15 عاما على رحيل عرفات.. زعيم وقائد لم يُحل لغز وفاته

admin
حوارات وبروفيلات
admin11 نوفمبر 2019آخر تحديث : منذ 5 سنوات
15 عاما على رحيل عرفات.. زعيم وقائد لم يُحل لغز وفاته

رسبريس – الأناضول

يحيي الفلسطينيون في الوطن والشتات، الاثنين، الذكرى الـ15 لرحيل الزعيم ياسر عرفات، الذي توفي في 11 نوفمبر من العام 2004.
وعبر فعاليات ثقافية مختلفة ومسيرات ووضع أكاليل الزهور على ضريح “عرفات” في مدينة رام الله، يتذكر الفلسطينيون زعيمهم الراحل، الذي يعد الأب الروحي للقضية الفلسطينية، ويطلق عليه الفلسطينيون، وأنصار حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) التي تزعمها لسنوات طويلة بـ”القائد المؤسس”.
وتوفي عرفات عام 2004، عن عمر ناهز الـ75 عاما، في مستشفى “كلامار” العسكري بالعاصمة الفرنسية باريس.
وجاءت وفاة الراحل ياسر عرفات إثر تدهور سريع في حالته الصحية، في ظل حصاره، لعدة أشهر، من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي في مقر الرئاسة (المقاطعة) بمدينة رام الله، وسط الضفة الغربية.
ويتهم الفلسطينيون “إسرائيل” بتسميم عرفات، ويقولون إنه لم يمت بسبب تقدم العمر، أو المرض، ولم تكن وفاته طبيعية.
وأعلن رئيس لجنة التحقيق بوفاة عرفات توفيق الطيراوي، في أكثر من مناسبة، أن “بينات وقرائن تشير إلى أن إسرائيل تقف خلف اغتيال عرفات”.
ورغم مرور 15 عاما على الوفاة، لم تتوصل السلطة الفلسطينية حتى الآن إلى أداة تنفيذ عملية الاغتيال.
في 25 نوفمبر 2012، أخذ خبراء روس وفرنسيون وسويسريون عينات من جثمان عرفات، بعد فتح ضريحه في رام الله، لفحص سبب الوفاة.
واستبعد الخبراء فرضية الاغتيال، وقالوا إن وجود غاز “الرادون” المشع في البيئة الخارجية قد يفسر ارتفاع المواد المشعّة في العينات.
لكن معهد “لوزان السويسري” للتحاليل الإشعاعية كشف في تحقيق بثته قناة “الجزيرة” الفضائية القطرية في العام 2012، وجود “بولونيوم مشع” في رفات عرفات، وسط تقديرات بأنه مات مسموما بهذه المادة.

