رسبريس – الأناضول
قدمت مجموعة “الإخوان ميكري” منذ ظهورها في ستينات القرن الماضي، شكلا موسيقيا حالما مختلفا، بإضافتها تنويعا غنائيا مميزا، لتشكل ظاهرة في المملكة المغربية، بعد الاستقلال عن الاحتلال الفرنسي عام 1956.
وفي الوقت الذي كانت فيه فرق موسيقية محلية تلهب حماس الجماهير في المغرب بأغانيها وآلاتها التراثية، ومطربين عرب يجذبون أسماع الشباب، جاءت مجموعة “الإخوان ميكري” لتقدم فنا مغايرا وموسيقى شبابية رومانسية بآلات عصرية (القيثارة والبيانو)، وتبحث لنفسها عن موقع تبتكر فيه مقطوعات تجمع بين العروبة والعالمية.
وفي وقت قصير وصلت الفرقة إلى العالمية بعد تمكنها من تقديم حفل ناجح بمسرح “الأولمبيا” بالعاصمة الفرنسية باريس عام 1976، لتنال في العام 2003، جائزة “الرباب الذهبي” من المجلس الدولي للموسيقى برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لدعم نجوم العالم العربي، ثم “الميدالية الذهبية”، من أكاديمية الفنون والعلوم والآداب في باريس عام 2007.
وتعود حكاية مجموعة “الإخوان ميكري” إلى خمسينيات القرن الماضي بمدينة وجدة ، وتحديدا بداية عام 1954، تلك السنة التي أهدى فيها الأب محمد ميكري (رسام وموسيقي كان عضوا في “جوق للطرب الغرناطي” بوجدة) آلة القيثار لابنه حسن، بمناسبة فوزه بالجائزة الأولى في الفنون التشكيلية على الصعيد الأفريقي.
ومنذ ذلك الحين، يقول حسن ميكري، و”القيثارة لم تفارقني في حلي وترحالي، وفي لحظات فرحي وحزني، تعلمت العزف عليها لوحدي بعصامية كبيرة، وبها قدمت ألحاني، التي شكلت بدايات مجموعة الإخوان ميكري”.
وفي نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، غادرت أسرة ميكري مدينة وجدة، وتوجهت إلى العاصمة الرباط، ليسجل حينها، الأخوين الثنائي، حسن ومحمود ميكري عام 1957، أغنيتهما الأولى التي حملت عنوان “من يوم حبيتك” مع فرقة الإذاعة الوطنية، لتكون بذلك الانطلاقة الأولى لمجموعة “الإخوان ميكري”.
وفي الستينات بدأ الأخوان بجولات في أنحاء المغرب بأغانيهما (يا ريت، ولابما، ودعته، ويفيدني إيه)، قبل أن تنضم إليهما في عام 1962 شقيقتهم “جليلة”، ويلتحق بهم في العام 1966 الأخ الرابع “يونس”، الذي تألق بأغانيه ( يا مراية، وليلي طويل، ويا ما).
وعلى الرغم من العراقيل التي واجهها “الإخوان ميكري” في بداية مسارهم، خاصة من التيار الموسيقي المحافظ الذي تمثله المدرسة التقليدية الرافضة لأي تجديد، كما يشرح حسن ميكري، فإنها قد استطاعت أن تفرض نفسها، وأن تتألق بأغانيها القصيرة، وأن تكون سباقة إلى تقديم “الفيديو كليب” (الأغنية المصورة) بفضل مساعدة الفنان والمخرج المغربي الراحل حميد بنشريف.
وبفضل منحة من ملك المغرب الراحل الحسن الثاني، تمكنت المجموعة من مواصلة مشوارها وصقل موهبتها، والمرور عبر الإذاعات العربية، والقيام بجولات فنية خارجية.
وفي عام 1971 وقعت المجموعة عقدا مع شركة الإنتاج “فليبس” الفرنسية، وسجلت أغانيها مع أوركسترا (مجموعة من عازفي الآلات الموسيقية) الفنان شارل أزنفور.
