نقد سينمائي.. خمسة أسئلة للناقدة المصرية فايزة هنداوي

admin
حوارات وبروفيلات
admin14 مايو 2023آخر تحديث : منذ سنتين
نقد سينمائي.. خمسة أسئلة للناقدة المصرية فايزة هنداوي

       ( أجرى الحديث: عبد الناعيم سعيد)

خريبكة – تجيب فائزة هنداوي، الناقدة السينمائية المصرية، وعضو لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للفيلم الطويل في إطار فعاليات الدورة الـ 23 للمهرجان الدولي للسينما الإفريقية بخريبكة، في هذا الحوار عن أربعة أسئلة للقناة الإخبارية  M24 التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، حول واقع مجال النقد والصناعة السينمائيين في إفريقيا.

  1. كيف ولجت مجال النقد السينمائي، وماهي التحديات التي يواجهها المجال؟

النقد السينمائي مجال فني أحبه وأرتاح فيه، فمنذ صغري كنت أشاهد الأعمال السينمائية بنظرة نقدية، وأمعن النظر في الأمور الإيجابية والسلبية في الفيلم، وذلك بشكل تلقائي، وبعد ذلك قررت أن أتابع دراستي في هذا المجال واتخاذه مهنة. أما بخصوص التحديات، فتجب الإشارة أولا إلى أن النقد السينمائي له أخلاقياته الأساسية وهي الموضوعية والحياد في ذكر سلبيات وإيجابيات العمل السينمائي. إضافة إلى ذلك، فهو لا يحظى بالاهتمام اللازم في المهرجانات السينمائية، فجل المهرجانات لا تهتم بالنقاد ودور النقد. ولذلك، أرى أنه على المهرجانات أن تهتم أكثر بالنقاد لأن الناقد يبقى حلقة مهمة في العمل السينمائي، فهو همزة الوصل بين المبدع السينمائي وجمهوره، وله دور مهم في تطور الصناعة السينمائية.

 2. ما هي مميزات العمل السينمائي الجيد في نظرك كناقدة؟ 

في نظري، يتوجب على الفيلم أن يكون متكاملا من حيث عناصره بدءا من فكرة الفيلم، إلى محطات التمثيل والتصوير والإخراج. في حالة توفر كل هذه العناصر في الفيلم، فأنا أجد نفسي أميل أكثر إلى السيناريو الذي يلمس قلبي أكثر.

أعتبر الفيلم جيدا عندما أرى أن فكرة السيناريو فيه واضحة، وأن كاتبها يؤمن بها بشكل تام، فهذا من العوامل الأساسية التي ستجعل الفيلم صادقا، ما سيكون له انعكاس إيجابي على باقي عناصره، فنجد تناسبا ما بين طبيعة الفيلم من جهة، وعناصر التمثيل والإخراج والتصوير والإيقاع فيه من جهة أخرى.

من جانب آخر، من العناصر التي تجعل العمل السينمائي جيدا في نظري أن يأتي بأفكار مبتكرة، ويكون المخرج فيها جريئا في طريقة تناوله لأفكار ومواضيع جديدة، بعيدا عن الأفكار التقليدية.

  3. كيف ترين مجال النقد السينمائي بين الأمس واليوم؟

هناك اختلاف في النقد السينمائي بين الأمس واليوم، فمواقع التواصل الاجتماعي سهلت كثيرا مسألة التواصل بين النقاد والسينمائيين والجمهور، والانفتاح على عدد كبير من رواد هذه المواقع، وهو أمر لم يكن متاحا في الماضي، حيث كان الناقد يجد صعوبة في الوصول إلى الجمهور.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك توافر مكثف للأفلام السينمائية على شبكة الانترنيت بالمقارنة مع الماضي، حيث كان من المكلف الحصول على أشرطة أفلام. لكن الجانب السلبي من هذا هو عدم القدرة على التمييز بين النقد الجيد والرديء، حيث إن كل شخص له صفحة على الفايسبوك بإمكانه أن يتعاطى للنقد دون أن يكون ملما بالمجال.

  4. ما هو تقييمك للصناعة السينمائية في إفريقيا؟  

أعتبر أن الصناعة السينمائية في إفريقيا توجد في المسار الصحيح وتخطو خطوات جيدة، هناك بلدان في جنوب القارة صارت لها صناعة سينمائية مثيرة للاهتمام، لأننا نجد أن المواضيع التي يتم اختيارها في الأفلام تنبع من الظواهر والإشكاليات التي يعاني منها المجتمع المحلي لكل بلد. وهنا نعود إلى موضوع صدق الأفكار السينمائية التي يتم تناولها في السيناريوهات. بالتالي، صارت الصناعة السينمائية مرآة للمجتمع وعاداته وتقاليده، وكذا القضايا التي تؤرق بال المجتمع المدني في كل بلد.

على مستوى شمال إفريقيا، أعتبر أن هناك حركة سينمائية قوية في بعض البلدان، لكنها تعرف نوعا من التذبذب كونها محاولات فردية، كالسينما المصرية مثلا، التي لها صناعة سينمائية قوية، وتعمل على العودة من جديد إلى الساحة السينمائية بعد تراجعها في السنوات الأخيرة.

على المستوى المغربي، هناك حضور للعديد من الأعمال السينمائية المغربية في مهرجانات عالمية، أذكر مثلا مهرجان “كان” لهذه السنة الذي سيعرف مشاركة مغربية ومصرية. كما أن العديد من الأسماء العربية في مجال النقد السينمائي تكون عادة حاضرة في المهرجانات السينمائية العالمية.

لكن بصفة عامة، السينما الإفريقية تعاني من ناحية التمويل، بحكم قلة الدعم المادي الحكومي للصناعة السينمائية، لأن التمويل هي من المشاكل الرئيسية التي تؤرق بال صناع السينما في القارة. هنا أدعوا الحكومات إلى دعم الأفلام في القارة الإفريقية، لتعزيز الإبداع لدى صناع السينما، وعدم لجوئهم إلى المؤسسات الخارجية والخاصة.

   5. كيف ترين مكانة المرأة العربية في السينما الإفريقية؟

أعتبر أن المرأة العربية لن تأخذ حقها في الساحة السينمائية الإفريقية، بسبب مؤسف وهو أن المجتمعات العربية مازالت ذكورية إلى حد ما، وهو أمر ينعكس على المجال السينمائي، فإذا تحدثت على السينما المصرية بحكم درايتي بها، نجد أن معظم أبطال الأفلام يكونون رجالا وليس نساء، لأن المجتمع ينحاز إلى الرجل أكثر. يمكن أن نقول أن صورة المرأة العربية في السينما ستتطور مع تطور المرأة في المجتمع.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.