رمزية فلسطينية
ويقول الخبير السياسي الفلسطيني، عبد المجيد سويلم لـ”الأناضول” إن “لعرفات مكانة خاصة لدى الفلسطينيين بكل أطيافهم السياسية” .
وأضاف سويلم: “عرفات جزء أصيل من التاريخ الحديث الفلسطيني ومنارته، ومؤسس الحركة الوطنية الفلسطينية الحديثة والمدافع عنها بكل ما يمتلك من قوة وعبقرية سياسية”.
وتابع: “نقل الرئيس الراحل القضية الفلسطينية من قضية لاجئين إلى قضية تحرر وطنية، وإلى أعدل قضية تحرر في العصر الحديث”.
ولفت إلى أن عرفات كان ديمقراطيا ليبراليا، يختلف معه البعض لكنهم لا يختلفون عليه، لما يمتلك من حنكة وعبقرية سياسية.
وعاش عرفات لحظات صعبة من تاريخ القضية الفلسطينية، لكنه كان دوما ينظر للمستقبل ويعمل للمستقبل، بحسب سويلم.
ويرى سويلم أن شخصية الرئيس الراحل باتت رمزا لكل حر، وبات “قائدا ومؤسسا لحركة وطنية”.
بداية عرفات
ولد “عرفات” في القدس في 4 غشت عام 1929، واسمه بالكامل “محمد ياسر” عبد الرؤوف داود سليمان عرفات القدوة الحسيني.
وبدأت مسيرة عرفات السياسية بانتخابه، عام 1952، رئيسا لاتحاد الطلاب الفلسطينيين في العاصمة المصرية القاهرة.
وأسس مع رفاق له حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، في أكتوبر 1959.
وأعلن رسميا عن انطلاق الحركة، مطلع يناير 1965، غداة تنفيذ أول عمليات الحركة المسلحة، حين فجر عناصر منها نفق “عَيْلَبون” داخل “إسرائيل”، ما أصاب جنديين إسرائيليين.
واجه عرفات صعوبة في العمل المسلح داخل الضفة الغربية عقب هزيمة الجيوش العربية، عام 1967، واحتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة.
وبموافقة الأردن، بدأ تأسيس قواعد لحركة “فتح” على خطوط التماس المواجهة للضفة، وأقام معسكرات تدريب ومقر قيادة في قرية الكرامة بمنطقة غور الأردن.
وفي 1968، هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي قوات “فتح” في “الكرامة”، وتصدى عرفات وقواته، المدعومة من مدفعية القوات الأردنية، للهجوم، ما أجبر القوات الإسرائيلية على الانسحاب.
وشكلت “معركة الكرامة” تحولا في حياة عرفات، حيث أعلن انتصار المقاومة ومحو عار هزيمة 1967.
وبرز نجم عرفات، عقب انتخابه في 3 فبراير 1969، رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وأصبح القائد الأعلى لمنظمة التحرير، التي كانت تضم تنظيمات فلسطينية عديدة، واستمر في هذا المنصب حتى وفاته.
وبعد توليه المنصب، نهج عرفات سياسة المقاومة المسلحة لتحرير فلسطين، وشن سلسلة عمليات عسكرية ضد أهداف إسرائيلية.
وهدفت هذه العمليات إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية، يعيش فيها جميع أهل فلسطين بمختلف دياناتهم وطوائفهم متساوين في الحقوق والواجبات.

الانتقال إلى لبنان
لم يدم تواجد عرفات في الأردن طويلا، حيث غادرها عام 1971، متوجها إلى لبنان.
هذا التحرك كان سببه هو تصاعد المواجهات بين التنظيمات الفلسطينية والسلطات الأردنية، وهو ما يعرف فلسطينيا باسم أحداث “أيلول الأسود”.
أسس في لبنان مقر قيادة في بيروت الغربية، و”قواعد مقاومة” في الجنوب اللبناني، المحاذي لشمال “إسرائيل”.
بدأت المقاومة الفلسطينية بشن عمليات مسلحة ضد الاحتلال الإسرائيلي، انطلاقا من لبنان.
ومع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية (1975- 1990) وجدت منظمة التحرير نفسها متورطة فيها كطرف من حين إلى آخر.
وفي لبنان دمج عرفات “العمل المقاوم” مع النشاط السياسي
ففي عام 1974، تم قبول “خطة المراحل”، حيث أعلنت منظمة التحرير أنها مستعدة لإقامة دولة فلسطينية على أية أراضٍ فلسطينية يتم تحريرها.

ورغم ذلك، لم تتخل المنظمة عن هدفها المعلن، وهو “القضاء على دولة إسرائيل”، التي قامت عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة.
تحرك دولي
ونقل عرفات القضية الفلسطينية إلى الساحة الدولية عام 1974 بخطابه الشهير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وقال آنذاك عبارته الشهيرة: “البندقية في يدي وغصن الزيتون في اليد الأخرى، فلا تسقطوا غصن الزيتون من يدي”.

