قد يكون الموت نقطة النهاية لحياة الإنسان في هذا العالم بالمعنى الروحي، إلا أنه قد يعني المزيد في ما يتعلق بالجانب المادي باعتبار أن الجسد يدخل في رحلة طويلة نحو التحلل.
وقد يكون الأمر مروعا قليلا بالتأكيد، إلا أن السؤال الملح حول ما يحدث بعد الموت يجعل من الضروري معرفة جميع المراحل التي يمر بها الجسد قبل التحلل بالكامل، وهي كما يلي: كيف ينتشر الموت عبر الجسم؟
كيف ينتشر الموت عبر الجسد :
1- توقف القلب وتدفق الدم:
هذا ما يعتمده الأطباء للتأكد من حالة الوفاة، وبمجرد توقف القلب عن النبض ستبدأ أعضاء الجسم بالموت بسرعات متفاوتة، مع توقف تدفق الدم في الأوردة والشرايين.
2- تغير لون الجسم:
بما أن الدم لم يعد يتدفق، يبدأ الجسم بأخذ لونين مختلفين، وذلك لأن الدم يستقر في الجزء السفلي بفضل الجاذبية، ما يجعله يظهر كما لو أنه آثار كدمات، بينما تكون الأجزاء الأخرى من الجسم ذات لون باهت حيث أن خضاب الدم يكون أقل تركيزا.
3- مرحلة برودة الموت:
وهي المرحلة التي يفقد فيها الجسم الدفء وتبدأ درجة الحرارة 37 مئوية تتكيف ببطء مع درجة حرارة الغرفة، ويخسر الجسم حوالي 0.8 درجة مئوية في الساعة.
4- مرحلة التخشب الموتي:
تحدث هذه المرحلة بعد ساعات قليلة من الموت، عندما تحدث تغييرات كيميائية للعضلات تسبب تصلب الجسم.
5- أجسامنا ما تزال تتحرك:
في هذه المرحلة يتجمع الدم ويتجمد، ولكن الجسم ما يزال قادرا على ثني المفاصل والتحرك لساعات بعد الموت، ويرجع ذلك إلى أن الأنسجة العضلية تتقلص عند الموت، واعتمادا على عدد العضلات المتقلصة يمكن أن يبدو الجسم وكأنه يتحرك.
6- شد الوجه:
عندما تتوقف العضلات عن العمل تختفي التجاعيد من الوجه.
7- الأحشاء تفرغ نفسها:
على الرغم من أن الموت يجعل الجسم متصلبا، إلا أن الأمر لا ينطبق على بعض الأعضاء التي تخضع في الأساس لتحكم الدماغ، من ذلك العضلة العاصرة، التي ترتخي بشكل كبير بعد الموت بسبب عدم قيام الدماغ بوظائفه التنظيمية، وبذلك يمكن أن تخرج من الجسم أية مخلفات متبقية.
8- الروائح الكريهة تبدأ في التسرب:
تعرف الجثث بروائحها الكريهة، ويحدث ذلك عندما تطلق الخلايا المحتضرة إنزيمات تخبر البكتيريا والفطريات بالموت، وتقوم بدورها بإفراز غازات ضارة وروائح كريهة تمهيدا لعملية التحلل.
9- قدوم الحشرات:
بعد أن تفرز البكتيريا والفطريات الغازات والروائح الكريهة تأتي بعض الحشرات مثل الذباب وذباب اللحم، وتضع بيوضها الذي سيفقس فيما بعد ديدانا، والتي بدورها ستبدأ في التهام الجسد الميت، ثم ينضم إليهم العث والنمل والعناكب.
10- يمكن للجسد أن يصدر أصواتا:
قد يصدر جسم الميت صريرا أو أنينا وذلك بفضل المزيج بين التخشب والغازات التي يفرزها الجسم.
11- هضم الأمعاء:
بسبب غنى أحشائنا بالبكتيريا، وبمجرد توقف الجهاز المناعي عن العمل، تقوم هذه البكتيريا بهضم الأمعاء.
12- انتفاخ العيون وتضخم اللسان:
عندما تبدأ الأعضاء بالتحلل وتنتج الأمعاء الغازات، تتسبب هذه الغازات في انتفاخ الأعين وتضخم اللسان حتى يخرج من الفم.
13- التعفن:
يحدث التعفن بينما تستمر الخلايا في التحلل ويضيع تماسك الأنسجة بسبب البروتينات المتحللة.
14- تلاشي الجلد:
مع تراكم الغازات، ينفصل الجلد عن العظام والعضلات.
15- لا يتبقى سوى العظام:
بعد البكتيريا والفطريات والكائنات الأخرى التي تتخلص مما تبقى من الجسم، يتحلل البروتين في العظام في نهاية المطاف، تاركا الهيدروكسيباتيت، وهو معدن عظمي يتحول إلى غبار.
المصدر: ميرور – R T