توفي صباح اليوم الجمعة الروائي المغربي ميلودي حمدوشي، الشهير لدى الجمهور المغربي بـ”المفتش كولومبو”، وهو روائي مغربي كتب باللغة العربية والفرنسية، وقد صدرت له عدة روايات من بينها “الحوت الأعمى” التي تحولت إلى شريط تلفزيوني.
يذكر أن ميلودي حمدوشي اشتغل في أسلاك الشرطة لعدة سنوات بالموازاة مع دراساته العليا في علم الإجرام، قبل أن ينتقل إلى الجامعة أستاذا للتعليم العالي في القانون الجنائي، قبل احترافه الكتابة.
وكان الفقيد قد تحدث في احدى لقاءاته الأدبية ، بإسهاب كبير عن تجربته الأدبية في عالم الرواية البوليسية، حيث أبرز أن اهتمامه بالأدب البوليسي استفاد من السنوات التي قضاها في أسلاك الشرطة وهو يسعى لحل ألغاز الجرائم، كما تعزز بدراساته الأكاديمية باعتباره أستاذا مختصا في القانون الجنائي وعلم الإجرام.
وإذا كان الحمدوشي، لم يفصل كثيرا في الحديث عن هذه السنوات التي قضاها في سلك الأمن ، فإن هذا الإسم ليس بغريب عند الكثير من عموم المغاربة، خاصة أولائك الذين عايشوا فترة الحملات التطهيرية ، التي شنتها السلطات قبل نحو عشرين سنة، في عدة مدن، من بينها وجدة. حيث كان اسم ميلودي الحمدوشي مقترنا بلقب “كولومبو” حاضرا بقوة في أكثر الملفات البوليسية واخطرها على الإطلاق.
وقد استمد ميلودي الحمدوشي خلال فترة عمله في طنجة برتبة مفتش شرطة، هذا اللقب الذي أطلقه عليه سكان المدينة، وظل لصيقا به ، من فرط إعجابهم بإنجازاته في ملاحقة مافيا الفساد والمخدرات والإجرام، من السلسلة البوليسية الأمريكية “كولمبو”، وهو نفس اللقب الذي كان يحمله بطل هذه السلسلة “بيتر فالك”.
انتهت فصول سيرة المفتش “كولمبو، لتبدأ بعد ذلك سيرة الأستاذ الخبير في القانون الجنائي، ميلودي الحمدوشي، الذي خاض كذلك غمار تجربة الكتابة الأدبية، التي أثمرت حوالي عشر روايات من بينها “الحوت الأعمى” التي تحولت إلى شريط تلفزيوني، بالإضافة إلى عدد من الروايات، من ضمنها “الحياة الخاصة” و”مخالب الموت” و”حلم جميل” و”ضحايا الفجر” و”أم طارق” علاوة على عدد من الدراسات والمؤلفات القانونية.
وانتهت اليوم الجمعة فصول كولومبو المفتش والأستاذ والإنسان ، لكن كولومبو الروائي سيبقى اسما راسخا رسوخ مُنجزه الروائي الذي سوف لن يفنيه الزمن رحم الله الفقيد.