صراع آخر غير ضروري في الشرق الأوسط يقوم على منطق خاطئ ومضلّل، كما عبّر عن ذلك عضو الكونغرس الديمقراطي، توم أودال، في مقال له نشر في الواشنطن بوست.
وقال: “يبدو أن ما نقوم به الآن مشابه لما جرى في العراق عندما كان تحت الضغط، وكانت فرق التفتيش تدخل لتفكيك صواريخه. لا فرق بين ما حدث آنذاك وما يحدث الآن”.
واعتبر أن الفرق بين ما جرى مع العراق وما يجري مع إيران اليوم هو أنه في الوقت الراهن لا وجود لخطة غزو أمريكي لإيران، ومع ذلك فإن الكثير من منتقدي إدارة ترامب يعتقدون أن هناك محاولات أمريكية لاستفزاز إيران، تماماً كما كانت تفعل إدارة جورج دبليو بوش مع الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين.