ضمن ملف خاص، أنجزته أسبوعية “الأيام” عن طرائف وأسرار من حياة سياسيين مغاربة، حدثت لهم في فترات متفرقة من حياتهم.
ومن جملة الأمثلة ، حسب الصحيفة ذاتها، أن حسني بن سليمان، الذي ظل قائدا للدرك الملكي، حتى وهو يتجاوز سن الثمانين، كان قائدا منذ الصغر، وذلك بتنظيمه لأفراد العائلة، وقيادته لأطفال الحي أثناء ذهابهم إلى شاطئ مدينة الجديدة، كما يحكي عنه ابن خالته إسماعيل العلوي، الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية.
ولعل الكثيرين لا يعرفون أن محمد بوستة، الأمين العام الأسبق لحزب الاستقلال، ووزير الخارجية سابقا، ورغم أنه يظهر بملامح صارمة، فقد كان عازفا متميزا للبندير (الدفّ) “وضابط إيقاع”.
ويحكى عنه انه حضر مخيما للشبيبة المدرسية، بالهرهورة، (ضواحي الرباط). وفي خضم الأجواء المرحة قام من مكانه وتوجه إلى فرقة للدقة المراكشية، وأخذ بندير أحد أفرادها، وبدأ يعزف عليه بإتقان في انسجام تام مع أعضاء الفرقة، غير مبال بالغبار المتطاير، علما أنه كان يرتدي بذلة وحذاء بلون أبيض.
مما يرويه أحد الأصدقاء الأوفياء للراحل عبد الرحيم بوعبيد، الكاتب الأول الأسبق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أنه بمناسبة مرور خمسين سنة على زواجه من نجاة التي كانت رفيقة دربه في السراء والضراء، احتفل بطريقة ملفتة للحضور القليل من المقربين إليه، عائليا وحزبيا، وذلك بصعودهما معا إلى “العمارية”,في وجود “النكافة” .
وكان بوعبيد، قد تعرف على زوجته بلبنان، عام 1958،حيث كانت تقيم مع عائلتها، وهي ابنة موظف بوزارة الصحة المغربية، وقضيا شهر العسل ببحيرة “كون” بإيطاليا، في نفس الفترة التي كان الراحل المهدي المنجرة يقضي بها أيضا شهر العسل، وكان خاتم زواج بوعبيد من إهداء الملك الراحل محمد الخامس، وحتى حين كان بوعبيد وزيرا، قبل أن يقدم استقالته، لم يكن لهما بيت يسكنانه، وأخذ قرضا لترميم وإصلاح بيت يعود لملكية عائلته بسلا، المجاورة للرباط، أشرف على ترميمه والده.
وإذا كان اسماعيل العلوي، الأمين العام الأسبق لحزب التقدم والاشتراكية، وجها معروفا كوجه سياسي بارز، فإن له وجها آخر هو وجه الرياضي الشغوف بالكرة المستطيلة، فقد كان في صغره أحد ممارسيها، لكن طبيبا نصحه بالابتعاد عنها بسبب ارتدائه لنظارات طبية كان من الصعب الحفاظ عليها في غمرة التدافع بين اللاعبين.
قدر لاسماعيل العلوي أن يرى الملك الراحل محمد الخامس، وهو بعد طفل صغير بمنزل أسرته، والملك الحسن الثاني كان يتفرج على المباريات التي كان يلعبها إسماعيل العلوي بشاطئ الجديدة، وكثيرا ما كان الملك الراحل وابن عمه يشاركان في هذه المباريات الحماسية.
ومن جملة الحكايات والطرائف ، أن أسرة محمد الشيخ بيد الله، القيادي بحزب الأصالة والمعاصرة حاليا، كانت كثيرة الترحال بسبب وظيفة أبيه الذي كان قاضيا للقضاة. وغالبا ما كان بيد الله يقضي عطلته المدرسية في الطريق فقط بين مدينتي طانطان والسمارة ,ذهابا وإيابا، متنقلا عبر شاحنة لنقل الرمال والبضائع.
وفيما يتعلق بعبد الإله ابن كيران، فقد روت “الأيام” نقلا عن أستاذة سابقة له، أنه كان شابا وسيما، ويحتفي بأناقته، وكان دائما محاطا بالتلميذات المعجبات، فيما قال عنه صديقه في الدراسة محمد الساسي، الناشط السياسي اليساري المعروف، أنه كان يهتم بهندامه، وكان شعره المنسدل بحسب موضة زمان، يضفي عليه وسامة، وكانت التلميذات أكثر انجذابا إليه، وهو الأمر الذي طالما أثار غيرة أصدقاء القسم.
أما الوزير لحسن الداودي، فقد كان ولدا مشاغبا بامتياز، ولعله بسبب ذلك تعرض لسلخ الجلد و”الفلقة” وذات مرة أشعل النار في طاولات قسمه، واختفى عن الأنظار، تجنبا للاعتقال، قبل أن يكبر ويدخل باب الوزارة من بابه الواسع، ويمتلك عضوية الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية.