ميشال موتو*
يؤكد العديد من المسؤولين الرسميين والخبراء أن تنظيم الدولة الإسلامية لم يهزم فعلا، وأن عودته تحت هذا الإسم أو اسم آخر ليست سوى مسألة وقت.
وبخلاف ما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن هذا التنظيم الجهادي هزم، فإن تقارير عدة صادرة عن مراكز للتحليل، وعن الأمم المتحدة، وحتى عن “البنتاغون”، تعتبر أن هذا التنظيم قد يكون حرم من أرض يرتكز عليها، لكنه لا يزال ناشطا ويملك آلاف المقاتلين، وبحوزته ملايين الدولارات، إضافة إلى شبكة دعائية لا تزال فاعلة.
ويعتبر مركز “صوفان” للتحليل أن تنظيم الدولة الإسلامية “لا يزال على قيد الحياة وبصحة جيدة في العراق وسوريا”.
وتابع تقرير صادر عن هذا المركز “لا يجوز الكلام عن عودته إلى العراق وسوريا، فهو مع عناصره لم يغادروا أصلا”.
والواضح أن أفراد التنظيم، مع تراجع ثم اضمحلال الأرض التي كانوا يسيطرون عليها في سوريا، تفرقوا وصاروا يتحركون في السر، مستفيدين من الإدارة السيئة للمناطق المحررة، والانسحاب الجزئي للقوات الأمريكية، والخلافات بين أعدائهم.
وفي تقرير اعتبر المفتش العام في وزارة الدفاع الأمريكية أن “التنظيم ولو أنه فقد الأرض التي بنى عليها خلافته، فإنه عاد وعزز قدراته على شن هجمات في العراق، واستعاد نشاطه في سوريا خلال الفصل الحالي”.
وتابع تقرير “البنتاغون” أن تنظيم الدولة الإسلامية “نجح في إعادة تنظيم عملياته” في هذين البلدين خاصة، لأن القوات المحلية هناك “لا تزال غير قادرة على البقاء في حالة استنفار وقتا طويلا، وعلى ضمان حراسة المناطق التي سيطرت عليها”.
نسف السلطة
وفي تقرير يعود إلى منتصف يوليوز الماضي، اعتبر مجلس الأمن أيضا أن تنظيم الدولة الإسلامية “يتأقلم مع الواقع الجديد، ويعمل على خلق الظروف لعودة نشاطاته في معاقله السابقة في سوريا والعراق”.
وتابع خبراء الأمم المتحدة في تقريرهم “هذه العملية تحرز تقدما أكثر في العراق، حيث صار يقيم زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي وغالبية قياداته”.
كما أن هناك مناطق في العراق وسوريا لا تفرض السلطات سيطرتها عليها بشكل جيد، وتتحرك فيها خلايا للتنظيم الجهادي، حسب ما أضاف التقرير. وتلجأ الخلايا النائمة للتنظيم إلى عمليات اغتيال وتفجيرات ونصب كمائن وفرض خُوّات.
كما قام التنظيم بحرق محاصيل زراعية في سوريا خلال الصيف الحالي لضرب السلطات المحلية في هذه المناطق وإضعافها وإبراز عجزها عن إعادة بناء المناطق التي دمرتها الحرب.
وأصدر مركز “راند” للتحليل تقريرا الأسبوع الماضي حمل عنوان “عائدة وتتمدد” في تعديل للشعار المعروف لتنظيم الدولة الاسلامية “باقية وتتمدد”.
وحسب خبراء مركز “راند”، الذين انكبوا على دراسة “مالية تنظيم الدولة الإسلامية بعد الخلافة والفرص المتاحة أمامه”، فإن التنظيم لا يزال يملك أكثر من 400 مليون دولار مخبأة بأشكال مختلفة في سوريا والعراق وحتى في دول مجاورة.
وتابع تقرير هذا المركز “في حال ما قرر تنظيم الدولة الإسلامية العودة، وهذا ما نعتقد أنه سيحصل، فسيلجأ إلى الأساليب المفيدة له مثل توزيع رصيده المالي على مشاريع تكون قادرة على تأمين إيرادات ثابتة”.
وأضاف التقرير أيضا “لقد اعتُبر التنظيم مهزوما، لكنه يبقى قادرا على تمويل نفسه عبر نشاطات إجرامية مثل فرض الخُوات وعمليات الخطف مقابل فديات والسرقات والتهريب لتأمين الدخل اللازم”.
وفي شريط فيديو وزعه، الأحد، وهو الثاني بعد هزيمته العسكرية في مارس الماضي، توعد التنظيم بـ”تكثيف القتال” ضد التحالف بقيادة الولايات المتحدة وضد الأكراد.
*أ.ف.ب