تعيش مخيمات تندوف أجواء من الفرح العارم، احتفالا بالانتصار على قيادة الجبهة الانفصالية وإجبارها على إطلاق سراح مدونين وناشطين كانت قد احتجزتهم منذ أزيد من أربعة أشهر، لأنهم عبروا عن غضبهم من الأوضاع السائدة هناك.
ويتعلق الأمر بكل من مولاي آبا بوزيد، والفاظل ابريكة، ومحمود زيدان، الذين تمت تبرأتهم من التهم الموجهة لهم وقضائهم نحو خمسة أشهر في سجن الذهيبية سيء الذكر.
ولم ينتظر واحد منهم طويلا حيث عاد حاسبه على الفايسبوك للتحرك بعد غلقه طيلة الاعتقال، حيث شرع في عرض أشرطة فيديو واحد تلو الآخر يظهر الفرحة التي عمت المكان بعد إعلان الخبر.
وعلت أصوات شباب ونساء المخيمات وأصوات العربات التي انطلقت في مواكب تحمل معها المعتقلين صوب المخيمات، إذ اعتبروا أنهم انتصروا على قيادة الجبهة، بعد الضغط الكبير الذي مارسه عليها شباب المخيمات يقول موقع “الجزائر تايمز”.
ولم ينته الأمر بالنسبة لعدد من المفرج عنهم، حيث شددوا على أنهم لن يسكتوا على ما حصل لهم طيلة فترة الاعتقال، ويعولون على مقاضاة المسؤولين عن احتجازهم.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش على الخط بعد تصاعد الغضب على إبراهيم غالي، زعيم الجبهة، حيث قالت آنذاك لما فقيه، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالإنابة في هيومن رايتس ووتش: “على السلطات الصحراوية تقديم أدلة موثوقة تُظهر أن بوزيد، وابريكة، وزيدان قد يكونون ارتكبوا أعمال إجرامية حقيقية، وليس مجرد انتقاد سلمي للبوليساريو، وإذ لم تكن لديها أدلة تبرّر تهما جنائية، فعلى السلطات الإفراج عنهم”.