ماذا تمثل الأحلام والكوابيس في مناماتنا أو حياتنا الأخرى؟

admin
2019-02-26T22:41:23+01:00
منوعات
admin26 فبراير 2019آخر تحديث : منذ 6 سنوات
ماذا تمثل الأحلام والكوابيس في مناماتنا أو حياتنا الأخرى؟
dreaming guy with the sensation of falling during a nightmare

الأحلام والمرائي والكوابيس هي التفاعلات النفسية لحياتنا أثناء النوم الذي يسمونه الموت الأصغر؛ والعناية بالأحلام والمرائي ملازمة للبشر منذ أقدم العصور.

وظل الإنسان يتفاعل مع أحلامه وكوابيسه، وتطور الأمر حتى أصبح تعبير المنام وظيفة اجتماعية يمارسها ويعيش عليها الكثيرون.

واشتهر في الحضارة العربية معبرون ومفسرون للأحلام يتقدمهم العالم الشهير محمد بن سيرين الذي ألف كتابه المعروف “تعطير الأنام بتعبير المنام” ورتبه على حروف الأبجدية واستعرض فيه مئات المرائي وما يقابلها من تفسيرات.

ويستخدم معبرو الأحلام اليوم الذين لهم برامجهم التلفزيونية بل قنواتهم الفضائية الخاصة، كتاب تعطير الأنام لتفسير عشرات المرائي التي يتصل أصحابها طلبا لتفسيرها.

ويروى أن أحد ملوك بابل كان لديه خمسة وعشرون مفسرا، وأنه حلم حلما غريبا ذات ليلة، ورغم أن كلاًّ منهم قدم تفسيرا مختلفا لهذا الحلم، إلا أن كل هذه التفسيرات قد تحققت بالفعل، مما يعني أنه قد يوجد للحلم الواحد أكثر من معنى وتفسير صحيح.

والأحلام كما تصورها فرويد هي نافذة على أرواحنا، ومرآة لخفايا واقعنا، فكل حُلم مرتبط بصاحبه، وعليه أن يؤول حلمه ويستعين بمنامه لاستكشاف خفايا مستقبله.

وتحدث الدكتور محمد طه أستاذ واستشاري الطب النفسي عما سماه المفاجآت عن الأحلام، مبرزا “أن المفاجأة الأولى هي أننا جميعا نحلم أثناء النوم، لكن بعضنا يتذكر أحلامه والبعض لا يتذكرها، بل إننا نحلم أكثر من مرة في نفس الليلة (نحلم لمدة عشرين دقيقة كل ساعة ونصف الساعة)”.

ويضيف محمد طه “المفاجأة الثانية هي أن الإنسان ليس هو الكائن الوحيد على وجه الأرض، الذي يحلم أثناء نومه، بل إن هناك العديد من الكائنات الأخرى التي تنتابها الأحلام، حيث بينت الأبحاث أن الكائنات ذوات الدم الدافئ (كالإنسان وباقي الثدييات) تحلم، أما الكائنات ذوات الدم البارد (كالأسماك) فلا تحلم.

ويؤكد المختصون “أن الجنين داخل الرحم يبدأ في الحلم من الشهر السابع (أو أقل في بعض الأبحاث) في الوقت الذي تحلم فيه والدته أثناء فترة الحمل ضعف عدد أحلامها الطبيعية في غير الحمل، وترتبط عملية الأحلام لدى الأجنة بالنمو العصبي لكثير من خلايا وشبكات المخ”.

ويتساءل الكثيرون عن وظيفة الأحلام، ويؤكد الدكتور محمد طه “أن الوظيفة الأولى للأحلام هي أنها الحيز الذي تتحول فيه خبراتنا وتجاربنا اليومية من الذاكرة قصيرة الأمد إلى الذاكرة طويلة الأمد، ومن أهم أوجه هذه الوظيفة أنها تساعدنا على التعلم من تلك الخبرات والتجارب اليومية واستدعائها عند الحاجة، وهذا هو أحد التفسيرات الهامة لملاحظة أن الكائنات التي لا تحلم لا تتعلم ولا تكتسب خبرات جديدة وأن بعض المرضى النفسيين الذين لا يحلمون (بتأثير بعض الأدوية) يكون لديهم صعوبات شديدة في التعلم والوظائف المعرفية”.

أما الوظيفة الرابعة الهامة الأخرى للأحلام فهي أنه أثناء أحلامنا، يتم عمل تحديث يومي كامل لبرامجنا الوراثية، وإضافة أو حذف أو تعديل أي من مكونات الـ DNA الخاصة بنا، ويتم ذلك بناء على كل ما نكتسبه ونعيشه ونعرفه ونحس به بشكل يومي.

وعندما قال الشاعر محمود درويش: “سأصنع أحلامي من كفاف يومي؛ لأتجنب الخيبة” لم يكن يعرف أننا بالفعل نصنع أحلامنا، دون أن ندرك ذلك: ففي الأحلام كل الأشياء المُستحيلة تتحقق، يمكنك القفز من النافذة لتطير، الموتى يعودون على قيد الحياة، والأصدقاء المهاجرون يتجمعون في أمسيات ضاحكة، وحتى أشباح الطفولة يمكن أن تتجسد لك.

ولكل منا حلمه المتكرر الخاص الذي يؤرقه، ولم يجد له تفسيرًا حتى الآن، فهل يمكن أن يكون لأحلامنا المتكررة سبب منطقي؟ تقول ميشيل كار، وهي باحثة في دراسات النوم بجامعة سوانسي “إن هذا النوع من الأحلام يحدث لما بين 60% إلى 75% من البالغين، وغالبًا ما يحدث للنساء أكثر من الرجال، وأن هناك موضوعات شائعة تُبنى عليها أغلب هذه الأحلام، مثل: التعرض للهجوم، وحلم المطاردة، وتفسر ذلك بأن الأحلام المتكررة – نظريًا – تعبر عن وجود صراعات أو ضغوط لم تحل في حياة الفرد”.

غير أن ظاهرة “الجثمة” الكابوس المخيف المتكرر الذي يجعل أحدنا عاجزًا عن الحركة، وعلى التنفس، وربما يشعر بأن أحدًا يقيده، كثير من الناس يطلقون على هذا الحلم الشائع اسم الجثمة، وعندما يتكرر الأمر، تجنح بعض الثقافات والأديان نحو تفسيره بتسلط الجن على الإنسان، وهو أحد الأمور التي ساعدت في انتشار “أسطورة الجثمة”.

وللجثمة تفسير علمي، أصبح باحثو علم النفس يدركونه الآن، فهو ظاهرة يطلق عليها شلل النوم، وغالبًا ما تحدث عندما لا يتفق العقل مع الجسد في حالة الاستيقاظ، بمعنى أن العقل قد يكون قد استيقظ، إلا أن الجسد ما زال غارقًا في النوم، وهو ما ينتج عنه حالة الشلل المعروفة.

عبد الله مولود

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.