وجد فريق بحثي بجامعة جونز هوبكنز أن توقيت الوجبات لا علاقة له بكمية الوزن التي يفقدها الشخص بمرور الوقت. وبدلا من ذلك، فإن تناول وجبات أصغر تحتوي على سعرات حرارية أقل هو المفتاح للتخلص من أرطال الوزن.
واتخذ الصيام المتقطع، عندما يأكل الشخص فقط في فترات من ثماني أو عشر ساعات على مدار اليوم، اتجاها متزايدا في السنوات الأخيرة، مع إشادة عدد من المشاهير أمثال إيلون موسك وهالي بيري.
وفي حين يمكن أن يساعد الشخص في السيطرة على الرغبة الشديدة في تناول الطعام وتقليل استهلاك السعرات الحرارية، فإن حساب السعرات الحرارية الأساسي فقط هو أساس الفعالية.
وجمع الباحثون، الذين نشروا نتائجهم في مجلة جمعية القلب الأميركية، بيانات من 550 بالغا في ماريلاند وبنسلفانيا.
وكان المشاركون يبلغون من العمر حوالي 51 عاما في المتوسط، وكانوا حاصلين على تعليم جامعي أو أعلى، ومعظمهم من الإناث.
وكان حوالي 240 مشاركا يعانون من السمنة، بينما يعاني 169 منهم من زيادة الوزن و138 كانوا يتمتعون بوزن صحي.
واستخدم الباحثون تطبيقا يسمى “ديلي 24”، حيث سجل المشاركون أنشطة نومهم وتناول الطعام كل يوم لمدة أسبوع واحد كل شهر.
وتم إرسال رسائل بريد إلكتروني ونصوص وإشعارات للمشاركين بانتظام من خلال التطبيق لتذكيرهم بملئها.
وبعد ستة أشهر من جمع البيانات، نظر الباحثون في عدد السعرات الحرارية التي يأكلها الشخص كل يوم ومقدار الوقت الذي استغرقه بين كل وجبة ووجبة. كما أبلغ المشاركون بانتظام عن وزنهم.
ووجد الباحثون أن حساب السعرات الحرارية كان العامل الوحيد المهم عندما يتعلق الأمر بفقدان الوزن. وحتى عندما ينتظر الشخص فترة طويلة بين الوجبات أو لا يأكل لبضع ساعات قبل النوم، لم يكن هناك أي تأثير على فقدان الوزن أكثر من تناول السعرات الحرارية.
وكان لدى المشاركين في جميع مجموعات الوزن الثلاث حوالي 11 ساعة و30 دقيقة يوميا بين وجبتهم الأولى والأخيرة.
وتناول جميع المشاركين حوالي ثلاث وجبات يوميا، تتكون من وجبة صغيرة واحدة، أقل من 500 سعرة حرارية، ووجبتين متوسطتين، من 500 إلى 1000 سعرة حرارية. وستكون لديهم أيضا وجبة واحدة أو وجبتان كبيرتان، أكثر من 1000 سعرة حرارية، في الأسبوع، مقسمة حسب الأسبوع، تناول الأشخاص في المجموعة الصحية حوالي ثماني وجبات صغيرة وثماني وجبات متوسطة ووجبة واحدة كبيرة في الأسبوع.
وللمقارنة، تناول الأشخاص في مجموعة الوزن الزائد حوالي تسع وجبات صغيرة وثماني وجبات متوسطة ووجبة واحدة كبيرة في الأسبوع.
وفي مجموعة السمنة، تناول الأشخاص ثماني وجبات صغيرة، و10 وجبات متوسطة، ووجبتين كبيرتين كل سبعة أيام.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص في المجموعة الصحية اكتسبوا حوالي 0.9 رطل خلال فترة الدراسة، بينما اكتسب الأشخاص في مجموعة الوزن الزائد 5.7 رطل.
ومع ذلك، فقد الأشخاص في مجموعة السمنة حوالي 6.4 رطل.
وقال العلماء إن هذا يظهر عدم وجود علاقة بين تغير الوزن ومقدار الوقت الذي يقضيه الشخص في تناول الطعام خلال اليوم.
لكنهم وجدوا أن المشاركين في كل مجموعة الذين تناولوا المزيد من الوجبات كانوا أكثر عرضة لزيادة الوزن، في حين أن أولئك الذين تناولوا كميات أقل كانوا أكثر عرضة لفقدان الوزن.
وقال الدكتور دي تشاو، عالم الأوبئة بجامعة جونز هوبكنز والمعد الرئيسي للدراسة، إن الدراسة كانت قائمة على الملاحظة ولا يمكنها “إثبات” أن الصيام المتقطع لا يعمل.
وجاء في استنتاج الدراسة “نتائجنا لا تدعم استخدام الأكل المحدود زمنيا كإستراتيجية لفقدان الوزن على المدى الطويل في عموم السكان”.
وتم الاتفاق منذ فترة طويلة على أن فقدان الوزن يتم تحديده من خلال تناول السعرات الحرارية، حيث إن الشخص الذي يحرق سعرات حرارية أكثر مما يأكل يفقد الوزن.
ويحرق الجسم السعرات الحرارية كطاقة طوال اليوم. ويُعتقد أن كل رطل على جسم الإنسان يشكل حوالي 3500 سعرة حرارية من الطاقة.
وعندما يكون لدى الشخص فائض من السعرات الحرارية، يتم تخزين الطاقة الإضافية على شكل دهون أو عضلات، ما يؤدي إلى زيادة الوزن.
ويؤدي نقص السعرات الحرارية إلى فقدان الوزن، حيث يقوم الإنسان بإفراز الدهون من الجسم.
ويقول أنصار الصيام المتقطع إن التمثيل الغذائي للشخص يمكن أن يضبط لحرق المزيد من السعرات الحرارية كل يوم، ما يساعد على فقدان الوزن.
ووجدت دراسة جونز هوبكنز خلاف ذلك، حيث وجد الباحثون علاقة صفرية بين توقيت الوجبة وفقدان الوزن.
وعلى الرغم من ذلك، قد لا يكون الصيام المتقطع بطيئا تماما. ويقول المؤيدون أيضا إن النظام الغذائي الموقوت يساعد في تقليل السعرات الحرارية عن طريق الاستغناء عن الوجبات الخفيفة وتغيير علاقة الشخص بالطعام.