أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم المانحة لجائزة نوبل اليوم الخميس فوز الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ بجائزة نوبل للآداب لعام 2024 “لنثرها الشعري المكثف الذي يواجه الصدمات التاريخية ويكشف هشاشة الحياة البشرية”.
وتبلغ قيمة الجائزة 11 مليون كرونة سويدية (1.1 مليون دولار).
وقال أندرس أولسون رئيس لجنة نوبل التابعة للأكاديمية في بيان إن هان “لديها وعي فريد بالصلة بين الجسد والروح والأحياء والأموات، وأصبح أسلوبها الشعري والتجريبي صانعا للابتكار في النثر المعاصر”.
وهان كانغ هي أول كورية جنوبية والمرأة الثامنة عشر التي تفوز بجائزة نوبل للآداب، وبدأت مسيرتها في عام 1993 بنشر عدد من القصائد في مجلة أدبية وظهرت بواكير أعمالها النثرية في عام 1995 بمجموعة قصص قصيرة بعنوان “حب يوسو”.
وولدت هان عام 1970 وكان والدها روائيا مرموقا.
وفازت هان بجائزة بوكر الدولية عن روايتها “النباتية” في عام 2016، وكانت أولى رواياتها التي تُترجم إلى الإنكليزية والتي تعتبر عملها الأساسي الذي وضعها على الساحة العالمية.
وكان من بين المرشحين المفضلين لدى المراهنين قبل الإعلان الكاتبة الصينية كان شيويه وعدد من المرشحين المحتملين الدائمين الآخرين مثل الكيني نغوغي وا ثيونغو والأسترالي جيرالد مورنان والكندية آن كارسون.
ولم تحظ هان كانغ بدعم واسع النطاق بينما كان الشاعر الكوري الجنوبي كو أون من بين المرشحين للفوز بالجائزة في السنوات القليلة الماضية، وما زال من بين المرشحين الذين ينظر إليهم على أن لديهم فرصة.
وقال ماتس مالم السكرتير الدائم للأكاديمية السويدية في مؤتمر صحافي “تمكنت من التحدث مع هان كانغ عبر الهاتف… كانت تقضي يوما اعتياديا فيما يبدو، وكانت قد انتهت لتوها من تناول العشاء مع ابنها”.
“النباتية”
في رواية “النباتية”، تتمرد يونغ هي، الزوجة المخلصة، بعد صراعها مع كوابيس متكررة مروعة، على الأعراف المجتمعية وتتخلى عن اللحوم وتثير القلق بين عائلتها بأنها مريضة عقليا.
وجاء في وصف الأكاديمية عن الشخصية “تم استغلالها جنسيا وبشكل جمالي من صهرها، وهو فنان فيديو أصبح مهووسا بجسدها السلبي (و)… تغرق أعمق في حالة تشبه الذهان يتم التعبير عنها من خلال ’الأشجار المشتعلة’ وهو رمز لمملكة النبات المغوية والخطيرة في نفس الوقت”.
وفي مقابلة نُشرت العام الماضي، وصفت هان كانغ كيف كانت كتابة رواية “النباتية” فترة صعبة في حياتها وكيف كانت تتساءل حينها عن مدى قدرتها على الانتهاء من الرواية أو حتى الاستمرار كمؤلفة.
وقالت في المقابلة “كنت أعاني من التهاب حاد في مفاصل أصابعي، لذا كتبت الجزأين الأولين بوتيرة مريحة، باستخدام قلم سنه من اللباد الذي ينزلق بسلاسة على الورق، ثم كتبت الجزء الأخير على لوحة المفاتيح ممسكة بقلمين”.
وأضافت “حتى يومنا هذا، ينتابني حرج حين أسمع عن ’نجاح’ الرواية”.
صدمة تاريخية
يتجلى تركيزها على صدمة تاريخية في روايتها “الأعمال البشرية” عبر مذبحة عام 1980 التي قتل فيها الجيش الكوري الجنوبي مئات الطلاب والمدنيين العزل في مدينة كوانجو التي نشأت فيها هان.
وقالت الأكاديمية في بيانها “في سعيه لمنح ضحايا التاريخ صوتا، يواجه الكتاب هذه الحلقة بتجسيد قاس للواقع، وبذلك يقترب من نوع أدب الشهود”.
وقالت الأكاديمية إن هان في روايتها الجديدة “نحن لا نفترق”، المقرر نشرها باللغة الإنكليزية في عام 2025، “تنقل قوة الماضي إلى الحاضر”.
وتحول اثنان من أعمالها إلى أفلام وهي رواية “النباتية” في عام 2009، من إخراج ليم وو سيونغ، و”ندوب” في عام 2011، لنفس المخرج.
وتم تدشين جوائز نوبل بناء على وصية مخترع الديناميت ورجل الأعمال السويدي ألفريد نوبل في عام 1901.
ويرى كثيرون أن جائزة الآداب ضمن جوائز نوبل هي الأكثر سهولة في الحصول عليها ومن ثم يلاحق اختيارات الأكاديمية ثناء وانتقادات بالقدر نفسه غالبا.
وترك إغفال الأكاديمية لقمم أدبية مثل الروسي ليو تولستوي والفرنسي إميل زولا والأيرلندي جيمس جويس كثيرين من قراء الأدب يتساءلون عن السبب على مدار القرن الماضي.
وحظي فوز المغني والمؤلف الموسيقي الأمريكي بوب ديلان بجائزة نوبل للآداب عام 2016 بإشادة واسعة باعتبار فوزه يمثل انقلابا جذريا لرؤية ماهية الأدب، لكن الفوز اعتُبر تجاهلا لمؤلفي الأنواع الأدبية الأكثر تقليدية.
غير أنه لا تزال للجائزة غوايتها نظرا لقيمتها المالية الكبيرة ومجرد الانضمام لقائمة شخصيات مرموقة فازوا بها مثل الشاعر الأيرلندي دبليو.بي. ييتس، والروائي الأمريكي إرنست همنغواي، والكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز.
(الدولار=10.3978 كرونة سويدية)
(رويترز)