رسبريس – عربي21
نشرت صحيفة “إكسبرس” البريطانية تقريرا، قدمت فيه نبذة عن حياة
الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة، جو بايدن، الذي مثلت حادثة فقدانه
زوجته وطفله منعرجا حاسما في حياته، وعاملا أساسيا في جعله الشخص المتعاطف الذي هو
عليه اليوم.
وقالت الصحيفة، في تقريرها ، إنه بعد اصطدام شاحنة بمقدمة سيارة بايدن الشيفروليه،
ودفعها مسافة 150 قدما في صف من الأشجار، ما أدى إلى سحق المقعد الخلفي وتمزق
العجلة الخلفية اليسرى، تلقى جو بايدن، الذي كان آنذاك منتخبا حديثا لمجلس الشيوخ
الأمريكي، مكالمة هاتفية بنبأ وفاة زوجته نيليا البالغة من العمر 30 عاما،
وطفلتهما نعومي البالغة من العمر 13 شهرا، في الحادث، بينما أصيب ابناه جوزيف
(المعروف باسم بو) وروبيرت (المعروف باسم هانتر) في المقعد الخلفي بجروح بالغة.
أشارت الصحيفة إلى أن نجل بائع السيارات جو بايدن التقى نيليا على شاطئ جزر
الباهاما، وبعد قصة حب، تزوجا وأنجبا ثلاثة أطفال. وعندما تمزقت عائلته، كان على
بعد أيام فقط من بداية ولايته الأولى بصفة عضو في مجلس الشيوخ. يقول المقربون من
بايدن إن الخسارة الفادحة أوجدت فيه التعاطف والرحمة، اللذين صارا يحددان شخصيته
في الساحة السياسية الأمريكية.
يقول كريس كونز، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ديلاوير: “يتمتع جو بايدن بقدرة
خارقة على الاستماع والتواصل مع الأشخاص الذين عانوا للتو من أكبر خسارة في
حياتهم. إنه يعرف معنى الخسارة، لكنه يعرف أيضا ما يعنيه النهوض مجددا والمضي
قدما”.
نادرا ما يتحدث بايدن، البالغ من العمر 77 عاما، عن معاناته، ويحجم عن استغلال
مآسي عائلته -التي تحمل العديد منها- لتحقيق مكاسب سياسية. لكنه اعترف في بعض
الأحيان بما فعله به حادث السيارة، فقبل أيام من توليه مقعده في مجلس الشيوخ، كان
بايدن مستعدا للانسحاب من المشهد السياسي، ولكن تم إقناعه بالبقاء لمدة ستة أشهر.
ولم يؤدِ اليمين في مجلس الشيوخ، وإنما في غرفة أبنائه في المستشفى. وأثناء عمله
في واشنطن العاصمة، كان يستقل القطار الذي يستغرق 90 دقيقة للوصول إلى منزله في
ديلاوير كل ليلة من أجل أولاده.
قال بايدن: “كانت نيليا أعز أصدقائي، وحليفتي الأكبر، وعشيقتي الحسية. كلما
طالت مدة حياتنا معا، استمتعنا بكل شيء معا. عندما تخسر شخصا كهذا فإنك تفقد جزءا
من نفسك لا يمكنك استعادته مرة أخرى”.
وأوردت الصحيفة أن بايدن عاش في سنة 2015 مأساة أخرى بوفاة ابنه جوزيف المعروف
باسم بو -المدعي العام لولاية ديلاوير وكابتن الجيش- بعد معركة استمرت عامين مع
سرطان الدماغ. تعمق حزنه على وفاة ابنه، لدرجة أنه امتنع عن الترشح للرئاسة في
2016، وهو العام الذي خسرت فيه هيلاري كلينتون أمام دونالد ترامب.
ويبدو أن جذور الطبقة العاملة المتأصلة في بايدن، وتنشئته الكاثوليكية الأيرلندية،
منحته مرونة وبوصلة أخلاقية قوية، جنبا إلى جنب مع الكفاح، للتغلب على تلعثم
الطفولة، الذي عانى منه حتى العشرينات من عمره، وهي مشكلة لا تزال تظهر تحت الضغط،
ما أدى في بعض الأحيان إلى فترات توقف مؤلمة في المناظرات الرئاسية لهذا العام.
وُلد جوزيف روبينيت بايدن جونيور في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر 1942 في سكرانتون بولاية
بنسلفانيا، وعانت عائلته ماليا؛ لذلك انتقلوا للعيش مع جديه المدمنين على الخمر،
قبل أن يستقروا في ويلمنغتون، ديلاوير.
وذكرت الصحيفة أن دونالد ترامب أشار إلى أن بايدن لم يكن طالبا متميزا؛ فعلى الرغم
من انتخابه رئيسا لفصل، إلا أنه كان طالبا فقيرا، وكان ترتيبه في جامعة ديلاوير في
نيوارك 506 من أصل 688 طالب، وبالكاد تخرج بدرجة في التاريخ والعلوم السياسية.
تزوج بايدن من المعلمة نيليا هانتر في 1966، وسرعان ما أنجبا ثلاثة أطفال، وحصل
على شهادة في القانون؛ هربا من التجنيد في حرب فيتنام؛ بسبب إصابته بالربو.
أصبح بايدن عضوا في مجلس مقاطعة ديلاوير في سنة 1969، وبعد ثلاث سنوات، حقق قفزة
سياسية عملاقة، عندما انتخب ثاني أصغر عضو في مجلس الشيوخ في تاريخ الولايات
المتحدة عن عمر 29 ربيعا.
بعد أن فقد زوجته وابنته، اكتسب بايدن سمعة طيبة في العمل مع المعارضين السياسيين،
وإيجاد أرضية مشتركة، وأصبح صديقا مقربا للسيناتور الجمهوري جون ماكين. فيما بعد،
وقع بايدن في حب أعمى مع مدرسة اللغة الإنجليزية جيل جاكوبس، وتزوجا في سنة 1977،
وأنجبا ابنتها آشلي بعد أربع سنوات.
بعد مسيرته المهنية في مجلس الشيوخ، حيث كان قاسيا مع الجريمة، وحارب من أجل
السيطرة على الأسلحة، ترشح بايدن لأول مرة للرئاسة في سنة 1988، لكنه أُجبر على
الانسحاب بعد اتهامه باقتباس خطاب لزعيم سياسي بريطاني.
وصل بايدن أخيرا إلى البيت الأبيض في سنة 2008، عندما اختاره باراك أوباما نائبا
للرئيس، وخدم لمدة ثماني سنوات. لكن تشخيص إصابة نجله بسرطان الدماغ ألقى بظلاله
على سنواته الأخيرة في المنصب، وكان على بايدن أيضا التعامل مع أسلوب حياة ابنه
هنتر.
نصب ترامب كمينا لبايدن الشهر الماضي، بكشفه عن معلومات مشكوك فيها، يزعم أنها
مأخوذة من جهاز كمبيوتر محمول كان ملكا لهنتر، من بينها فيديو له وهو يدخن
الكوكايين، ويمارس الجنس مع نساء مجهولات.
من جهته، حذّر مكتب التحقيقات الفدرالي من أن هذه البيانات ربما جاءت من حملة تضليل روسية. كما تحدث ترامب عن قضايا هنتر في المناظرات الرئاسية، على الرغم من تجاهل الناخبين الأمريكيين للهجمات الشخصية على ما يبدو. ومع ذلك، كان جو بايدن يدعم ابنه دائما.