“رسبريس”
يلاحظ المتتبع لشأن المقاولات بجهة الشرق عامة وبمدينة وجدة على وجه الخصوص، أن التوجه الراهن ، يقوم على إحداث بعض المقاولات الناشئة التي تتميز بكون الشباب الذين يقومون على تأسيسها يتوفرون على خبرة في مجال تطوير برامج معلوماتية وتكنولوجية، مما يجعل الكثير منهم ينتظر للمساهمة في خلق قيمة مضافة عالية تؤثر إيجابا على العجلة الاقتصادية بشكل ملحوظ في الجهة والموقع الذي ينتمي إليه.
لكن هذا التوجه لذى الشباب في اطار الإعتماد على المبادرة الحرة والتشغيل الذاتي، لا ينعكس بالشكل المطلوب والجيّد والإجابي على تطوير تجاربهم المقولاتية.
فالرغبة من أجل التمكن من إنشاء المقاولة الخاصة وإنجاحها لا تكفي، لأن الواقع يعجّ ببعض الطحالب والطفيليات التي تنتعش بطرق ملتوية ، وتستفيد وفق أساليب يعرفها العام والخاص شعارها “أعطيني نعطيك”
الأكيد لا يجيب ان نغفل ، أن هناك مجموعة من الشروط التي يجب أن يتم توفيرها من أجل إنجاح أي مشروع كيفما كان حجمه أو أهميته، أولى هذه الشروط، هو ما يُطلق عليه بالتوفر على المناخ التنافسي الشريف وكذا تشجيع روح المبادرة الذاتية، والتحفيز والدعم المؤسساتي من طرف الدولة ودواليبها، وتنخرط في هذا الدعم كل القطاعات الحكومية والشبه الحكومية والقطاع الخاص، بشكل فعلي وجدي، دون الركون فقط إلى تكرار التعامل مع شخص بعينه ومقاولة بذاتها، إن المبادرات المُتحدث عنها تحتاج إلى الإرادة القوية في زمن يعرف فيه عالم المقاولة والاقتصاد تحولات جذرية كبيرة، سريعة، ومعقدة في ظل عولمة الاقتصاد وانتشار وسائل الاتصال والتكنولوجيات الجديدة التي تفرض على المقاولات المغربية مواكبة التحديات المترتبة عن هذه التحولات الكبرى، وليس الركون إلى هذه التفاهات التي بات يكرسها الكثير من المسؤولين بمدينة وجدة، فالتمييز الذي تحظى به المقاولة التي نقصد – والتي دون أن نذكر اسمها يعرفها الجميع – ، لم تستطع الكثير من المقاولات المشابهة لها أن تجاريها وتداريها في اساليبها الملتوية البائدة ، فمنها من غلّقت الأبواب ومنها من ارتحلت الى أرض الله الواسعة، ومنها من تنتظر الفرج… فقد أكد لنا أحد المقاولين الشباب المختص في مجال التكنولوجيات الحديثة ، أن الوضع أصبح موبوءا بشكل لا يُطاق، فأغلب الإدارات أصبحت تتعامل فقط مع “المقاولة المحظوظة” فأينما توجهت ستجد هذه المقاولة التي أصبح صاحبها من أعيان المدينة ،الذين يُشار إليه بالبنان ، ومكانه في الصفوف الأمامية “اللهم لا حسد”. فلو قمتم بمسح شامل، يؤكد نفس المصدر، ستجدون أن “المقاولة المحظوظة” أصبحت تهيمن على أغلب “المارشيات” من تنظيم الحفلات والمعارض والفعاليات وصفقات التواصل والمصاحبة الدعائية والإشهارية ووو ، فالمطلوب وبشكل عاجل فتح تحقيق للوقوف على حجم هذا العبث والتمييز الغير المبرر؟” .وفي نفس السياق أكد لنا أحد المسؤولين عن إحدى الجمعيات الفاعلة في مجال التنشيط الفني ،أن الدعم أصبح مرهونا بالتعاقد مع المقاولة المذكورة وإلا فالحرمان هو المصير. إنه أسلوب يكرّس مظاهر الفساد والزبونية والمحسوبية ، ويقتل الكفاءات ويهدر الطاقات ويذبح ما تبقى من الأمال في نفوس شباب طموح ومقاولات ناشئة ، تنشد فقط حظها من التكافؤ والمساواة والعدالة والشفافية ، أمام مقاولة “أخطبوطية” همها الوحيد الإكتساح والهيمنة بجميع الوسائل الملوثة والرخيصة تحث مظلة وبدعم من بعض المسؤولين الفاسدين الذين أصبحت رائحة عفنهم تزكم الأنوف والحديث عن “مفيوزيتهم” يدخل في اطار العادي والمألوف؟ !