متابعة حياة جبروني
استمراراً ووفاءً للموعد الثقافي بمكتبة الساورة بفضاء نادي المتقاعدينبوجدة، وفي إطار احتضانه للعديد من الفعاليات والأمسيات الثقافية، نظم اتحاد كتاب المغرب فرع وجدة بتنسيق مع مديرية الثقافة لجهة الشرق و مكتبة الساورة، حفل توقيع وقراءة الديوان الشعري الموسوم ب “دانتيل” للشاعر المغربي زبير الخياط مساء السبت 22 أكتوبر 2022 بحضور لافت لنقاد وأصحاب الذائفة الشعرية، سامقات الحرف وباسقات الأبجدية.
استُهل الحفل بكلمة شكر وترحيب للحضور الكريم وبمقدمة فارهة لمسير الأمسية الشاعر مصطفى قشنني الذي أبدع في وصف الشاعر المحتفى به من خلال منجزه الشعري الموسوم ب “دانتيل” الذي يعتبر كما جاء على لسان مصطفى قشنني في معرض حديثه، نقلة نوعية وهامة في الكتابة الشعرية وكذلك تجربة جديدة، فريدة وقطعة أيقونية تحتفي بالجمال وتصوغ معالم البهاء وتنتصر للأنثى الطافحة بالعشق والغرام بلغة ثرية وباذخة .
ويتجلى لنا معاني ومعالم الديوان “دانتيل” من خلال قراءتين نقديتين لكل من أستاذ الأجيال مصطفى سلاوي إلى جانب الشاعر رشيد سوسان الذي غيبه المرض عن الحضور ليتولى الأستاذ فؤاد عفاني قراءة ورقته النقدية بالنيابة.
افتتح الجلسة الدكتور ميمون الراكب المسؤول عن الفعاليات الثقافية التي تقام بالمكتبة. وألقى كلمة ترحيبية بالنقاد والشعراء وبكل المهتمين بالشأن الثقافي واعتبر أن الأمسية لقاء متميزا جديدا بنفس جديد بعد سنوات كورونا والحجر آملا مواصلة الفعل الثقافي بصفة منتظمة بفضاء الساورة.
ثم أُعطيت الكلمة لمدير المديرية الجهوية للثقافة جهة الشرق منتصر لوكيلي، أثنى بجدارة وتفرد الشاعر الخياط الذي أبلى بلاءً جيدا ومغايرا من خلال مولوده الجديد “دانتيل” اعتبره المدير المتحدث بمثابة سطوة الزمان على المكان بل سما وارتقى بالشاعر إلى عالم كبار الشعراء.
ونيابة عن الشاعر سوسان قرأ الأستاذ فؤاد عفاني ورقته النقدية الموسومة ب”قبس من تجليات التفرد في ديوان دانتيل” للشاعر زبير الخياط وما تضمنته نصوص ديوانه من حديث عن المرأة ليس من باب الغزل بل كانت المرأة في الديوان قناعا فنيا ورمزيا تم توظيفه لتمرير رسائل وخطابات وحكايات أخرى وفي هذا الصدد قال الشاعر زبير:
*وخلف الكلمات حكايات أخرى*
ركزت قراءة الأستاذ رشيد سوسان على بعض مكونات وخصائص تؤكد نضجه وتميزه الشعري من خلال مقامات شعرية تتضمن العناصر الكبرى لفن المقامات مستندة على عناصر التسلية والسرد والنزعة الدرامية القائمة على تبادل خطابات حوارية تحمل إشارات دلالية مختلفة من ناحية ومن ناحية أخرى إشكالات وقضايا تعبر بقوة عن حالة المحتفل والمحتفى به الشاعر الزبير الوجودية والاجتماعية والإنسانية تعكس بعض مبادئه ومواقفه وقناعاته. ثم عرج على عنصر الإبراق الشعري وما يقتضيه من اختزال واقتضاب في الكلام، فغلب على نصوصه الشعرية سرعة نبضات إيقاعها البعيدة عن الطابع الإيقاعي البطيء. فهذه الحركية وسرعة إيقاع شعره في نظر الناقد مرتبطة بالحالة النفسية والوجدانية والشعورية للشاعر. وعلاوة على ذلك تم تخصيص مساحة وافرة لخاصية الإيقاع باعتبارها القلب النابض للقصيدة الشعرية مركزا على تفعيلة الخبب والزحافات والعلل
فالشاعر حسب رشيد سوسان تفرد بسلوك منهجي خاص به في إبداعه الشعري معتبرا ديوانه الجديد دانتيل لبنة جوهرية مؤثثة للخزانة الشعرية الخياطية بامتياز.
ثم أعطيت الكلمة للأستاذ مصطفى سلاوي الذي قدم لنا قراءة نقدية أشاد بالمحتفى به وبرصده الشعري حيث وصفه بشاعر مفكر لا يكتب الشعر من أجل الكتابة ولكن يكتب من أجل تصحيح مسارات الناس والمجتمع قال في حقه الأستاذ مصطفى سلاوي:
*شاعر يعبر بمواضع الكلمات وأين يضع الكلمات وكيفية رسم الكلمات، لا تفوته فائتة إلا واقتنص معنى من المعاني…..*
فالناقد مصطفى سلاوي قدم لنا في مداخلته النقدية قراءة ماتعة مائزة عاشقة ومحترفة اتكأت على المرجعيات اللغوية والجمالية والتاريخية للمجموعة الشعرية انطلاقا من مفتاحين: أن ترسم للشعر حاكيا محكيا وأن يكون الشاعر شاعرا مفكرا بالشعر. كما غاص في عمق ومكامن الديوان محاولا تفكيك معمار النص من خلال قراءة العنوان والغلاف وصورة الغلاف وما بين دفتي المجموعة.
فمداخلة الأستاذ السلاوي وضعت نص دانتيل تحت مجهر النقد من خلال ناقد متمرس وقراءة مركزة دقيقة وماتعة.
اختتم العرس الثقافي بقراءة بعض الأبيات الشعرية من ديوان دانتيل ألقاها على مسامع الحاضرين الشاعر المُحتفى به الزبير خياط.