رجّحت الأمم المتحدة الخميس أن يكون تموز/يوليو الجاري أكثر الشهور المسجّلة سخونة على الإطلاق، في وقت تجتاح موجات الحرّ مساحات شاسعة من الكوكب.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية ومرصد المناخ التابع للاتحاد الأوروبي كوبرنيكوس “من المرجّح جدًا أن يكون تموز/يوليو 2023 أكثر الشهور المسجّلة سخونة على الإطلاق”.
وقال مدير “كوبرنيكوس” كارلو بونتيمبو إن درجات الحرارة المسجّلة في هذه الفترة “استثنائية” لدرجة أن العلماء واثقون من أن الأرقام القياسية قد تم تجاوزها حتى قبل نهاية الشهر.
وبعيدًا من الأرقام الرسمية، تشير البيانات المناخية غير المباشرة – مثل حلقات الأشجار التي تحدد عمرها – إلى أن درجات الحرارة التي سُجلت في تموز/يوليو 2023 قد تكون “غير مسبوقة في تاريخنا في آخر بضعة آلاف من السنوات”، وفق بونتيمبو.
درجات الحرارة التي سُجلت في يوليو 2023 قد تكون غير مسبوقة في تاريخنا في آخر بضعة آلاف من السنوات
وأضاف أن هذه الدرجات ربما قياسية حتى “منذ نحو مئة ألف عام”.
من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش “التغير الحراري هنا. وهو مرعب وهذه مجرد البداية. انتهى عصر الاحتباس الحراري. حل عصر الغليان العالمي”.
وقال غوتيريش “بالنسبة للكوكب بأكمله، فإنها كارثة”، مشيرا الى أنه” باستثناء العصر الجليدي المصغر خلال الأيام المقبلة فإن تموز/ يوليو 2023 سيحطم الأرقام القياسية في جميع المجالات”.
ووصف غوتيريش الحرارة المرتفعة في نصف الكرة الأرضية الشمالي بأنها “صيف قاس”.
انتهى عصر الاحتباس الحراري، وحل عصر الغليان العالمي
ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أن التأثيرات الشديدة للتغير المناخي تتماشى مع “التوقعات والتحذيرات المتكررة” من قبل العلماء، مضيفا أن “المفاجأة الوحيدة هي سرعة التغيير”.
ودعا غوتيريش مرة أخرى لاتخاذ إجراءات سريعة في مواجهة العواقب “المأساوية”، مشيرا مرة اخرى إلى قطاع الوقود الأحفوري.
وأضاف “الهواء غير قابل للتنفس و الحرارة لا تطاق. ومستوى أرباح الوقود الأحفوري وتدهور المناخ غير مقبول”.
وحث “القادة على القيادة”، مردفا “لا مزيد من التردد. لا مزيد من الأعذار. لا مزيد من انتظار أن يتحرك الآخرون أولا”.
كما دعا غوتيريش قبيل قمة الطموح المناخي التي سيستضيفها في ايلول/سبتمبر المقبل، الدول المتقدمة إلى الالتزام بتحقيق حيادية الكربون في أقرب وقت من عام 2040 وللاقتصادات الناشئة في أقرب وقت من عام 2050.
ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أن “الدمار” الذي بدأته الانسانية “يجب ألا يبعث على اليأس بل العمل”، محذرا من أنه من أجل منع أسوأ النتائج على الإنسانية “تحويل عام من الحرارة الملتهبة إلى عام من الطموح الملتهب”.
(أ ف ب)