الشيح نبات عشبي بري معمر، من الفصيلة المركبة، لأوراقه رائحة عطرية قوية وطيبة تشبه رائحة الكافور تقريبا. ويتميز بتحمله لدرجات الحرارة المختلفة، فهو ينمو في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، وعلى قمم جبال الألب ويتحمل برودتها. وتعتبر الأراضي الرملية الملحية مثالية لزراعته حيث ينمو فيها جيدا.
يُزهر الشيح في شهري سبتمبر واكتوبر، وتنضج ثماره الصغيرة المحتوية على البذور في أواخر شهر نوفمبر وأوائل ديسمبر.
تحتوي القمم الزهرية والأزهار الناضجة غير المتفتحة على “زيت الشيح” ومادة “السانتونين”. وهناك أنواع عديدة من الشيح لا تحتوي على مادة السانتونين لكنها تستعمل لاستخراج زيت الشيح أو كنبات زينة في تنسيق الحدائق أو في التجارب العلمية التي تجرى لزيادة محتوى الأزهار من مادة السانتونين.
ومادة “السانتونين” المكوِّن الأساسي في النبات، وهي مادة متبلورة شحيحة الذوبان في الماء تتلون باللون الأصفر عند تعرضها للضوء، وإذا استمر تعرضها للضوء تتحول إلى مادة راتنجية بنية اللون. وتختلف كميتها باختلاف نوع الشيح، ومكان زراعته، ووقت الجمع. والمادة تعالج أمراض الجهاز الهضمي، ومشاكل المعدة بما فيها المغص، والإسهال، والإمساك، وتشنّجات الجهاز الهضمي، وضعف الهضم، ومشاكل ديدان البطن، والقيء المستمر. كما تُستخدم لتحفيز إفراز عصارة المعدة، والمادة الصفراء، وهي فعالة في طرد الديدان من المعدة، كما يستعمل مغلي الشيح لعلاج الحميات ومنقوعه في تخفيف البول السكري.
تعتبر الباكستان الموطن الأصلي لنبات الشيح، حيث تنتشر زراعته بكثافة في مناطق شرق وشمال باكستان وهو يحتوي على نسبة جيدة من مادة “السانتونين” ويتم استخلاص الزيت والمادة الفعالة منه وتصدر إلى جميع أنحاء العالم. وتنتشر زراعته أيضا في تركستان حيث يُشكِّل فيها تجارة واسعة ويصدر منها لجميع أنحاء العالم. ويزرع كذلك في روسيا التي احتكرت تجارة مادة “السانتونين” المستخرجة منه لسنوات طويلة. وبهذا يعد محصولا اقتصاديا هاما في تلك الدول.
كما يستعمل الشيح بخورا لتطهير المنازل ويعلق في أكياس على النوافذ والأبواب في القرى لطرد الهوام ومنها الثعابين.
ومن أشهر أنواعه، الشيح البلدي: وينتشر في شمال افريقيا وسوريا وإيران وتركيا ويحتوي على 3 في المئة زيت طيار. وينتشر أيضا في المناطق الوسطى والشمالية والشرقية من السعودية، وهو يستعمل طبيا لاحتوائه على مادة “السانتونين”. والشيح المصري: ينتشر في شبه جزيرة سيناء ويحتوي على 1.6 في المئة زيت طيار، وهو أقل فعالية من الشيح البلدي.
وشيح المناطق البحرية: ينتشر في غرب أوروبا وأواسط آسيا. ويستخلص منه مادة السانتونين الفعالة بالإضافة إلى احتوائه على مادة آرتميزين والتي ليس لها مفعول طبي.
ويعرف الشيح جيدا في الطب الشعبي. فقد اشتهر في العطارة المصرية، وعرف عند العرب لعلاج الكثير من أمراض الأجهزة التنفسية والهضمية والبولية والتناسلية والعصبية.
وهو مذكور في الإنجيل في سفر الرؤيا (8:11) إذ يرى يوحنا المبشر ملاكاً يلقي بنبات الشيح في الماء فيصبح مراً لا يمكن شربه.
ومذاقه المر، أدى إلى استخدامه في العصور الوسطى لفطام الأطفال الرضع.
وفي بعض التطبيقات العلاجيّة كان يتمّ حرق أوراق الشيح ووضعها على نقاط الوخز بالإبر كطريقةٍ لإطلاق الطاقة.
سلاممنذ 5 سنوات
كتبت مقالا عن الشيح وذكرت مواطنه ونسيت او جهلت أنه في المغرب متوفر بشدة في الشرق على سبيل المثال !!!! نسيت ربما انك اخذت المقال من الشرق الاوسط ونشرته كما هو !!!لعلمك استعملت الشيح شخصيا لتضميم وتعقيم الجروح في صغري عندما كنت اذهب للبادية نواحي جرسيف والعروي مباشرة بعد اجتثاته من الارض حيث كان يتواجد بوفرة.