وشن الاحتلال الإسرائيلي عددا من العمليات العسكرية في لبنان، للقضاء على المقاومة، وكان أبرزها الاجتياح الإسرائيلي للبنان، عام 1982.
وبعد الاجتياح، أُجبرت القيادة الفلسطينية، بزعامة عرفات، على التفاوض للخروج نهائيا من لبنان.
وتم إبرام اتفاق تخرج بموجبه “المقاومة” الفلسطينية، تحت الحماية الدولية من لبنان، مع ضمان أمن العائلات الفلسطينية.
مسار المفاوضات

على متن سفينة فرنسية، غادر عرفات بيروت إلى تونس مع عدد كبير من جنوده، بينما غادر آلاف المقاتلين الآخرين إلى شتى البلدان العربية.
ركز عرفات جهوده على العمل السياسي، فكانت ذروة العمل السياسي إعلان الاستقلال الفلسطيني، سنة 1988، من جانب المجلس الوطني الفلسطيني في تونس.
ومطلع تسعينيات القرن الماضي، انخرطت “إسرائيل” ومنظمة التحرير في مفاوضات سرية، أسفرت عام 1993 عن الإعلان عن اتفاقيات أوسلو للسلام.
وبموجب الاتفاق، أعلن عرفات، بوصفه رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الاعتراف رسميا بإسرائيل، في رسالة رسمية إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي حينها، إسحاق رابين.
في المقابل، اعترفت “إسرائيل” بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
وفي إطار اتفاقيات أوسلو تمت إقامة السلطة الفلسطينية الحالية.
العودة إلى الوطن
في 1 يوليوز 1994، عاد عرفات مع أفراد القيادة الفلسطينية، إلى الأراضي التي أعلنت عليها السلطة، وهي أجزاء من الضفة وغزة.
والتزم عرفات آنذاك بإيقاف الأعمال المسلحة ضد “إسرائيل”، ونبذ ما تطلق عليه إسرائيل “الإرهاب”.
وفي ذلك العام، فاز كل من عرفات وإسحاق رابين وشمعون بيرس (وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي آنذاك) بجائزة نوبل للسلام.
ولم يلبث عرفات أن انتخب رسميا كرئيس للسلطة الفلسطينية.
واصطدم عرفات بحركتي “حماس” والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، اللتين عارضتا اتفاقيات السلام مع إسرائيل، حيث اعتقلت الأجهزة الأمنية التابعة له المئات من أفرادهما.
وفي يوليوز 2000، التقى عرفات مع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي حينها، إيهود باراك، في كامب ديفيد.
اللقاء تم تحت غطاء وإشراف الرئيس الأمريكي حينها، بيل كلينتون، بهدف التوصل إلى حل نهائي للقضية الفلسطينية.
لكن عرفات رفض القبول بالحل المطروح، واعتبره منقوصا، ولا يلبي طموح الفلسطينيين، وهو أراضي عام 1967 (ما قبل 5 يونيو) بما فيها الأحياء الشرقية من مدينة القدس.
حصار إسرائيلي
مع اندلاع انتفاضة الأقصى (الانتفاضة الثانية)، في سبتمبر 2000، اتهمت “إسرائيل” عرفات، بالتحريض على أعمال العنف.
وفي 29مارس من ذلك العام، حاصرته قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل مقره بالمقاطعة مع 480 من مرافقيه ورجال الشرطة الفلسطينية.
ودمرت الدبابات الإسرائيلية أجزاء من مقر القيادة الفلسطينية، ومنعته من السفر لحضور القمة العربية في بيروت، عام 2002، ومن المشاركة في أعياد الميلاد بمدينة بيت لحم (جنوب الضفة).
تحت الحصار، تدهورت الحالة الصحية لرئيس السلطة الفلسطينية، أواخرأكتوبر 2004.
تم نقل عرفات بطائرة مروحية إلى الأردن، ثم أقلته أخرى إلى مستشفى بيرسي في فرنسا، يوم 29 من الشهر نفسه، بعد تدخل الرئيس الفرنسي حينها، جاك شيراك.
ورسميا، أعلنت السلطة الفلسطينية، في 11 نوفمبر 2004، وفاة عرفات.
ودُفن في مبنى المقاطعة برام الله، بعد أن رفضت “إسرائيل” أن يُدفن في القدس كما كانت رغبته قبل وفاته.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.