قصة.. شهريار يحكي مذكراته للمبدع يحي الزروقي..

admin
2023-07-19T00:51:59+02:00
مواهب وابداعات
admin19 يوليو 2023آخر تحديث : منذ سنة واحدة
قصة.. شهريار يحكي مذكراته للمبدع يحي الزروقي..

يحي زروقي

بعد مرور  سنة بالتمام والكمال نودي على ذ ‘سليم’ ليتسلم شهادته التقديرية من المدرسة التي درس بها اربعة عقود ونصف.في البداية رفض الفكرة ليس كبرا ،بل لأنه راى في الفكرة مجرد هدر للمال في صنوف الحلوى والمشروبات خصوصا انه يعرف أن مصدر المال هم……. التلاميذ واباؤهم.

ألحت علية زوجته وأبناؤه الأربعة بأن يلبي الطلب خصوص من تلامذته.ظل يقرأ الدعوة ويعيدها ليقتنع أخيرا بأنه يستجيب لها لذلك قرر أن يهيئ ورقة طويلة يفضح فيها المستور.لم ينم تلك الليلة كأنه أمام لجنة امتحان منتقاة بدقة ستساله عن خسائر الحرب الكونية التي لم يشهدها.

ورقة في عشر صفحات ذكر فيها كل الألاعيب القذرة التي عايشها بالمؤسسة والعناصر التي لاتمت بصلة الى العمل التربوي المحترم،لكنه فضل ألا يكتب الأسماء مخافة أن ينتقم منه أحد المذكورين.

في الغد خرج باكرا قبل أن يبدأ الحفل بثلاث ساعات ونصف،وقصد المؤسسة ليتجول فيها،ويستحضر أصوات المغادرين والغائبين ومنهم أعز أصدقائه الحاج قويدر وذة أم البنين،ولم ينس تلميذه المفضل’كمال’،وتمنى لو يحضر ليسأله عن أخباره.

فوجئ سليم بحضور صديقيه وتلميذه المدلل قبيل الوقت المحدد.كما لستغرب من السيد المدير يسلمه ورقة ويطلب منه أن يتلوها أمام الحضور.لم يمانع سليم في البداية في انتظار قراءتها قبل الاحتفال.منذ الوهلة الأولى كره سليم التقديم والثناء المفرط على اسم وحيد .انفعل سليم وقذف بالورقة في اتجاه المدير.

لم يستسغ المدير تصرف ذ سليم ،وكتم غيظه.كان.مثل ديك شركسي يريد الانقضاض على كل دجاجات الحفل ليطرد ديكا مكسيكيا منافسا.

أخرج سليم ورقته من جيب جاكطته البنية،ثم وضع نظارته الطبية.سعل بقوة حتى تزلزلت القاعة،وارتعدت فرائص الأرض من تحت قدمي المدير لتنتقل العدوى الى كل المداهنين والأفاقين.ظل سليم يرعد ويزبد وذكر كل شيء دون خطوط حمراء الى.درجة ان أغلب الحاضرين انسحبوا وانسلوا كالماء من تحت البوابة. ظل يتلو مذكراته،وهم يتناجون ويتوسلونه أن يتوقف سواء بالاشارة أم بالعبارة.انقطع التيار الكهربائي فجأة ولم يتوقف سليم عن الكلام غير المباح…ثم نكسوا على رؤوسهم.وقف أحد الاباء وتبعه عشرات الاباء والامهات يلحون عليه بالاستمرار.لم يصدق سليم أذنيه،لكنه صدق ضميره الشفاف.أحس بقشعريرة تسري في عروقه وأعادته الى أول عام ألقى فيه أول درس كان بعنوان’ الأخلاق والعمل’.بكى سليم بحرارة وتبعه جل الحاضرين وانضموا اليه فوق المنصة ورفعوه فوق أكتافهم.

لم ينم سليم أيضا تلك الليلة لكن فرحا بالنصر المبين.وظل يردد لازمته’أنا المدرس اذن انا الضمير

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.