يندرج الصرع ضمن الأمراض العصبية التي قد تعرض حياة المريض للهلاك. وفي الكثير من الحالات يمكن السيطرة على الصرع بالأدوية وببعض التدابير البسيطة.
قال شتيفان كونراد رئيس الرابطة الألمانية لمرضى الصرع، إن الصرع يمكن أن يحدث في أي مرحلة عمرية من الطفولة إلى الشيخوخة، مشيرا إلى أنه يرجع لأسباب عدة، مثل السكتات الدماغية وإصابات الرأس في الحوادث أو التهاب السحايا.
وأوضح الأطباء أن حالات الصرع شائعة الحدوث لدى الأطفال، وتقل معدلات الإصابة حتى بلوغ عمر 18 سنة. وتنخفض احتمالية الإصابة بالصرع في المراحل العمرية اللاحقة، ولكن يرتفع خطر الإصابة مرة أخرى بدءا من سن ستين عاما.
وتتمثل أعراض الصرع لدى كبار السن في تصلب الجسم أو صعوبات التحدث أو التشوش الذهني، بالإضافة إلى فقدان الذاكرة المؤقت أو الشلل المؤقت أو آلام الرأس وآلام العضلات.
ويحدث الصرع بسبب فرط نشاط المخ بشكل مؤقت وقيامه بإرسال الكثير من الإشارات، ما يشبه عاصفة تضرب الدماغ، ونتيجة لهذه العاصفة تنشأ نوبة الصرع.
ويمكن تشبيه نوبة الصرع بستارة تنسحب على كامل الرأس لتحجب معها الرؤية والإدراك، وتستغرق هذه النوبة مدة تتراوح من 3 إلى 5 دقائق. ولا تعد نوبة الصرع أمرا هينا؛ حيث قد تترتب عليها عواقب وخيمة في حال وقوعها في العمل أو أثناء حركة المرور أو في حمام السباحة.
ومن جانبها، أوضحت الرابطة الألمانية لأطباء الأعصاب أن النوبات تنقسم إلى نوبات كلية تصيب الدماغ بأكمله وأخرى جزئية تصيب جزءا منه فقط.
ويعاني بعض المرضى من تشنج بالأطراف وتراخي العضلات، وفي هذه الأثناء يفقد المريض الوعي ويسقط. وهناك نوبات مصحوبة بالهلوسة، ونوبات ترتجف فيها مجموعات العضلات الفردية في تتابع سريع. أما النوبة الأقوى فيتعرض خلالها المريض لتشنجات وارتجافات في الجسم بأكمله، ثم ينهار ويفقد الوعي. وهذه الحالة المرضية كثيرا ما يلصق بها اوهام نظير الجنون والأرياح وغيرها من الاوهام المترسخة بقوة لذى الكثير من الفئات الإجتماعية التي يسيطر عليها الجهل والبلادة و الفكر الخرافي. .
ويتم تشخيص الصرع عن طريق رسم كهربائي للدماغ (إي. إي. جي)؛ حيث يتم تسجيل النشاط الكهربائي للدماغ وقياس التقلبات في الجهد، كما يقوم الأطباء بإجراء أشعة بالرنين المغناطيسي لرصد أي ظواهر مختلفة في الدماغ تعزز من حدوث النوبات.
وإلى جانب تعاطي أدوية الصرع يمكن مواجهة نوبة الصرع ببعض التدابير البسيطة عند الشعور بأولى علاماتها مثل شرب كوب من القهوة مع قطرة ليمون أو غسل الرأس والرقبة بالماء البارد.
وتتوقف النوبة من تلقاء نفسها، لكن من المهم حماية المصاب في تلك الأثناء، وذلك بإبعاد كل ما يمكن أن يضره مثل الحواف الحادة وخلع نظاراته إن وجدت. ويتعين على المحيطين بالمريض استدعاء الإسعاف إذا استغرقت النوبة أكثر من خمس دقائق أو حدثت للمرة الثانية خلال ساعة واحدة فقط.
كما قد ترجع الإصابة بالمرض إلى التغيرات الأيضية أيضا، بسبب الإفراط في شرب الخمر مثلا أو انخفاض مستوى السكر في الدم بشكل كبير لدى مرضى السكري. وفي الكثير من الحالات لا تكون أسباب الإصابة بالصرع معروفة.
وعن التعافي التام من الصرع، قال البروفيسور الألماني إنه في معظم الحالات لا يتم الشفاء من الصرع، إذ قد يخضع المريض للعلاج الدوائي لعشرات السنوات.
وأشار نيليس إلى أن المرضى يعرفون غالبا العوامل التي تزيد من خطر حدوث نوبة لديهم، لذا ينبغي تجنب هذه المسببات قدر المستطاع.
وبشكل عام، ينبغي على مرضى الصرع النوم المنتظم وتجنب الحمى، إذ يرفع عدم الحصول على قسط كاف من النوم والتعرض للحمى خطر حدوث نوبة صرع.
وتشدد منظمة الصحة العالمية على أن حدوث نوبة واحدة لا يعني أن الشخص مصاب بالصرع، حيث يصاب 10 بالمئة من الناس حول العالم بنوبة واحدة خلال حياتهم. ويعرف الصرع بأنه التعرض لنوبتين أو أكثر.
جدير بالذكر أن هناك نحو 50 مليون شخص حول العالم يتعايشون حالياً مع الصرع. وتتراوح نسبة عموم السكان المصابين بالصرع النشيط (أي استمرار النوبات أو الحاجة إلى العلاج) في وقت ما بين 4 و10 أشخاص لكل 1000 نسمة. ومع ذلك فإن بعض الدراسات التي أُجريت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل تشير إلى أن النسبة أعلى من ذلك بكثير حيث تتراوح بين 7 و14 شخصا لكل 1000 نسمة.
وعلى الصعيد العالمي، تشخَّص إصابة ما يقدر بنحو 2.4 مليون شخص بالصرع سنويا. وفي البلدان المرتفعة الدخل، تبلغ حالات الإصابة السنوية الجديدة بين 30 و50 حالة لكل 000 100 نسمة بين عموم السكان. أما في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، فقد يزيد هذا العدد ليبلغ الضعف. ويُعد الصرع من أولى الحالات الصحية التي تعرّف الإنسان عليها، حيث تشير إليها كتابات سُجلت في عام 4000 قبل الميلاد. وقد أحاط الخوف والتمييز والوصم الاجتماعي بالصرع على مدى قرون. ويستمر هذا الوصم في العديد من البلدان حتى يومنا هذا، وقد يؤثر على نوعية حياة الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب وأسرهم
بن داليةمنذ 6 سنوات
ويل والويل كله ليس في المرض في حد ذاته وإنما حين يختلط على ذوي المريض الملجأ و طوق النجاة الذي سيخلص مريضهم من هاته العلة وهذا المرض المستعصي. ..هل الطب ونعلم أن جل المدن المغربية ليس فيها مصحات متخصصة. ..
أم الطب البديل من رقية وزيارة الأضرحة والفقهاء و المشعوذين وتلك طامة كبرى و مخالب ترهق وتعقد المريض والمرض بالاضعاف. ..