وانطلاقا من العاصمة الفرنسية، بدأت الفرقة بجولات فنية في بلدان عربية وأوروبية، قبل أن تحصل المجموعة عام 1972، على الأسطوانة الذهبية (نتيجة تعاون مثمر بين شركتي فليبس الفرنسية، وبوليدور البريطانية)، التي ضمت ألبوم تم تجميع أغانيهم الناجحة فيه وهي: “صبار، وكلمتيني، وكالوا لي نساك، وجداك أنا، وشعلاتني نار، وليلي طويل، ويا مراية).
وكان العرض الفني الذي قدمته الفرقة على مسرح “الأولمبيا”، بباريس عام 1976، بداية جديدة لهم، فبعد ذلك الحدث انهالت العروض على المجموعة لإحياء حفلات فنية في فرنسا، وبلجيكا، وهولندا، والجزائر، وتونس.
الباحث الموسيقي وعازف العود المغربي محمد الأشراقي، يصف مجموعة “الإخوان ميكري”، بأنها “تمثل لونا موسيقيا مغايرا لما كان سائدا في فترة انطلاقها، حيث كانت رائدة في تأسيس الأغنية العصرية المغربية المعتمدة على الشعر الغنائي العربي أو الزجل المغربي (الشعر العامي)، واللحن المقدم بالآلات الموسيقى الغربية كالقيثار والبيانو وغيرهما، مع تجديد في التوزيع والتسجيل”.
ويضيف “الأشراقي” أن “تجربة (الإخوان ميكري) في المشهد الموسيقي الغنائي المغربي تعتبر علامة فارقة ومختلفة عما هو سائد، ومن هنا جاء تفردها وتميزها. الأصوات عذبة ومضبوطة، والألحان فيها تجديد، وباختصار يمكن القول: إنها كانت سابقة لزمانها”.
ولم تقدم مجموعة “الإخوان ميكري”، بعد أغانيها القديمة الخالدة، أي جديد، فقد افترق أعضاؤها، فيونس توجه إلى التمثيل السينمائي والموسيقى التصويرية، ومحمود إلى الفنون التشكيلية وكتابة السيناريو، وجليلة ما زالت تقدم بين الفينة والأخرى تراث “الإخوان ميكري”، فيما انبرى مؤسس المجموعة، الفنان حسن ميكري، إلى مواصلة عشقه للرسم، والموسيقى، بعد أن أسس المجلس الوطني للموسيقى، وأسس من خلاله العديد من الجوائز التحفيزية للعازفين والفنانين المهرة.
ويسعى الفنان نصر ميكري، نجل مؤسس الفرقة حسن ميكري، جاهدا منذ عام 2012، إلى إعادة تشكيل الفرقة من جديد.
ويقول نصر ميكري ، إن “الفرقة قدمت موسيقى كسرت الحدود، وأعطت دفعة قوية للأغنية المغربية العصرية، وهو ما سأحرص على الاستمرار فيه، بأسلوبي الخاص، وبموسيقى منفتحة على العالم”.
واليوم الأحد 14 يوليوز سيغادر حسن ميكري مشوار الفن والحياة إلى دار الخلد والبقاء ، بعد عطاء زاخر بالفن والابداع والعطاء تاركا وراءه زخما و ريبرتوارا فنيا وموسيقيا زاخرا بمجد وعبقرية لا يجود الزمن بمثلها إلا ناذرا …
سارة بنت المنطقةمنذ 5 سنوات
هناك حقيقة لا أدري إن كان يعلمها كعجبو الإخوان ميكري انهم عاشوا لوقت قصير بلازاري بمدينة وجدة وبالضبط بديور المخزن ودرسوا بمدرسة ابن رشد بحي لازاري هدا الحانب لا ادري لمادا يتم التكتم عليه
الحقيقةمنذ 5 سنوات
فرقة الإخوان ميكري اتخذت لنفسها طابعا خاصا على مستوى الموسيقى طابع شبابي حالم عاشق الحياة والحرية والتغيير وتكسير كل الطابوهات التقليدية