مطيع : ما أصاب “النهضة” في تونس مجرد صورة من الفشل العام والعميق الذي أصيبت به حركات الإسلام في المجال السياسي..

admin
تقارير وتحليلات
admin15 أغسطس 2021آخر تحديث : منذ 3 سنوات
مطيع : ما أصاب “النهضة” في تونس مجرد صورة من الفشل العام والعميق الذي أصيبت به حركات الإسلام في المجال السياسي..

اعتبر عبد الكريم مطيع أمين عام حركة الشبيبة الإسلامية ، أن ما أصاب حركة النهضة في تونس، مجرد صورة من صور الفشل العام والعميق الذي أصيبت به حركات الإسلام في المجال السياسي، مشيرا إلى أن المنتسبين إليها يرفضون معرفته أو الاعتراف به بل يعجزون عن التفكير فيه.

وأضاف مطيع في تدوينة على صفحته بالموقع الاجتماعي فايسبوك، إن كل من له أي مشروع فكري أو صناعي أو سياسي، وكان عاقلا ثبتا، إذا قرر العمل له وإقامته على الأرض أعد له أولا تصورا واضحا، وأعد له بعد ذلك تصميما دقيقا، وأعد له ثالثا أدوات عمل قادرة، وإلا كان اندفاعه للعمل التنفيذي عشوائيا، وانحرف بذلك عن الهدف وسقط في الفشل إن لم يقع في الإجرام والعدوان.

وأوضح زعيم الشبيبة الإسلامية، أن هذا بالضبط ما حدث لفصائل بعض الحركات الإسلامية المعاصرة، إذ اندفعت للسيطرة على السلطة السياسية في بلادها فكللت جهودها بالفشل الذريع، والأمر لم ينحصر في هذا الفشل، بل في الغباء الذي لم تستطع به معرفة ما حل بها وما المخرج مما وقعت فيه فواصلت الانغماس والإصرار على مواصلة الجهل والعمل به.

وأضاف مطيع، هذا حال الأخ مرسي في مصر – رحمه الله وغفر له – إذ وصل إلى السلطة فلم يجد مشروعا إسلاميا سياسيا مستوعبا أو مكتوبا أو متصوَّرا، فحاول العمل بديمقراطية لا يؤمن بها ولا يتقن أساليبها، فنصحه الرئيس أردوغان بأن يلجأ إلى العلمانية منهجا للحكم، فسبقه إليها غيره وأطاح به.

وسجّل مطيع،  إلى أن هذا حال الترابيين في السودان من قبل إذ وصلوا إلى السلطة فلم يجدوا تصميما فكريا وعمليا لما ظلوا يجأرون به ويسوقون له زمنا، من دعوة إلى نظام إسلامي تحيى به الأمة، وإذ عجزوا عن ذلك عكفوا على جمع الدولار وتخريب الديار وقصف الأعمار وكانت النتيجة ما سمعنا ورأينا.

ووقف مطيع عند النموذج التونسي قائلا، هذا الحال في تونس ونهضتها المجهضة قبل أن ترى النور وقد صارعت طواحين الهواء في ليلها ونهارها للوصول إلى (مأدبة الحكم) وليس لها مجرد تصور لنظام إسلامي سياسي قابل للتطبيق، فانغمرت في صراع عبثي لجمع المال وتجميع السلطات وجهل مطلق لما ينبغي العمل به وله، وفقدت بذلك مبرر وجودها.

وشدّد  المتحدث، على أن الخلل الأساس في سعي كل العاملين لإقامة نظام إسلامي في أي بقعة من الأرض هو جهلهم المطبق لهذا النظام شكلا ومضمونا، وطريقةَ بناءٍ وتشييد، وإن مواصلتهم السير بهذا الجهل وهذه الغوغائية لن يزيدهم إلا إحباطا وفشلا.

ودعا زعيم الشبيبة الإسلامية المغربية، هؤلاء إلى أن يقفوا وقفة تأمل في مسيرتهم كلها بدون تعال أو غرور، وأن يعدوا للطريق أدواتها الضرورية، وأول هذه الأدوات معرفة ما يريدون بدقة، وأن يضعوا لما يريدونه تصميمه المنبثق من دينهم، وأن يخضعوا هذا التصميم للحوار والنقد والرأي الحر، أما الديمقراطية فهم لا يعرفونها ولا يؤمنون بها، وأما الاستبداد الذي لجؤوا إليه أو يلجؤون، لتثبيت أقدامهم على ظهر من يرفضهم فهناك من يتقنه أكثر منهم.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.