أعلن متحدث وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، الثلاثاء، أن ما يزيد على 500 شهيد سقطوا في قصف إسرائيلي استهدف المستشفى الأهلي العربي “المعمداني” في القطاع.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية أن الطائرات الإسرائيلية “شنت غارة على المستشفى الكائن بحي الزيتون بغزة أثناء تواجد آلاف المواطنين النازحين الذين لجأوا إليه، بعد أن دمرت منازلهم، وبحثوا عن مكان آمن”.
وأظهرت مقاطع فيديو مركبات الإسعاف وهي تنقل الشهداء والمصابين، بالإضافة إلى اندلاع حريق جراء القصف.
وقالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن “مجزرة المشفى الأهلي وسط قطاع غزة جريمة إبادة جماعية”.
وأضافت في بيان “المجزرة المروعة التي نفذها الاحتلال الصهيوني في المشفى الأهلي العربي وسط قطاع غزة جريمة إبادة جماعية تكشف مجددا حقيقة هذا العدو وحكومته الفاشية وإرهابها، وتفضح الدعم الأمريكي والغربي لهذا الكيان”، على حد قولها.
ودعت الحركة المجتمع الدولي والدول العربية والإسلامية إلى “تحمل مسؤوليتهم والتدخل الفوري العاجل لوقف غطرسة الاحتلال وجيشه الفاشي، ومحاسبته على ما يقترفه من إبادة جماعية منذ أحد عشر يوما”.
غضب في الضفة
أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الحداد ثلاثة أيام على “شهداء المجزرة”، بحسب ما أوردت وكالة وفا.
وقالت الوكالة الفلسطينية إن عباس أعلن “الحداد العام لمدة ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام، على شهداء مجزرة مستشفى المعمداني، وعلى جميع شهداء شعبنا”.
في المقابل، تظاهر مئات من الفلسطينيين في وسط مدينة رام الله حيث مقر السلطة الفلسطينية ضد عباس. وهتفوا بشعارات من بينها “الشعب يريد إسقاط الرئيس” و”ارحل”.
وأطلقت قوات الأمن الفلسطينية في وسط مدينة رام الله الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المحتجين.
وأفاد شهود بأن مواجهات مع قوات الأمن الفلسطينية اندلعت في عدد من المدن الأخرى بالضفة الغربية المحتلة في وقت متأخر من مساء اليوم.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن عدد الشهداء ارتفع إلى ثلاثة آلاف مع مواصلة إسرائيل هجماتها منذ السابع من الشهر الجاري.
وقالت الوزارة في بيان “نحو 3 آلاف شهيد وأكثر من 12500 جريح في قطاع غزة، و61 شهيدا وأكثر من 1250 جريحا في الضفة الغربية بفعل العدوان الإسرائيلي المستمر”.
والثلاثاء أيضا، استشهد ما لا يقل عن 6 أشخاص وجرح العشرات في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تأوي آلاف النازحين في مخيم للاجئين بقطاع غزة.
وقال المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني في بيان “قُتل ما لا يقل عن 6 أشخاص بعد ظهر اليوم (الثلاثاء) عندما قُصفت مدرسة تابعة للأونروا في مخيم المغازي للاجئين بالمنطقة الوسطى بغزة”.
وتابع “أُصيب العشرات (بمن فيهم موظفو الأونروا)، ولحقت أضرار هيكلية جسيمة بالمدرسة.. ومن المرجح أن تكون الأرقام (الخاصة بالضحايا) أعلى”.
وأفاد لازاريني بأن “المدرسة تعرضت للقصف خلال الغارات الجوية والقصف الجوي الذي شنته القوات الإسرائيلية على غزة”.
ومضى قائلا: “لجأ ما لا يقل عن 4 آلاف شخص إلى مدرسة الأونروا التي تحولت إلى ملجأ، وليس لديهم مكان آخر يذهبون إليه”.
وشدد على أن “هذا أمر مشين، ويظهر مرة أخرى استهتارا صارخا بحياة المدنيين”، مضيفا أنه “لم يعد هناك مكان آمن في غزة بعد الآن، ولا حتى منشآت الأونروا”.
ولليوم الحادي عشر على التوالي، تشن إسرائيل غارات مكثفة على غزة، وتقطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن القطاع؛ بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة ردا على عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة حماس وفصائل فلسطينية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
(وكالات)